وصل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى المطار العسكري في بروكسل، في مستهل إلى بلجيكا، يشارك خلالها في أعمال القمة المصرية الأوروبية الأولى اليوم الأربعاء، بمشاركة رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وتكتسب الزيارة، أهمية كبرى للنظام الانقلابي في مصر، كونها تهدف إلى ترسيخ أطر التعاون والتنسيق السياسي مع الجانب الأوروبي وكذا مع بلجيكا إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفق ما أعلن المتحدث باسم الرئاسة.
ويُعقد على هامشها منتدى اقتصادي موسّع حول فرص الاستثمار في مصر، بمشاركة واسعة من كبريات الشركات الأوروبية وقيادات قطاع الأعمال، إلى جانب مناقشة الرؤية المصرية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وعدد من الملفات الحيوية التي تحظى باهتمام مشترك.
حشد الموالين للسيسي
وكان لافتًا عملية الحشد الواسعة للجاليات المصرية من جميع أنحاء أوروبا، لتكون في استقبال السيسي خلال زيارته الحالية إلى بلجيكا، خوفًا من تنظيم معارضين مظاهرات احتجاجية ضده، الأمر الذي قد يمثل إحراجًا له أمام المسؤولين بالاتحاد الأوروبي، بخاصة مع استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، واستمرار اعتقال عشرات الآلاف من المعارضين بالسجون.
ودأب النظام على تعبئة وحشد الموالين له خلال جولات السيسي في الغرب منذ انقلابه على الرئيس المنتخب محمد مرسي، ردًا على الحشود المعارضة في محاولة لخلق توازن معها أمام السياسيين ووسائل الإعلام هناك، من خلال رصد ميزانيات ضخمة لمثل هذه الترتيبات التي تجرى بالتنسيق مع السفارات المصرية بالخارج.
بتمثال ذهبي
— شاهيناز طاهر (@ChahinazTaher) October 21, 2025
المصريون يستقبلون #الرئيس_السيسي أمام مقر إقامته في #بروكسل pic.twitter.com/ry8Ak1Z3QX
سفر وإقامة بالمجان
ويظهر منشور متداول على منصات التواصل الاجتماعي لإحدى جروبات المصريين في مدينة ليون لفرنسا عن كيف يتم حشد أنصار السيسي في أوروبا، ليكونوا في استقباله خلال زيارته إلى بلجيكا، من خلال منح المشاركين مقابل تذاكر سفر ذهاب وإياب، فضلاً عن تكلفة الإقامة ببروكسل.
وقال الناشط أنس حبيب، الذي عرف بتظاهراته أمام السفارة المصرية بهولندا، إنه أجرى اتصالاً بالمسؤول عن عملية تعبئة وحشد أنصار النظام في أوروبا، والذي بدوره كشف عن إغراءات للمشاركين في المظاهرات الداعمة للسيسي تتولى السفارات المصرية تكلفة السفر والإقامة خلالها بالكامل.
فن اختيار الصورة ❤️
— Anas Habib (@AnasHabib98) October 19, 2025
وبعدين شوفوا يا مصريين العزة.. https://t.co/ovPEUIroyD pic.twitter.com/hzQJ9kim74
وكان حبيب أعلن عن "تحرك شعبى"، يتزامن مع زيارة السيسي إلى بروكسل، داعيًا الجاليات المصرية والعرب المقيمين فى أوروبا إلى التجمّع أمام مقر الاتحاد الأوروبي ومكان إقامة الوفد المصري.
وتظهر مقاطع متداولة لأنصار السيسي أثناء قدومها إلى بروكسل، في حافلات جماعية، بينما يتراقصون ويهتفون على الأغاني الداعمة لقائد الانقلاب. وصنع أنصار السيسي مجسمًا له مطليًا بلون ذهبي، خلال زيارته إلى بروكسل.
سؤال : ليه مؤيدين النظام الحالي معندهمش الا الرقص للتعبير عن دعمهم للسيسي.
— Ali Bakry (@_AliBakry) October 21, 2025
الفيديو لأفراد من الجالية المصرية في فرنسا أثناء توجههم لـ #بروكسل لاستقبال #السيسي pic.twitter.com/L0lL5pcClL
ماذا قال السيسي عن "حصار السفارات"؟
وخلال كلمته ضمن فعاليات ندوة تنظمها القوات المسلحة، بمناسبة ذكرى نتصارات حرب أكتوبر، علق السيسي على حصار سفارات مصر بالخارج، خلال الأشهر الماضية، قائلاً: "عشان كده لما بيحاولوا وعملوا حكاية السفارات مكر والله وكذب وإفك.. بس هي السياسة كده".
واستدرك، قائلًا: "لكن هو مطلع - سبحانه وتعالى - عشان كده شوفتوا العزة.. مش إحنا، هو ديمًا، ربنا ما يحرمنا أبدًا من دعمه ونصره ويشرفنا ديمًا برضاه".
وعقب المظاهرات التي أثارت إزعاجًا وتسببت في إحراج كبير للنظام، دفع ببعض مؤيديه للاحتكاك والاشتباك مع المتظاهرين المحتجين على تقاعس مصر عن مساعدة غزة في حرب الإبادة التي استمرت لعامين.
وأوقفت السلطات البريطانية، كلاً من أحمد عبد القادر وأحمد ناصر في لندن، أثناء تظاهرات لمعارضين مصريين أمام السفارة المصرية بلندن. وقد حظي كل منهما لدى عودته إلى مصر وعقب اتصالات قادها وزير الخارجية بدر عبدالعاطي باستقبال من عشرات الأشخاص، ووصفهما الإعلام في مصر بـ "الأبطال".

