في ظل عدم تفاعل السيسي أو حكومته مع قضايا المعتقلين المصريين في السعودية، أصدرت المحكمة الجزئية بالمملكة السعودية أحكاما انتقامية ضد النوبيين ال10، ترواحت بين ال10 سنوات وال18 سنة، على أثر فعالية داخل جمعية النوبيين للإحتفال بنصر اكتوبر.
 

وقالت عائلات المحكومين إن قرار المحكمة الجزائية المتخصصة بالعاصمة السعودية بالرياض، صدر الاثنين 10 أكتوبر، على المصريين النوبيين العشرة المعتقلين منذ يوليو 2020، بالسجن بغياب المحامين الموكلين بالدفاع عنهم.

وقالت الناشطة النوبية سعاد أيوب أن المحاكمات على مدى فترة الاعتقال كانت "وسط غياب تام من المحامين سواء مكلفين من السفارة المصرية أو  انتدابهم من المحكمه كحق قانوني لهم وفى غياب تام من وزارة الخارجيه والهجره التى رفضت التدخل بحجه أنه  شأن أمنى".

 

وأضافت الأسر في تعليقات على منصاتهم الاجتماعية وعبر هاشتاج #الحرية_لأبناء_النوبة_بالرياض ، أنه خلال كل تلك الفترة لم تقدم السفارة المصرية بالرياض؛ أي مساعدات قانونية، وبعد خروج المعتقلين، فقط طمأنتهم بأن الموضوع انتهى، إلا أن بعضهم فوجئ أثناء التقدم بطلب تأشيرة خروج لقضاء الإجازة في مصر بأنهم ممنوعون من السفر على ذمة القضية، وقد شمل المنع جميع من سبق إيقافهم.

 

والمحكومون بالسجن:

محمد فتح الله جمعة شاطر (37 عامًا) -  18 سنه

الدكتور فرج الله أحمد يوسف (64 عامًا)-  16 سنه

عادل سيد إبراهيم فقير ( 65 عامًا)-   14 سنه

سيد هاشم -  12 سنه

وتراوحت عقوبات الستة الباقين ما بين 10 إلى 12 عامًا.

وينتظر اﻷهالي تأكد المحامين من عقوبة المعتقلين الستة الأخيرين مع صدور نص الحكم اﻷسبوع المقبل، وأضاف المصدر أن المحكوم عليهم لا تزال أمامهم درجتي تقاضي؛ عبر استئناف الحكم أمام محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة، وبعدها المحكمة العليا، مشيرًا إلى أنهم سيقدمون الاستئناف بعد صدور حيثيات الحكم.
 

وواجه النوبيون العشرة اتهامات من بينها "إنشاء جمعية غير مرخصة، وتأييد جماعة الإخوان الإرهابية، ونشر إشاعات كاذبة ومغرضة على فيسبوك، وتنظيم تجمع بدون ترخيص"، على خلفية عقد الجمعية النوبية في الرياض ندوة بمناسبة حرب السادس من أكتوبر، في 25 أكتوبر 2019، احتوت على «بانرات» لصور أبرز من شاركوا في الحرب من المصريين النوبيين، وكان أعلاهم رتبة المشير محمد حسين طنطاوي.

وترجع أحداث القضية إلى أواخر عام 2019، عندما قررت مجموعة من الجمعيات النوبية في الرياض بالمملكة العربية السعودية عقد ندوة يوم 25 أكتوبر بمناسبة انتصارات حرب اكتوبر حول المحاربين النوبيين الذين شاركوا في حرب أكتوبر 1973، وتم تصميم لافتة بصورهم، ومن أبرزهم الصُّول الراحل أحمد إدريس، صاحب فكرة تشفير المراسلات الحربية باللغة النوبية، التي ساهمت فكرته في تأمين المراسلات المصرية خلال الحرب، وكذلك المشير الراحل محمد حسين طنطاوي بصفته أحد الضباط الذين شاركوا في الحرب.


وبحسب الناشطة وفاء عشري فإنه في صبيحة يوم الندوة، اتصل الأمن السعودي برئيس الأسرة النوبية عادل سيد، ورئيسها السابق دكتور فرج الله يوسف، بالإضافة إلى مستأجِر مقر الأسرة النوبية ومسؤول صفحتها على الفيسبوك ومصمم اللافتة، وطلب منهم الذهاب إلى قسم الشرطة.

وبمجرد خروج كلٍّ منهم من منزله، وجد القوات تحيط به وتقوده إلى التحقيقات، كما تمت مداهمة مقر الندوة في ذات الوقت، وكان بداخله خمسة أشخاص اعتُقلوا جميعا، دون أن تكون لهم علاقة بتنظيم الندوة. وعقب التحقيقات، أفرجت السلطات السعودية عنهم بالإضافة إلى مصمم اللافتة، واحتجزوا الأربعة الباقين لمدد تتراوح بين شهر وشهرين. وخلال هذه الفترة “أظهر أحد وكلاء النيابة تعجّبه من وجود قضية، فتم تغييره في التحقيقات اللاحقة  بحسب عمرو نجل الدكتور  فرج الله.


وألقت قوات الأمن السعودية القبض على أربعة أشخاص منهم في أكتوبر 2019، وأخلت سبيلهم بعد شهرين، مع منعهم من السفر، قبل اعتقال العشرة مجددا في في 14 و15 يوليو 2020، مع مداهمة منازلهم  والاستيلاء على الهواتف والحواسيب، ولم يستطع ذووهم معرفة أماكن احتجازهم حتى ورد الاتصال الأول من أحد المعتقلين بأسرته في ديسمبر 2020.

ويقبع المعتقلين المصريين النوبيين في سجن عسير، في مدينة أبها، التي تبعد 950 كم عن العاصمة الرياض، وجرت وقائع محاكمتهم وسط تجاهل تام من الحكومة في مصر إضافة لتجاهل وسائل الإعلام جميعا.