رفضت الأمم المتحدة خطة إسرائيلية تهدف إلى فرض قيود جديدة على إيصال الإمدادات الإغاثية إلى القطاع المحاصر، في وقت وجّه فيه مندوب فلسطين لدى المنظمة الدولية مناشدة عاجلة للمجتمع الدولي، محذراً من تحوّل سياسات الاحتلال إلى أدوات لـ"التجويع القسري" كوسيلة للحرب.

الأمم المتحدة: الخطة الإسرائيلية تقوّض المبادئ الإنسانية
وقال ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في جنيف، إن خطة إسرائيل بشأن نظام المساعدات في غزة "مرفوضة"، معتبراً أنها "لا ترقى إلى مستوى المبادئ الإنسانية الأساسية المتمثلة في الحياد والنزاهة والاستقلالية".

وأضاف لايركه أن "الخطة الإسرائيلية معدة لزيادة الرقابة وتقييد الإمدادات، وهو عكس المطلوب في ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع".

وجاء الموقف الأممي بعد أن طرحت إسرائيل تعديلات تشمل تقليص مسارات المساعدات وإخضاعها لمزيد من الإجراءات الأمنية، بما في ذلك منع بعض الشحنات من الوصول إلى المنظمات الإنسانية العاملة داخل غزة.

مبعوث فلسطين: إسرائيل تستخدم الجوع كسلاح حرب
بالتوازي مع الرفض الأممي، بعث رياض منصور، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن، ورئيس الجمعية العامة، اتهم فيها إسرائيل باستخدام سياسات "التجويع المتعمد" ضد أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، وطالب بتحرك فوري لوقف هذا النهج.

وقال منصور إن "العالم لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي بينما يدعو مسؤولون إسرائيليون إلى قصف مخازن الغذاء والمساعدات في غزة لمنع المدنيين من الوصول حتى إلى ما تبقى من إمدادات ضئيلة".

وأشار إلى تصريحات متلفزة لوزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، بثتها القناة السابعة العبرية، دعا فيها علنًا إلى فرض المجاعة على غزة واستهداف مخازن الغذاء، في خطوة وصفها المندوب الفلسطيني بأنها "تحريض علني على ارتكاب جرائم جماعية".

قصف سفينة مساعدات وإنذارات حقوقية
وسلط منصور الضوء على حادثة وقعت مطلع مايو الجاري، عندما قصفت إسرائيل سفينة تابعة لتحالف "أسطول الحرية" أثناء وجودها في مياه مالطا، وكانت تحمل مواد غذائية ومساعدات إنسانية إلى غزة. وأسفر الهجوم عن تعريض حياة 16 ناشطًا وعامل إغاثة دولي للخطر.

وطالب منصور بضرورة الضغط على إسرائيل لاحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، محذرًا من تصاعد استهداف العاملين في مجال الإغاثة ومنع وصول المساعدات إلى مستحقيها، ما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية شاملة.

دعوة للمحاسبة ووقف تسليح إسرائيل
في ختام رسائله، شدد المبعوث الفلسطيني على أهمية محاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن الجرائم المرتكبة، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، داعيًا إلى فرض حظر فوري على تصدير السلاح لإسرائيل واستخدام كافة الأدوات السياسية والدبلوماسية والقانونية الدولية لوقف العدوان.

وأكد أن السياسات الإسرائيلية الحالية، بما في ذلك تدمير البنى التحتية، وتهجير السكان، وتوسيع الاستيطان، تصبّ في إطار تطهير عرقي ممنهج يجب على المجتمع الدولي أن يتصدى له بصرامة.