شهدت ولاية ألاسكا الأميركية، انعقاد قمة استثنائية جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في لقاء استمر ثلاث ساعات، وُصف بأنه قد يكون منعطفاً حاسماً في مسار الحرب الأوكرانية.
القمة التي جرت خلف أبواب مغلقة داخل قاعدة "إلمندورف ريتشاردسون" العسكرية، حملت مؤشرات متناقضة بين أجواء إيجابية وتصريحات حذرة، وسط ترقب عالمي لمخرجاتها.
أجواء "بناءة" وتصريحات حذرة
بوتين وصف المحادثات بأنها "مفيدة ومفصلة" وجرت في "أجواء بناءة"، مؤكداً أن أي حل لأزمة أوكرانيا يجب أن يأخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية الروسية.
في المقابل، قال ترامب: "حققنا بالفعل تقدماً كبيراً، لكن هناك نقاطاً لم نتمكن من تجاوزها"، مشيراً إلى إمكانية فتح شراكات استثمارية واسعة بين واشنطن وموسكو.
وفي تصريحات لاحقة لـ"فوكس نيوز"، أبدى ترامب تفاؤلاً أكبر قائلاً: "نحن قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق، وعلى أوكرانيا أن توافق عليه"، مضيفاً أنه نصح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "بأن يعقد صفقة".
ملفات شائكة على الطاولة
بحسب تصريحات ترامب، شملت المحادثات قضايا حساسة مثل دور حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وضمانات أمنية، وحتى تبادل محتمل للأراضي.
وأكد أن هدفه الأساسي هو التوصل لوقف سريع لإطلاق النار، لكنه شدد أنه "ليس هنا للتفاوض نيابة عن أوكرانيا، بل لدفع الأطراف إلى الجلوس على طاولة المفاوضات".
وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف وصف بدوره الأجواء بعد القمة بأنها "ممتازة"، في حين أشار الكرملين إلى أن اللقاء كان من المقرر أن يمتد حتى 7 ساعات، بما في ذلك المؤتمر الصحفي المشترك.
مخاوف أوروبية وقلق أوكراني
المحادثات أثارت قلق القادة الأوروبيين من إمكانية أن يقود ترامب إلى تسوية تُفرض على أوكرانيا، خصوصاً في ظل المكاسب الميدانية الروسية. المستشار الألماني فريدريش ميرتس اعتبر أن بوتين أمام "فرصة" للموافقة على وقف إطلاق النار، بينما أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للرئيس الأوكراني استمرار الدعم الغربي.
زيلينسكي، الذي لم يُدعَ إلى القمة، دعا ترامب إلى ممارسة ضغوط على موسكو قائلاً: "حان الوقت لإنهاء الحرب، وعلى روسيا اتخاذ الخطوات اللازمة. نحن نعتمد على أميركا لتحقيق ذلك".
استعراض عسكري ورسائل رمزية
القمة حملت جانباً استعراضياً لافتاً؛ فقد شهدت لحظة وصول بوتين إلى ألاسكا تحليق طائرات أميركية متطورة بينها "بي-2 الشبح" و"إف-35"، في مشهد اعتبرته وسائل الإعلام الأميركية "تحية رسمية" من واشنطن للضيف الروسي، لكنه حمل أيضاً رسائل قوة غير خافية.
https://x.com/caseshoot/status/1956436425911533789
وقد أقيمت مراسم استقبال على مدرج القاعدة العسكرية، حيث تصافح الرئيسان أمام لافتة ضخمة كتب عليها "ألاسكا 2025"، وسط انتشار قوات بالزي الرسمي وسجاد أحمر، في مشهد يجمع بين الرمزية السياسية والرسائل العسكرية.