تحوّلت زيارة وزير الأمن القومي للاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غفير لجامعة ييل الأميركية إلى ساحة احتجاج عارمة، بعدما استقبله مئات الطلاب الغاضبين بهتافات صاخبة وزجاجات مياه ألقيت في وجهه، تعبيرًا عن الرفض الشعبي المتصاعد في الجامعات الأميركية لجرائم الاحتلال في غزة.

بن غفير، أحد أبرز رموز اليمين الإسرائيلي المتطرف، ظهر في مقاطع فيديو نُشرت على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو يتعرض للرشق بزجاجات المياه وسط هتافات مدوية: "فلسطين حرة" و"مجرم حرب"، بينما كان يرد على المحتجين برفع علامة النصر، وحوله حراس يحملون علم الاحتلال.

جامعة ييل تشتعل: مخيمات مؤقتة وهتافات لا تتوقف
الاحتجاجات لم تقتصر على لحظة وصول الوزير الإسرائيلي، بل بدأت قبلها بساعات، حين شرع طلاب من جامعة ييل في نصب ثمانية خيام داخل الحرم الجامعي، معلنين اعتصامًا مفتوحًا رفضًا لزيارة بن غفير، وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني تحت شعار: "نحن هنا وسنبيت الليل هنا".

رغم تحذيرات إدارة الجامعة من أن هذا التحرك "ينتهك القوانين الجامعية"، رفض الطلاب تفكيك المخيم، ما هدد بمواجهة قانونية قد تصل إلى الاعتقالات، بحسب بيان رسمي صادر عن الجامعة.

الغضب يتنقّل مع بن غفير: من فلوريدا إلى ييل
وكان بن غفير قد واجه احتجاجات مشابهة لدى وصوله إلى مطار فورت لودرديل بولاية فلوريدا قبل أيام، حيث اعترضه عدد من الإسرائيليين المغتربين بشعارات منددة بتقاعسه عن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس، وهتفوا بالعبرية مطالبين بمحاسبته شخصيًا.

قمع ممنهج للطلاب المؤيدين لفلسطين
تزامنًا مع تصاعد الاحتجاجات الطلابية، تقود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حملة قمع غير مسبوقة ضد النشطاء المؤيدين لفلسطين، خاصة من الأجانب، تحت ذريعة "محاربة معاداة السامية".

ففي مارس الماضي، أوقفت جامعة ييل الباحثة المتخصصة في القانون الدولي هيليه دوتاجي عن العمل، ومنعتها من دخول الحرم الجامعي لدفاعها عن حقوق الفلسطينيين، كما أصدرت محكمة أميركية قرارًا بترحيل الطالب الفلسطيني محمود خليل لمشاركته في احتجاجات جامعة كولومبيا، بدعوى تشكيله "تهديدًا للأمن القومي".

وفي الشهر ذاته، اعتقلت سلطات الهجرة الطالبة لقاء كردية بسبب مشاركتها في تظاهرات مؤيدة لغزة، بينما أُلغيت تأشيرة الطالبة الهندية رانجاني سرينيفاسان بعد اتهامها بـ"الترويج للعنف"، وأقامت طالبة كورية دعوى ضد إدارة ترامب لمحاولتها ترحيلها للسبب نفسه.

شاهد:
https://www.youtube.com/watch?v=SgdbF7XL6LU

https://www.tiktok.com/@almayadeentv/video/7496792994964638994

https://x.com/Trend_vide0s/status/1915351013357142055