أثار الإعلان عن وفاة المستشار شعبان الشامي، رئيس محكمة جنايات القاهرة الأسبق، موجة واسعة من ردود الأفعال المتباينة في الشارع المصري، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر آلاف المصريين عن شماتة علنية في رحيله، في مشهد نادر يعكس حجم الجدل الذي ظل يحيط باسمه لعقود.

ففي الوقت الذي ودّع فيه الإعلام الرسمي الرجل باعتباره "قامة قضائية" و"أحد سدنة العدل"، لم تُخفِ قطاعات واسعة من المصريين على فيسبوك وتويتر فرحتها بما وصفوه بـ"نهاية أحد أبرز رموز القمع القضائي بعد 2013"، وانهالت التعليقات التي اعتبرت وفاته "ميعادًا مع الحساب الإلهي"، فيما غرد آخرون: "عند الله تجتمع الخصوم".

أمام هذا المشهد، خرج الإعلامي البرلماني مصطفى بكري، المعروف بولائه الشديد للنظام، ليدعو إلى حشد واسع في عزاء المستشار الراحل، الذي يُقام الثلاثاء 13 مايو 2025 في مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس، قاعة السلام.

وكتب بكري في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "أبلغ رد علي الخونه ، الذين شمتوا في موت القاضي الجليل شعبان الشامي ، الذي واجه القتلة من الإرهابيين بالعدلً والقانون هو الحضور المكثف في عزائه الثلاثاء بمسجد المشير - قاعة السلام . قضاء مصر العادل النزيه ، لايخضع للإبتزاز ولا التهديد . لقد سبق أن حطموا المحاكم ، واغتالوا قضاة ، واعتدوا علي منازلهم ، لكن قضاء مصر لايعرف سوي العدل والقانون . رحم الله المستشار شعبان الشامي رئيس محكمة جنايات القاهره ، ورحم كل سدنة العدل الذين رحلوا عن دنيانا".
https://x.com/BakryMP/status/1921849066989748529

شعبان الشامي: من النيابة إلى دائرة الإرهاب
وُلد الشامي في القاهرة عام 1955، وتخرّج في كلية الحقوق بجامعة عين شمس سنة 1975، ليبدأ بعدها مشواره القضائي في النيابة العامة عام 1976. ومنذ بداياته، برز ميله نحو القضايا ذات الطابع السياسي والمثير للجدل، ما مهّد لاحقًا لتولّيه رئاسة دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، التي أُطلق عليها إعلاميًا "دائرة الشامي".

وبرز اسمه على الساحة بعد انقلاب 30 يونيو 2013، حيث تولّى النظر في قضايا سياسية كبرى ضد قادة جماعة الإخوان المسلمين وجميع المعارضين السياسيين.

أحكام مثيرة للجدل ومحل انتقاد دولي
ارتبط اسم الشامي بأحكام إعدام جماعية أثارت موجات استنكار واسعة داخل وخارج مصر. ومن أبرز القضايا التي ترأسها:

قضية "اقتحام السجون": أصدر حكمًا بالإعدام على الرئيس الأسبق محمد مرسي وعدد من قيادات الإخوان.

قضية "التخابر الكبرى": شملت أحكامًا بالإعدام والمؤبد على 36 متهمًا، من بينهم يوسف القرضاوي وصلاح عبدالمقصود.

قضية "خلية مدينة نصر" (2014): أحكام بالسجن المؤبد والمشدد على 25 متهمًا.

قضية استهداف قناة السويس (2014): إعدام 26 متهمًا بتهمة تكوين خلية إرهابية.

وإلى جانب هذه القضايا، أثار الشامي الجدل حين قرر إخلاء سبيل الرئيس المخلوع حسني مبارك في قضية "الكسب غير المشروع"، وهو القرار الذي اعتُبر في حينه "صفعة" لمطالب العدالة الانتقالية بعد ثورة يناير.