دأبت الهيئة المصرية العامة للكتاب التابعة لوزارة الثقافة على تنظيم معرض الكتاب في يناير من كل عام بأرض المعارض في مدينة نصر ثم نقلته مع 2017 إلى التجمع الخامس ومنذ الانقلاب العسكري تمنع إدارة المعرض مشاركة الشركات والدور الإسلامية في عرض الكتب اللهم من بقايا الكتب الإسلامية (1% من الإنتاج) بجناح سور الأزبكية فضلا عن الحرب على الثقافة الإسلامية والتي أخدت منحى فيلم المصري بحرق الكتب الإسلامية بمكتبات المدارس!
كما لم يعد جديدا، أن يطال هذا الحظر والحرمان بخلاف الإسلاميين غيرهم من أصحاب الأفكار من اليساريين والاشتراكيين، وعلى مدار ثلاث سنوات تعرضت مكتبة ودار نشر تنمية، لرفض الهيئة المصرية العامة للكتاب منحها الموافقة على مشاركتها في المعرض، منذ إلقاء القبض على مؤسسها خالد لطفي وسجنه، في عام 2018، بعد نشره طبعة مصرية من كتاب الملاك، الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل عن أشرف مروان صهر الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر.
وفي سبتمبر 2017، ألقت السلطات القبض على أحد العاملين بالدار بحجة مخالفة معايير النشر بنشرها وتوزيعها الكتاب المذكور، وأعدم مسؤولو تنمية ألفي نسخة، وهي مجمل المطبوع من الكتاب محل القضية، ولكن في ديسمبر 2017، أحيلت الواقعة إلى المحكمة العسكرية عوضًا عن الاقتصادية واستدعت النيابة العسكرية الناشر خالد لطفي للتحقيق في الواقعة وأمرت بحبسه احتياطيًّا على ذمة القضية، وصدر حكم من محكمة عسكرية ضده في القضية رقم 1298 لسنة 2018 جنح عسكرية شرق في أكتوبر 2019، بالحبس 5 سنوات، وقد أيدته محكمة الاستئناف العسكرية في فبراير 2019، وفي ديسمبر 2019 أيدت محكمة النقض العسكرية الحكم بالحبس، وأُفرج عن الناشر في 20 نوفمبر 2022 بعد انقضاء مدة العقوبة.
وفي عام 2017، أوقفت إدارة معرض الكتاب، موظف بدار نشر لبنانية بسبب وجود كتاب يتناول المذهب الشيعي، وأغلقت إدارة معرض الكتاب جناحي دار القدس وآل ياسر، بعد أن حرّرت شرطة المصنّفات بلاغًا ضدهم لبيعهم كتبًا شيعية، وأعلن أشرف مأمون – مدير إدارة مكافحة جرائم المطبوعات بالإدارة العامة لمباحث المصنفات-، وقتئذٍ، تحرير محضر لمصادرة خمسة كتب شيعية، وأن هذه الكتب تمت مصادرتها على الفور.
وفي 2018 أعلن هيثم الحاج علي – رئيس الهيئة العامة للكتاب وقتئذٍ-، أن عددًا من الكتب سيتم منعه من المشاركة في المعرض، وأن هيئة الرقابة ستصادر أي كتب تعبر عن فكر جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها جماعة إرهابية بحكم القضاء المصري، وأن الهيئة خصصت مكانًا للرقابة في سور الأزبكية لمنع الكتب المزورة أوالتي تحرض على العنف والإرهاب.
ومنذ عام 2020، تغيب الناشرة والأديبة الفلسطينية بيسان عدوان، المؤسس المشارك لدار نشر ابن رشد، عن المشاركة في المعرض، بعد تهجيرها قسرًا من مصر في مارس 2020، بـتهمة الإلحاد، وإدراجها على قوائم المنع من دخول البلاد، ويُعتقد أن سبب الترحيل يرجع لخصومتها السياسية مع السلطة الحالية. أيضًا- مُنعت دار نشر عصير الكتب من المشاركة في معرض الكتاب في 2022، للمرة الأولى، بسبب نشرها كتب للكاتب الإسلامي العراقي أحمد خيري العمري، المحسوب فكريًا على جماعة الإخوان المسلمين، وعلى خلفية إتهام الكاتب الصحفي سامح فايز، للدار بأنها إخوانية.
وأكد الكاتب الصحفي أنور الهواري، مصادرة كتابَيه ترويض الاستبداد والديكتاتورية الجديدة من معرض الكتاب في 2023.
واتهم الطبيب خالد عبد الرحمن، جهات أمنية – لم يسمها-، بالتدخل لمنع دار روافد للنشر من طباعة كتابه الجديد 42 شارع قصر النيل، الذي كان من المفترض صدوره مع انطلاق المعرض، ويناقش تاريخ نقابة الأطباء منذ نشأتها وحتى الآن، متضمنًا الحراك النقابي القوي الذي شهدته النقابة في 2016 بعد اقتحام الأمن لمستشفى المطرية.
سيد صابر، مدير النشر في دار المنتدى للنشر، قال إن جهات أمنية طالبت الدار برفع كتاب تاريخ الحركة الصهيونية وتنظيماتها لـ محمد مدحت مصطفى، ويؤرخ لتاريخ الجمعيات الصهيونية في مصر، وبدايتها وأدوارها في فترة ما قبل يوليو1952، من جناحها في معرض الكتاب 2023، دون إبداء أسباب، فيما ذكر مؤلف الكتاب أنه تعرض للمصادرة.
وتفاجأت مكتبة طرابلس العلمية العالمية بمصادرة كتاب شعرية تاريخ ليبيا ومنع من المشاركة في معرض القاهرة للكتاب بدورته 54، متهمة نائبة مدير المعرض، وقتئذٍ، بسحب النسخة المعروضة في الجناح مع التهديد بإغلاق جناح اتحاد الناشريين الليبيين في حال وجدت نسخة أخرى معروضة.
الناشرة كرم يوسف، مؤسّسة وصاحبة دار النشر المستقلة الكتب خان، أعلنت في 23 يناير 2024، عن منع الدار من المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، فقبل ساعات قليلة من استلام الجناح الخاص بهم منعت إدارة المعرض تعسفيا الدار، دون إبداء أسباب واضحة أوإخطار رسمي مسبق، بل وبتسليم المساحة المتفق عليها لجناحنا التي تم سداد كافة المصروفات واستيفاء الأوراق المطلوبة للمشاركة في المعرض حسب الشروط المعلنة، إلى دار نشر أخرى.
وبعد يوم واحد من إعلان دار تنوير للنشر والإعلام، من المشاركة هي الأخرى في معرض الكتاب لعام 2024، وقالت الدار في بيان لها: تم حجب مشاركتنا في معرض القاهرة الدولي للكتاب لهذا العام -رفقة عدد من الزملاء الناشرين- وقد أخطرنا بذلك قبل يوم واحد فقط من تسلم جناحنا الذي ظل محجوزًا باسمنا حتى صباح اليوم، ولم ندخر جهدًا في محاولة فهم الأسباب والدوافع التي أدت إلى ذلك، وتواصلنا مع الجهات المعنية في اتحاد الناشرين المصريين وفي الهيئة العامة للكتاب، لكننا وصلنا إلى طريق مسدود، وإلى أن هذا الإلغاء ليس إلا قرارًا تعسفيًّا لا يصب في مصلحة الناشرين، ولا في مصلحة المناخ الثقافي المصري.

