أكدت مريم صفوان ثابت ابنة رجل الأعمال البارز المعتقل في سجن "مركز بدر" رئيس مجلس إدارة شركة جهينة للأغذية ما سجلته منظمات حقوقية وشكاوى معتقلين تسربت من إعياء المعتقلين بدنيا ونفسيا بالإضاءة النيون لحرمانهم من النوم، فضلا عن كاميرات مراقبة دائمة العمل خلال 24 ساعة داخل الزنازين.
وحذرت "مريم" من خلال حسابها على "تويتر": إن والدها يعاني من تدهور في حالته النفسية والبدنية بعد نقله إلى سجن مركز بدر للتأهيل القريب من مدينة العاشر من رمضان شرق القاهرة.
وقالت ابنة صفوان ثابث إنها "أصيبت بالصدمة في أول زيارة لها لوالدها في سجن “بدر” الجديد الذي جرى نقله إليه مؤخرًا.
وأضافت أن والدها رفض استقبال الأطعمة التي أحضرتها الأسرة اعتراضًا على ما يلقاه من معاناة.
وكتبت "في اول زيارة لبابا بعد نقله لسجن بدر .. انا مصدومة و خايفة علي حياة ابويا ..احواله النفسيه والصحية في تدهور !".
وأردفت "دة كله فوق الحبس الانفرادي والعزلة التامة و منعه من التريض .. - المروحه شغالة ٢٤ ساعة .. وبابا بردان حتي باللبس الشتوي!! - النور النيون مفتوح ٢٤ ساعه ، مش عارف الليل من النهار و مش بينام! - كاميره ٢٤ ساعه ! شئ غير آدمي.. - سحبوا منه .. حتى 'المصحف' !
وأكملت "بابا رفض كل الاكل اللي جبناه ومع الاسف رجعني به .. وأضافت الابنة أن والدها يشعر بالبرد الشديد نتيجة إصرار سلطات السجن على تشغيل مراوح الهواء طوال الساعات الأربع والعشرين، فضلًا عن إبقائه في حبس انفرادي ومنعه من التريّض.".
وأوضحت أن والدها اشتكى من أن أضواء النيون في زنزانته مضاءة طوال الوقت، مما يجعله غير قادر على النوم.
وكشفت أيضا تشغيل إدارة السجن مراوح التهوية والإضاءة على مدار 24 ساعة
إضاءة نيون
ولسبق لمعتقلين بسجن بدر (العقرب الجديد) في أول زيارة بعد نقلهم من مجمع سجون طرة إلى مركز التأهيل والإصلاح بمدينة بدر، الشكوى من تكرار إدارة المركز بعض الممارسات القديمة، مثل حرمان ذويهم المحبوسين من التريض، فضلًا عن نومهم على مراتب على الأرض مباشرة بدون أسرّة.
وقال نجل د.عبدالمنعم أبو الفتوح المرشح الرئاسي السابق رئيس حزب “مصر القوية” إن والده امتنع عن تنفيذ الزيارة في سجن بدر، وأنه أخبرهم بأن “وضعه قاتل”.
وقال أحمد أبو الفتوح، عبر حسابه في موقع “فيسبوك” المسؤول عن نقل والده من سجن مزرعة طرة إلى سجن بدر، بمحاولة القتل العمد، وقال: “تم نقل والدي إلى سجن بدر من دون ملابس أو غطاء، وتم إيداعه داخل زنزانة انفرادية مراقبة بالكاميرات ومضاءة طوال اليوم، من دون سرير أو كرسي”.
وأكد نجل "أبو الفتوح" إلى أن أسرته لم تلتقِ والده "د. عبدالمنعم" لقاءا طبيعيا منذ ثلاث سنوات، مؤكدا أنهم ممنوعون من زيارته والتواصل معه تواصلا مباشرا من دون حاجز زجاجي، مؤكدا أن والده “لم يتلق أي رعاية طبية منذ ثمانية أيام، رغم وضعه الصحي المعروف للجميع”.
وقالت إكرام يوسف، والدة الناشط السياسي زياد العليمي، إن نجلها اشتكى من ممارسة لم تكن موجودة في السجون القديمة، وهي وجود كاميرات داخل زنازين السجن تصور المحبوسين بها على مدار اليوم.
وأضاف لتعذيب الكاميرات اللصيقة وهو البرلماني السابق بمجلس شعب الثورة، "الإضاءة القوية 24 ساعة"، ونقلت والدته إنهم "مش عارفين يناموا وكاميرا بتصورهم 24 ساعة"، وأضاف العليمي بحسب والدته أنه "مش قادر يستوعب حكاية إنه يغير هدومه قدام كاميرا وإن دا شيء غير دستوري وغير إنساني".
وافتتحت داخلية السيسي في 30 أكتوبر 2021، مركز تأهيل وإصلاح بوادي النطرون نقلت إليه سجناء 12 سجنًا عموميًا هي: استئناف القاهرة – ليمان طرة – القاهرة بطرة – بنها – الإسكندرية – طنطا العمومي -المنصورة – شبين الكوم -الزقازيق- دمنهور القديم – معسكر العمل بالبحيرة – المنيا العمومي. وتبعته بافتتاح مركز آخر بمدينة بدر في ديسمبر 2021، ونقلت إليه نزلاء ثلاثة سجون أخرى من بينها سجن العقرب بمجمع سجون طرة.
اهتمام عالمي
وقالت منظمة العفو الدولية في سبتمبر 2021 إن سلطات الانقلاب تحتجز مؤسس إحدى أكبر شركات منتجات الألبان والعصائر في البلاد وابنه “في ظروف ترقي إلى التعذيب بسبب رفضهما التنازل عن أملاكهما”.
وأشارت إلى أن السلطات استخدمت مثل هذه الاتهامات على نطاق واسع في حملة أمنية على معارضين من مختلف الاتجاهات السياسية، وتستخدمها الآن لاستهداف رجال الأعمال.
وقالت بيان عن العفو الدولية استند لمصادر مطلعة إن مسؤولين أمنيين مصريين طلبوا من صفوان قبل القبض عليه وعلى ابنه تسليم جزء من شركة جهينة إلى كيان مملوك للحكومة، والتخلي عن حق الأسرة في أسهمها.
ومن جانب آخر، قالت مجلة (إيكونوميست)، إن رئيس مجلس إدارة شركة جهينة واده “ابتزازًا على غرار ما تفعله المافيا، إذ طلبت السلطات من صفوان ثابت التنازل عن الحصة التي تسمح لمالكها باتخاذ القرار في الشركة، ليلقى به في سجن سيّئ السمعة بسبب ما يجري فيه من تعذيب، وعندما رفض ابنه سيف الصفقة نفسها، أُلحِق بوالده في السجن”.
تنكيل غير مسبوق
وقبل أشهر، لم يمتنع كثير من محبي صفوان ثابت عن الذهاب لعزائه -الذي خرج له لساعات محدودة- لأداء صلاة الجنازة على زوجته بهيرة الشاوي والتي استنفذت طاقته حزنا وكمدا على زوجها صفوان وابنها سيف الدين صفوان ثابت المعتقلين قبل نحو عامين.
ويعد اعتقال صفوان ثابت قرارًا أمنيًا سياسيا، والاتهامات المنسوبة إليه كارثة على الاقتصاد الوطني وتضر بالاستثمار وتخصم من سمعة النظام، بحسب مراقبين.
ويقبع مؤسس شركة جهينة في السجن منذ اعتقاله في ديسمبر 2020، ثم ألقِي القبض على ابنه سيف الدين بعد ذلك بشهرين، وتوجه إليهما السلطات تهم “الانتماء إلى جماعة إرهابية وتمويلها”.

