خيّم الحزن على محافظتي المنوفية وكفر الشيخ، بعد واقعتين مأساويتين متزامنتين أعادتا إلى الواجهة ملف الوفيات المفاجئة بين الطلاب صغارًا وشبابًا، حيث توفيت طالبة بالصف السادس الابتدائي أثناء طابور الصباح بمدرستها في المنوفية، بينما لفظ طالب بكلية العلاج الطبيعي أنفاسه الأخيرة إثر أزمة قلبية مفاجئة خلال ممارسته الرياضة داخل صالة ألعاب بمدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ.

 

الواقعتان، على تباعد مكاني بين شمال الدلتا ووسطها، اتفقتا في الألم والصدمة، وتركتا تساؤلات واسعة حول الفحوصات الطبية الدورية، والاستعدادات الصحية داخل المدارس والجامعات.

 

وفاة طالبة أثناء طابور الصباح بالمنوفية

 

في الساعات الأولى من اليوم الدراسي، شهدت إحدى قرى مركز الشهداء بمحافظة المنوفية واقعة مؤسفة، حيث توفيت الطالبة ملك، المقيدة بالصف السادس الابتدائي بمدرسة دناصور الابتدائية، أثناء وقوفها في طابور الصباح.

 

وبحسب روايات شهود عيان، فوجئ المعلمون والطلاب بسقوط الطالبة مغشيًا عليها خلال الطابور، ما استدعى حالة من الارتباك داخل المدرسة، ومحاولات سريعة لإسعافها قبل نقلها إلى الوحدة الصحية القريبة.

 

إلا أن الفحوصات الأولية أكدت أن الطالبة كانت قد فارقت الحياة، وسط حالة من الصدمة والحزن بين زملائها وهيئة التدريس.

 

التعليم تنفي الشائعات وتؤكد: الوفاة طبيعية

 

من جانبه، أكد الدكتور محمد صلاح، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة المنوفية، أن الطالبة كانت تستعد للمشاركة في الإذاعة المدرسية، وسقطت فجأة أثناء طابور الصباح دون أي تدخل خارجي.

 

ونفى وكيل الوزارة ما تردد من شائعات حول سقوط الطالبة من أحد طوابق المدرسة، مشددًا على أن الوفاة طبيعية ولا توجد بها أي شبهة جنائية، موضحًا أن الطالبة كانت تعاني من تاريخ مرضي سابق.

 

وأضاف أن المدرسة تعاملت مع الموقف فور وقوعه، وجرى نقل الطالبة إلى الوحدة الصحية، إلا أنها كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة قبل وصولها، مؤكدًا أن الجهات المختصة تابعت الواقعة واتخذت الإجراءات اللازمة.

 

كفر الشيخ.. صدمة في صالة الألعاب الرياضية

 

وفي محافظة كفر الشيخ، لم يكن المشهد أقل قسوة، حيث استيقظت مدينة بيلا على خبر وفاة الطالب أحمد حسن المنطاوي، 21 عامًا، طالب بكلية العلاج الطبيعي بإحدى الجامعات الخاصة، إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة أثناء ممارسة الرياضة.

 

ووفق روايات أصدقائه، كان الطالب يمارس التمارين الرياضية بشكل طبيعي داخل إحدى صالات الألعاب، قبل أن يشعر بهبوط حاد ومفاجئ، ليسقط على الأرض وسط محاولات من زملائه لإنقاذه.

 

تم نقله على الفور إلى المستشفى، إلا أن الأطباء أكدوا وفاته متأثرًا بأزمة قلبية حادة، في واقعة صدمت أصدقاءه وأبناء مدينته.

 

حزن واسع ورسائل وداع مؤثرة

 

تحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في كفر الشيخ إلى دفتر عزاء مفتوح، نعاه فيه أصدقاؤه وزملاؤه بكلمات مؤثرة، مستعيدين سيرته الطيبة وأخلاقه الحسنة.

 

وقال مصطفى البيلي، أحد أصدقاء الطالب الراحل، إن الفقيد كان يتمتع بصحة جيدة، وملتزمًا بممارسة الرياضة بانتظام، ولم يكن يشكو من أي متاعب صحية ظاهرة، ما جعل خبر وفاته صادمًا للجميع.

 

وأكد أصدقاؤه أن أحمد كان معروفًا بتدينه ودماثة خلقه وحب الناس له، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

 

تساؤلات مفتوحة

 

الواقعتان، رغم اختلاف الملابسات، أعادتا طرح تساؤلات ملحة حول أهمية الكشف الطبي الدوري للطلاب في المدارس والجامعات، ومدى جاهزية الإسعافات الأولية داخل المؤسسات التعليمية والرياضية، خاصة مع تزايد حالات الوفاة المفاجئة في السنوات الأخيرة.

 

وبينما ودعت المنوفية طفلة في عمر الزهور، وشيّعت كفر الشيخ شابًا في مقتبل العمر، يبقى الحزن سيد الموقف، وتبقى الدعوات بأن تكون هذه الوقائع جرس إنذار يدفع إلى تعزيز الرعاية الصحية والوقائية، حفاظًا على أرواح الطلاب في مختلف المراحل العمرية.