استيقظت منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة على واحدة من أكثر الحوادث المأساوية، بعدما انهار عقار سكني بشكل مفاجئ، مخلفًا عشرات الضحايا بين قتيل ومصاب، ومحولًا شارعًا ضيقًا إلى ساحة حزن مفتوحة وأسئلة بلا إجابات.

 

ووفق مصادر أمنية، وقع الانهيار في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء الماضي، وسط حالة من الذعر بين الأهالي، بعد سماع دوي مكتوم أعقبه تصاعد كثيف للأتربة، قبل أن تتضح الكارثة بانهيار العقار بالكامل على قاطنيه.

 

 

حصيلة ثقيلة.. 21 ضحية بينهم 4 جثث

 

كشف مصدر أمني مسؤول اليوم الخميس عن ارتفاع إجمالي عدد ضحايا الحادث إلى 21 شخصًا، بينهم 4 جثث جرى انتشالها من أسفل الركام، و14 مصابًا نُقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، إلى جانب 3 حالات تلقت الإسعافات الأولية في موقع الحادث، رفض أحدهم دخول المستشفى.

 

وأوضح المصدر أن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال جثتين جديدتين هما:

 

  • عواطف سليمان (53 عامًا)
     
  • سليمان علي (82 عامًا)

 

وذلك إضافة إلى جثتي:

 

  • رفعت عبد الستار (56 عامًا)
     
  • رضا أشرف (17 عامًا)

 

مؤكدًا استمرار عمليات البحث ورفع الأنقاض باستخدام أساليب يدوية دقيقة، خشية وجود ناجين آخرين أسفل الركام.

 

سباق مع الزمن تحت الأنقاض

 

منذ اللحظات الأولى للانهيار، دفعت قوات الحماية المدنية بفرق الإنقاذ البري إلى موقع الحادث، في سباق قاسٍ مع الزمن. ضيق الشارع وكثافة الركام صعّبا المهمة، لكن أصوات الاستغاثة القادمة من تحت الأنقاض منحت رجال الإنقاذ دافعًا لمواصلة العمل دون توقف.

 

وبحسب شهود عيان، استمرت عمليات الحفر لساعات طويلة باستخدام معدات بدائية وأيدي رجال الإنقاذ، وسط توتر بالغ وترقب من الأهالي الذين احتشدوا حول الموقع.

 

أم وأطفالها الأربعة.. قصة الفقد الكامل

 

وسط مشاهد الدمار، برزت مأساة إنسانية هزت مشاعر الجميع، تمثلت في أسرة كاملة ابتلعها العقار المنهار، أم وأطفالها الأربعة كانوا محاصرين تحت الأنقاض، وأصواتهم لا تزال تُسمع في الساعات الأولى بعد الانهيار.

 

في محاولة يائسة لإنقاذهم، شقت فرق الإنقاذ فتحة صغيرة وسط الخرسانة، ووصلت المياه إليهم في لحظة أمل نادرة، تشبث خلالها الجميع بإمكانية النجاة. إلا أن الأمل سرعان ما تلاشى، ومع استمرار رفع الأنقاض خفتت الأصوات تدريجيًا.

 

وعند الوصول إليهم بالكامل، لم يخرجوا على نقالات الإسعاف، بل داخل أكياس الموتى.

 

 

غضب شعبي واتهامات مباشرة بالإهمال

 

الحادث فجّر موجة غضب واستياء واسعة بين أهالي إمبابة، الذين حمّلوا الجهات التنفيذية والمحلية المسؤولية الكاملة عمّا حدث، مؤكدين أن انهيار العقار لم يكن مفاجئًا، بل نتيجة مباشرة للإهمال المزمن وعدم المتابعة.

 

واتهم عدد من السكان بعض المسؤولين بغضّ الطرف عن العقارات المتهالكة، والتقاعس عن تنفيذ قرارات الإزالة أو الترميم، رغم تلقي شكاوى وبلاغات متكررة على مدار سنوات، بل ذهب البعض إلى اتهام جهات محلية بتلقي رشاوى مقابل تجاهل خطورة بعض المباني.

 

وأكد سكان المنطقة أن إمبابة تضم مئات المنازل المتصدعة والآيلة للسقوط، يعيش داخلها آلاف المواطنين تحت تهديد دائم، مشيرين إلى أنهم تقدموا ببلاغات رسمية عديدة دون استجابة حقيقية.

 

وأضافوا أن الوعود المتكررة بإرسال لجان فنية لفحص العقارات ظلت حبرًا على ورق، دون اتخاذ قرارات حاسمة تنقذ الأرواح، وهو ما جعل حادث انهيار العقار مسألة وقت لا أكثر.