كتب مراسل الأمم المتحدة أن فرق الإغاثة في غزة تواصل سباقها لتلبية الاحتياجات العاجلة لعشرات الآلاف من النازحين الذين يعيشون داخل مبانٍ مدمّرة أو في مواقع مؤقتة، بينما تهدد تقارير عن تجدّد الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس بانهيار الهدنة الهشة.

أوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في إحاطة صحفية يوم الثلاثاء، أن أنباء التحركات العسكرية الإسرائيلية "مقلقة للغاية"، مشيراً إلى أن المنظمة "لا تريد أن يُقصف المدنيون مجدداً أو تتعطل العمليات الإنسانية مرة أخرى". في المقابل، نفت حركة حماس أي تورط في هجوم نُسب إلى مسلحين فلسطينيين ضد قوات إسرائيلية، مؤكدة التزامها بالهدنة، ومتهمة إسرائيل بانتهاك شروطها.

ذكرت الأمم المتحدة أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يواصل تنفيذ خطة استجابة إنسانية تمتد لستين يوماً، إذ تكثّف وكالات الإغاثة جهودها لتوفير الخدمات الأساسية في مختلف مناطق القطاع. وقال دوجاريك إن "الشركاء في مجال المياه والصرف الصحي يوسّعون توزيع المياه في شمال غزة، حيث تصل الإمدادات إلى 4600 متر مكعب يومياً في 585 موقعاً مختلفاً في محافظتي غزة وشمال غزة".

تستعد الوكالات الإنسانية لموسم الأمطار في محافظات دير البلح وخان يونس وغزة عبر تنظيف مصارف مياه الأمطار وتعزيز البنية التحتية الهشة لمنع الغرق والانهيارات. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن برامج التغذية بين الأول والخامس والعشرين من أكتوبر قدّمت العلاج لأكثر من 4300 امرأة حامل ومرضعة تعاني سوء تغذية حاد، بينما وصلت المساعدات الوقائية إلى أكثر من 134 ألف أم وطفل دون سن الخامسة.

في الوقت ذاته، يحاول آلاف الفلسطينيين العودة إلى منازلهم المدمّرة أو الانتقال إلى مناطق أكثر أماناً. رصدت الأمم المتحدة أكثر من 480 ألف حركة انتقال من جنوب غزة إلى شمالها منذ بدء الهدنة، إضافة إلى نحو 100500 حركة انتقال من غرب خان يونس إلى شرقها. وأشار دوجاريك إلى أن الشركاء الإنسانيين "يساعدون المجتمعات النازحة على إعادة استخدام أكياس الدقيق والأرز – التي كانت مخصّصة للأغذية – لتحويلها إلى أكياس رملية تقوّي الملاجئ وتوفر حماية من الرياح والأمطار".

تواجه عمليات نقل المساعدات تأخيرات متزايدة بسبب إعادة توجيه الشاحنات الإنسانية والتجارية عبر طرق بديلة حدّدتها السلطات الإسرائيلية. ذكر دوجاريك أن "العديد من الوكالات قلّصت مؤقتاً عدد الشاحنات في قوافلها بانتظار تقييم أولي لحالة الطرق"، مضيفاً أن الفرق "رصدت ازدحاماً مرورياً كثيفاً وتأخيرات في تحريك شحنات الإغاثة". وأكد أن الأمم المتحدة تواصل التواصل مع السلطات الإسرائيلية وغيرها من الأطراف لمعالجة هذا التباطؤ وضمان انسياب الإمدادات الإنسانية.

إلى جانب الوضع داخل غزة، أشارت تقارير من منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية، نقلها مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إلى زيادة ملحوظة في النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية. رُصد إنشاء 84 بؤرة استيطانية جديدة خلال العام الماضي، مقارنة بـ49 في العام الذي سبقه، إلى جانب توثيق 757 اعتداءً نفذها مستوطنون خلال النصف الأول من عام 2025.

تُبرز هذه التطورات، وفق الأمم المتحدة، أن التحديات أمام الاستقرار والسلام في الأراضي الفلسطينية تتجاوز حدود غزة، وأن استمرار العنف وتوسّع الاستيطان يهددان فرص التهدئة على المدى الطويل ويقوّضان أي جهد لبناء الثقة بين الأطراف. وبينما تتسابق فرق الإغاثة لمواجهة آثار الدمار المتواصل، تزداد المخاوف من عودة الحرب على نطاق أوسع، ما يجعل كل دقيقة تمرّ في غزة اختباراً جديداً للإنسانية والضمير الدولي.

https://news.un.org/en/story/2025/10/1166203