توفي اليوم الإثنين العالم الجليل الأستاذ الدكتور محمد نعيم ياسين، عن عمر يناهز (80عاما)، وهو صاحب كتاب “الإيمان: أركانه- حقيقته – نواقضه”،  بعد معاناة مع المرض، وبعد رحلة حافلة بالعطاء العلمي والتعليمي والتربوي؛ وترك وراءه إرثًا حافلًا من المؤلفات العلمّة والدعويّة.

وولد الدكتور محمد نعيم عبد السلام إبراهيم ياسين في مدينة سلفيت بفلسطين عام 1943، ونشأ في أسرة ملتزمة، ودرس الشريعة والقانون في جامعة دمشق، ثم أكمل دراسته العليا في الشريعة في جامعة الأزهر بمصر.

كما حصل على ماجستير في الحقوق من جامعة القاهرة، ثم الدكتوراه في الشريعة من جامعة الأزهر عام 1972 مع مرتبة الشرف، عن رسالته "نظرية الدعوى بين الشريعة الإسلامية وقانون المرافعات المدنية والتجارية".

وعمل ياسين مدرسا للشريعة في الجامعة الأردنية، وفي كلية الشريعة والقانون بجامعة قطر، ثم أستاذا للشريعة في جامعة الكويت، وأستاذا للشريعة والقانون في جامعة العلوم الإسلامية العالمية في الأردن.

وألف ياسين العديد من الكتب، أشهرها كتاب "الإيمان" الذي نشر عام 1978، وكتاب الجهاد في العام ذاته، ثم ألف كتاب "حقيقة الجهاد في الإسلام" عام 1984، وكتاب "افتراءات حول غايات الجهاد" في العام ذاته.

وأيضًا من كتبه المنشورة أيضا "الوجيز في الفقه الجنائي الإسلامي"، الذي صدر عن دار الفرقان في الأردن 1982.

كما له عشرات الكتب والمؤلفات والبحوث في الزكاة، والوقف، والبحوث الطبية، فيما شارك  في العديد من المؤتمرات الاقتصادية والفقهية والطبية.

من جانبها  نعت هيئة علماء فلسطين ، الراحل ياسين،، كونه أحد أبرز علماء فلسطين البرَرة، وأحد أعضائها مشيدا بجهوده في مجال الدعوة الإسلامية، وقضايا الأمة، وفي الصّدر منها قضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك.

وجاء في البيان: " هيئة علماء فلسطين تنعى إلى أمتنا الإسلاميّة جمعاء وإلى أهل العلم والدّعوة والعاملين لخدمة الإسلام في كلّ مكانٍ ببالغ الصّبر والاحتساب؛ فضيلة العالم الكبير الأستاذ الدّكتور محمّد نعيم ياسين، أحد أبرز علماء فلسطين البرَرة، وأحد أعضائها الذي لبّى نداء ربّه جلّ في علاه في العاصمة الأردنيّة عمّان؛ ظهر اليوم الإثنين 9 جمادى الآخرة 1444هـ الموافق 2 كانون الثاني "يناير" 2023م عقبَ حياة حافلةٍ جاوزت ثمانين عامًا أوقفها على نشر العلم والدّعوة إلى الله تعالى وتربية الأجيال، والعمل الإسلاميّ الدّؤوب، ونصرة قضايا الأمة كلّها وفي الصّدر منها قضيّة فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك؛ وترك وراءه إرثًا حافلًا من المؤلفات العلميّة والدّعويّة.

وتابع: "إنّ هيئة علماء فلسطين إذ تنعى الفقيد الكبير والعالم الجليل فإنّها تعزّي العلماء والدعاة والعاملين لهذا الدّين جميعًا بهذا المصاب الجلل، كما تعزّي شعبنا الفلسطينيّ وسائر أمّتنا وأهل شيخنا الرّاحل وأسرته وأبناءه وطلابه وتلاميذه".

وأضاف البيان : وإننا نضرع إلى الله تعالى أن يتقبّل فقيدنا وشيخنا بقبول حسن، وأن يرزقه الفردوس الأعلى في صحبة النبيين والصّديقين والشهداء والصّالحين، وأن يربط على قلوب أهله وأحبابه، وأن يعوّض المسلمين بفقده من يحمل الرّاية من بعده، وإنّ القلب ليحزن وإنّ العين لتدمع إنا على فراقك لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لله وإنا إليه راجعون".