قالت تقارير إن مليشيا الدعم السريع شبه العسكرية بدأت تنفيذ خطة تصعيدية ضد مصر، إثر الاتهامات التي وجهها قائدها محمد حميدتي للعسكري السيسي زعيم الانقلاب، وتتعلق بدعمه لقوات الجيش السوداني بقيادة البرهان. 
واعتبر المراقبون أنها خطوة تهدف إلى فرض حصار اقتصادي على مصر، بعد إيقاف "الدعم السريع" تصدير السلع السودانية التي كانت تساهم بشكل كبير في تلبية احتياجات السوق المصري.

تطور وخطة "انتقامية" ضد مصر
   وشرعت مليشيا الدعم السريع في تنفيذ المرحلة الثانية من عملياتها العسكرية التي وصفها القادة العسكريون بالخطة "ب".
هذه الخطة التي تم البدء في تطبيقها تتضمن العديد من الهجمات على المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني، إلى جانب إجراءات اقتصادية تهدف إلى التأثير على مصر، وخاصة في ما يتعلق بتصدير السلع الحيوية.

وبحسب التقارير شملت الخطة "ب" منع تصدير المحاصيل الزراعية والمنتجات المحلية مثل الصمغ العربي، إلى جانب وقف تصدير المواشي، وهو ما سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد المصري الذي يعتمد بشكل جزئي على هذه السلع.
 

الطائرات المصرية لا تصل
   وفي تفسيره لهذه القرارات، قال الكاتب الصحفي السوداني محمد مصطفى جامع إن تصريحات حميدتي تأتي في إطار الانتقام من مصر، بسبب ما اعتبره دعماً مصرياً لقوات البرهان ضد الدعم السريع، برغم أن حميدتي اتهم مصر بقصف مناطق تابعة لقواته.
واستدرك "جامع" مشيرا  إلى أن المسافة بين مصر والمناطق المستهدفة تجعل من المستحيل أن تصل الطائرات المصرية إلى هذه المناطق دون أن تُكتشف، وهو ما يُضعف مصداقية الاتهام.
 

تأثير على الاقتصاد المصري
   ورغم تأكيد "جامع" على أن تأثير هذه القرارات على الاقتصاد المصري قد لا يكون كبيراً بشكل عام، إلا أن توقف تصدير الماشية من السودان إلى مصر سيكون له انعكاسات سلبية.
حيث أن السوق المصري يعتمد على السودان في توفير حوالي 13-14% من احتياجاته من اللحوم الحية والمذبوحة.
وأوضح جامع أن اللحوم السودانية تتمتع بميزة كونها تأتي في الغالب كماشية حية وليست لحوماً مجمدة، مما يجعلها أكثر قبولاً في الأسواق المصرية مقارنةً باللحوم المستوردة من دول أخرى مثل الصومال وإثيوبيا وكينيا وأستراليا.
ورغم ذلك، أشار جامع إلى أن السودان لا يسيطر بشكل كامل على جميع مناطق الإنتاج المصدرة إلى مصر، حيث توجد مناطق في شرق السودان وكردفان التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، وهي مناطق تُنتج الفول السوداني والصمغ العربي والماشية.
 

"السريع" يغلق الطرق البرية
   ومنعت مليشيا الدعم السريع حركة السيارات المحملة بالمنتجات الزراعية والماشية الموجهة للتصدير من المناطق التي تسيطر عليها في دارفور وكردفان.
ومن بين هذه المناطق، ولاية شرق دارفور التي تُعد حاضنة رئيسية لقوات حميدتي، حيث تم إغلاق الطرق البرية التي تربط هذه المناطق بمناطق أخرى، مما أدى إلى إعادة شحن المحاصيل إلى الأسواق المحلية في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع.
وتواصل "الدعم السريع" منع تصدير المحاصيل من مناطق كردفان التي تشتهر بإنتاج الصمغ العربي والماشية، وتوقف شحن الفول السوداني والذرة إلى الأسواق الخارجية.
وقد تمت السيطرة على الطرق البرية التي كانت تربط مناطق دارفور بمناطق أخرى في السودان، حيث تم إرجاع المحاصيل والماشية الموجهة للتصدير إلى مصر.
 

هدف اقتصادي وسياسي
   وتُعتبر هذه الخطوات جزءًا من استراتيجية الدعم السريع لتعزيز سيطرتها الاقتصادية على المناطق التي تسيطر عليها.
وقد أشار مستشار قائد الدعم السريع، الباشا طبّيق، في منشور له على تويتر، إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى محاربة مصر اقتصاديًا وتحقيق تفوق اقتصادي في المناطق التي تخضع لسيطرة الدعم السريع.
يرى البعض أن هذا التصعيد هو جزء من الصراع الأوسع بين مليشيا الدعم السريع والجيش السوداني، وتأتي هذه الإجراءات كرد فعل على دعم مصر للجيش السوداني.