تبنى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين موقفا من الهجمة الموجهة حاليا ضد الداعية الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، وكانت مساندة "الاتحاد" من خلال أمينه العام الشيخ علي القره داغي، الذي اعتبر، في مقاله "الشيخ الشعراوي والحرب على رموز الإسلام" أن "نسف الرموز سياسة ممنهجة وليس آخرها الشيخ الشعراوي".



وقال إن "الإمام الشعراوي مغروس حبه في قلوب المسلمين بعلمه، وحكمته، وهدوئه، وصفائه، وصدقه، ومواقفه النبيلة."

 

وثار جدل واسع في مصر بعد الإعلان عن مسرحية تجسد حياة الشيخ الشعراوي المتوفي سنة 2000، وانبرى الأزهر يدافع عن الشيخ الشعراوي، حيث علق عباس شومان، وكيل الأزهر السابق على الهجوم الشديد الذي شنه البعض على الشيخ الشعراوي، قائلا: "من يهاجمونه أطفال عابثون".

 

وعن وصف فتاوى الشعراوي بالرجعية، أشار شومان إلى أنهم "أرادوا إتلاف ثمار نخلة عالية فسقطت أحجارهم فوق رؤسهم وظلت الثمار تعجب الناظرين وخالصة للآكلين".



أما مركز الأزهر للفتوى فرد على هجوم وزيرة الثقافة بحكومة الانقلاب على الشيخ الشعراوي قائلًا: "إمام الدعاة كان مثالًا للعالِم الوسطي المستنير".



وعبر منصات اتحاد علماء المسلمين على التواصل ومنها منصته على "تويتر"@iumsonline قال الأمين العام "..نرى أن الحملة اليوم على الشيخ الشعراوي تتجاوز فكرة النقد إلى الانتقاص، وفكرة الحوار إلى الشجار، هناك مخطط كامل لمسح أي شخصية مسلمة من الذاكرة الشعبية".



وأضاف، "نحن نعتقد أن الشعراوي،كان علماً من أعلام التفسير وكان مزيجاً خلاقاً من فهم  أمهات التفاسير، ووعي بالعصر وشبهاته، وفوق كل ذلك كان يملك قدرة على تبسيط المعلومة والتأثير الكبير في شرائح المجتمع نخباً وعامة،وليس كما يزعم بعض الصحفيين أن جمهور الشعراوي هم العامة، فحسب.. رحمه الله تعالى".
 

ذكريات مع الشعراوي

 

وأضاف د. علي القره داغي: "تشرفت بالشيخ الشعراوي، فعرفته عن قرب، وظهر لي مدى صفائه ونقائه رحمه الله.. وقد أعجبت به، وأنا طالب بالكلية عام 1971م أيما إعجاب، بمحاضرة له حول القضاء والقدر، ومسؤولية الإنسان، حيث أبدع فيها، ولا سيما كنت ممن درس بعمق علوم الكلام والفلسفة على أيدي مشايخنا.



وأردف: كانت هناك إشكالية كبيرة في آراء المعتزلة والأشاعرة، فقام الشيخ بحل المشكلة وفقاً لآيات القرآن الحكيم، ثم لما التحقت بالدراسات العليا بالأزهر الشريف عام 1976م كنت أتابع حلقاته حول تفسير القرآن الكريم في التلفزيون المصري، فكانت بحق رائدة ورائعة في التفسير.

 

وأكمل: فرح كثيرا ورحب بي أكثر، وطلب ألا أترك زيارته، فقلت: يا مولانا هذا شرف عظيم، ولكني مشفق على وقتك فقال : (معلش) ثم قال لي : صل الجمعة معي غداً في مسجد سيدنا الحسين، ثم نذهب نتغدى معاً.


سعدت به وأخذني إلى مطعم أبو شقرة بقصر العيني، واستقبله صاحب المطعم، وخصص لسماحته غرفة خاصة، ودعى على شرفه عددا طيبا من أصحاب الوجاهة، ولكن المهم بالنسبة لي اللقاء به، والإفادة منه، حيث سألته عما كان يجول في نفسي من بعض الإشكاليات الفكرية، فكنت أعرضها، وهو يتفضل بشرحها.



وواصل حديثه بالإشارة للقاء المبكر "ثم بعد ما ترك الوزارة طلبت مقابلته فرحب بي، حيث التقيت به في مسجد سيدنا الحسين، فأخذني إلى شقته التي تطل على المسجد نفسه، فسعدت به، ولما عرفت  بنفسي وأسرتي العلمية الحسينية رحب بي أكثر، حتى سألني عن مؤلف كتاب شرح الكلنبوي في المنطق"..

 

هجوم على الأزهر

 

أما عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. رمضان خميس الغريب أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، فقال إن الهجوم على الشيخ الشعراوي ليس هجومًا على شخصه بل هو هجوم على الأزهر بكل مكوناته وهجوم على الدين بكل محتوياته وهجوم على رمزية هذا العالم الكبير ولذلك كلما فشلت هذه الأنظمة شرعت في شغل الناس بهذه القضايا".



وأطلق "الأزهر" حملة إلكترونية للدفاع عن رمزه الشيخ محمد متولي الشعراوي، واصفا الشيخ بأنه "وهب نفسه لتفسير كتاب الله وتجمعت حوله القلوب".



وقال "الأزهر الشريف" عبر منصاته : "فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي وهب حياته لتفسير كتاب الله.. وأوقف عمره لتلك المهمة. فأوصل معاني القرآن لسامعيه بكل سلاسة وعذوبة وجذب إليه الناس من مختلف المستويات وأيقظ فيهم ملكات التلقي".

 

ونشرت المنصات التابعة للأزهر فيلما تسجيليا عن الداعية الراحل محمد متولي الشعراوي، بعد تصريحات مثيرة للجدل أطلقتها وزيرة الثقافة.



أما منصة "دار الإفتاء المصرية" فاستعانت بتفسير له للآية الكريمة ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [النور: 22] وقالت "إن أساء أخوك إليك، فإما أن ترد بالمثل، أو تكظم الغيظ، أو ترقى إلى العفو؛ وبذلك تكون من المحسنين.. إمام الدعاة الشيخ الشعراوي رحمه الله".