أعلن الأردن، عبر وسائل إعلامه الرسمية، مشاركته في ضربات جوية استهدفت مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية داخل الأراضي السورية.
وذكر التلفزيون الأردني أن سلاح الجو الملكي شارك إلى جانب القوات الأميركية في قصف أهداف محددة لتنظيم الدولة، مشيرًا إلى أن هذه المشاركة تأتي في إطار الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، وحماية أمن المنطقة، ومنع التنظيمات المتطرفة من استغلال الجغرافيا السورية كنقاط انطلاق لتهديد دول الجوار، وفي مقدمتها الأردن.
وأكد التلفزيون أن القرار الأردني يستند إلى معطيات أمنية تفيد بأن تنظيم الدولة أعاد خلال الفترة الماضية ترتيب صفوفه في بعض المناطق السورية، مستفيدًا من طبيعة البادية الشاسعة، ومحاولًا إعادة بناء قدراته العملياتية، الأمر الذي يشكل خطرًا مباشرًا على الاستقرار الإقليمي.
عملية “عين الصقر”
فجر يوم السبت، أعلن وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث إطلاق عملية عسكرية جديدة حملت اسم “عين الصقر”، استهدفت مواقع ومخازن أسلحة وبنى تحتية تابعة لتنظيم الدولة في سوريا، وذلك ردًا على هجوم وقع في مدينة تدمر قبل أيام وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين.
وأوضح هيغسيث، في منشور على منصة “إكس”، أن العملية تهدف إلى توجيه ضربة قاصمة لقدرات التنظيم، ومنعه من تنفيذ هجمات جديدة ضد القوات الأميركية أو حلفائها، مؤكدًا أن العملية تأتي في إطار استراتيجية أوسع للقضاء على فلول التنظيم في المنطقة.
تصريحات أميركية
من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن بلاده تشن “ضربات قوية جدًا” ضد معاقل تنظيم الدولة في سوريا، معتبرًا أن ما يجري هو رد مباشر وقاسٍ على الهجمات التي استهدفت جنودًا أميركيين. وأضاف أن العمليات العسكرية تحظى بدعم الحكومة السورية، التي تسعى – على حد وصفه – إلى إعادة الاستقرار إلى البلاد.
الموقف السوري
في السياق ذاته، أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانًا أكدت فيه التزام دمشق الثابت بمحاربة تنظيم الدولة، وضمان عدم وجود أي ملاذات آمنة لعناصره داخل الأراضي السورية.
وأوضح البيان أن سوريا ستواصل تكثيف عملياتها العسكرية ضد التنظيم في جميع المناطق التي ينشط فيها، داعية الولايات المتحدة ودول التحالف الدولي إلى دعم الجهود السورية في هذا الإطار.
قصف واسع وتحركات ميدانية
وكان مصدر أمني سوري قد أفاد بأن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة نفّذ، الجمعة، ضربات جوية استهدفت مقار لتنظيم الدولة في عدة مناطق وسط وشرق سوريا، شملت بادية حمص وريفَي دير الزور والرقة.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين عسكريين أن القوات الأميركية استخدمت خلال عملية “عين الصقر” مقاتلات من طراز “إف-15” و“إيه-10”، إلى جانب مروحيات أباتشي وصواريخ هيمارس، في عمليات وُصفت بأنها دقيقة ومركّزة.
كما أشارت تقارير إلى تنفيذ عشر عمليات مشتركة أسفرت عن مقتل أو اعتقال نحو 23 عنصرًا من التنظيم منذ هجوم تدمر.
وفي بيان لاحق، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية استهداف أكثر من 70 موقعًا لتنظيم الدولة في وسط سوريا، باستخدام الطائرات والمدفعية والمروحيات، مع توظيف أكثر من 100 ذخيرة دقيقة لتدمير البنية التحتية العسكرية للتنظيم.

