أفادت وسائل إعلام عبرية مساء أمس الخميس بوقوع "حدث أمني صعب" في شمال قطاع غزة، أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي على الأقل وإصابة أكثر من سبعة آخرين بجروح متفاوتة، إثر قصف صاروخي استهدف تجمعًا لجنود الاحتلال. ووفقًا لما نقلته القناة 12 العبرية، فإن معارك عنيفة تدور حاليًا في مناطق شمال القطاع، حيث تحدث سكان مستوطنات غلاف غزة عن تحركات مكثفة للطيران الحربي الإسرائيلي، وسط دوي انفجارات متتالية هزّت المنطقة. عملية نوعية وارتباك إسرائيلي وسائل الإعلام العبرية اكتفت بالإشارة إلى أن القصف الذي طال الجنود وقع في إطار ما وصفته بـ"حدث أمني" لم تُكشف تفاصيله حتى الآن، بينما بدأت مروحيات عسكرية إسرائيلية في إجلاء المصابين من مناطق الاشتباك، مما يعكس حجم الخسائر وخطورة الموقف. مصادر عسكرية عبرية ذكرت أن الحدث يرتبط مباشرة بلواء المدفعية والفرقة 36 التابعة لجيش الاحتلال، ما يشير إلى أن الهجوم طال وحدة مركزية وفاعلة في العمليات البرية الإسرائيلية داخل غزة. ورغم مرور ساعات على الحادثة، لم تصدر أي جهة فلسطينية، بما في ذلك كتائب القسام أو سرايا القدس، بيانًا رسميًا يتبنى العملية، ما يزيد من حالة الترقب والإرباك لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي سارعت إلى فتح تحقيق عاجل للوقوف على حيثيات الهجوم وتقدير الخسائر الحقيقية. تصعيد ميداني ومأزق سياسي الهجوم يأتي في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، في ظل تعثر مفاوضات التهدئة، ووسط تحذيرات دولية متصاعدة من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع المحاصر. في شمال القطاع، حيث وقعت العملية، تتواصل المواجهات العسكرية العنيفة، مع تصعيد في وتيرة القصف المتبادل بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، ما يجعل من المنطقة ساحة اشتعال مفتوحة على احتمالات واسعة، خاصة في ظل الضغط المتزايد من عائلات الجنود القتلى والأسرى على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء الحرب بأي ثمن. الرقابة العسكرية الإسرائيلية تتكتم وفي مشهد بات معتادًا منذ بداية الحرب، فرضت الرقابة العسكرية الإسرائيلية تعتيمًا على تفاصيل الحدث، واكتفت وسائل الإعلام بنقل معلومات مقتضبة، فيما تُظهر الصور الأولية التي بثّها الإعلام العبري لحظة إجلاء الجنود المصابين حالة من الفوضى والتوتر داخل صفوف القوات المنتشرة في غزة. المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" وصف ما حدث بأنه "ضربة ثقيلة تُعيد التذكير بخطورة التورط البري في قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن المقاومة الفلسطينية "لا تزال تحتفظ بقدرة تنفيذ كمائن نوعية ضد القوات رغم الحصار والقصف المستمر".