اقترب مخزون الأعلاف في مصر من الصفر، في ظل عدم وجود حلول لدى حكومة الانقلاب لإدارة أزمة ارتفاع أسعار الحبوب عالميا وانخفاض قيمة الجنية، ونقص العملة الأجنبية، مما أدى إلى إغلاق 25 ألف مزرعة كبيرة وتسريح عمالها نظرا لعدم وجود الأعلاف.
فشل ذريع وسوء إدارة
من فشل إلى فشل تواجه حكومة عبدالفتاح السيسي مغتصب السلطة في مصر، صعوبات في حل الأزمات الاقتصادية التي تحيط بالمواطنين والتي كان أهمها أزمة الدواجن والبيض، والتي تفاقمت في الفترة الأخيرة وعرضت آلاف العاملين للتشرد.
ويرجع خبراء الاقتصاد تفحل تلك الأزمة بسبب جهل القائمين على ملف الزراعة والإنتاج الحيواني وعدم إلمامهم بحيثيات هذا الملف وأهميته للاقتصاد المصري، فيقول ثروت الزيني نائب رئيس اتحاد المنتجين إن الأداء الباهت "لهؤلاء المسؤولين، يرجع إلى عدم كفاءتهم".
وأوضح الزيني في تصريحات صحفية: "إنني لم أر أو أسمع من وزير منهم، أنه امتلك خطة إنتاجية، موضحا فيها استهلاك الفرد من اللبن والبيض واللحوم والدواجن، والأسماك في الوقت الحالي أو خطته السنوية والخمسية والعشرية لمواجهة زيادة استهلاك الفرد والزيادة السكانية السنوية المتوقعة".
ووصف نائب رئيس اتحاد المنتجين المسئولين، بالضعف ووأن البيروقراطية أصابة الحكومة في أبسط درجاتها حتى الوظائف العليا والمحافظين والوزراء، معتبرا أنهم غير مؤهلين لإدارة ملفاتهم أو القيام بمسؤولياتهم.
وأضاف الزيني أن وزارة الزراعة التي توالى على إدارتها 14 وزيرا على مدى 9 سنوات، لم يوفق أي منهم في أداء عمله، بما يترك بصمة أو أثراً يدفع المواطنين إلى تذكر اسمه.
كما اتهم اتهم الزيني "الوزراء بأن اهتماماتهم تنحصر من وزير لآخر، في تصفية الحسابات مع الآخرين، والتركيز على التصريحات الإعلامية والجولات الداعمة له في الصحف، دون الاهتمام بمتطلبات المواطنين، داعيا الرئاسة إلى محاسبة هواء المفرّطين في أداء واجبهم".
رصيد الأعلاف في المزارع صفر
كشف محمود العناني، رئيس اتحاد منتجي الدواجن في تصريحات صحفية، عن مشكلة خطيرة وهي أن رصيد المخازن من الاعلاف أصبح «صفر» حاليا، بسبب توقف حركة الشحن ، مطالبا بسرعة تدخل الدولة للحفاظ على الثروة الداجنة من الانهيار.
وأشار إلى أن بعض المزارع حاليا، تدبر احتياجاتها من الأعلاف عن طريق السوق السوداء عبر توفير وجبة واحدة أو احتياجات يوم واحد، مشيرًا إلى أن سعر طن الذرة الصفراء وصل إلى 10700 جنيه و فيما وصل طن كسب الصويا إلى 17 ألف جنيه.
إغلاق 25 ألف مزرعة
وتوقف العمل بـ25 ألف مزرعة، بعد انتهاء مخزون البلاد من الأعلاف، نظرا للموقف الحرج الذي وصلت إليه صناعة الدواجن، دون وجود أية مؤشرات لحل الأزمة الطاحنة التي تواجهها صناعة الدواجن، وأسواق بيع اللحوم البيضاء والبيض.
فيما أكدت مصادر باتحاد منتجي الدواجن تعرض الزيني لضغوط أمنية جعلته يؤجل اجتماعه الطارئ والمؤتمر الصحفي، الذي كان مقررا أن يعقد أول الأسبوع الجاري بعد تردد أنباء عن رغبته بإخطار الرأي العام، بأن العمل بمزارع الدواجن سيتوقف تماما خلال أيام، بما يعرض السلطات لأزمة مع المواطنين، الذين يتعرضون لموجات غلاء فاحشة بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية وزيادة التضخم مع تدهور قيمة الجنيه بنحو 25%، ومنع تمويل البنوك لصفقات استيراد مستلزمات الإنتاج من الخارج، وفقا لـ"العربي الجديد"
الثروة الداجنة مهددة بالفناء
وتواجه الثروة الداجنة في مصر الفناء حيث تتعرض لمشاكل ومخاطر كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف والحرب الروسية وارتفاع تكاليف الشحن.
وتستورد مصر ما يعادل 70% من الأعلاف والمواد الخام من أجل صناعة الدواجن، أما إنتاجها المحلي فلا يتجاوز 30% فقط.
وعن أهم المشاكل والمخاطر التي تتعرض لها الثروة الداجنة في مصر، قال الزيني "إن ما يهدد الثروة الداجنة هو نقص الأعلاف وخاماتها فى الأسواق نتيجة حجز الذرة والصويا فى الموانئ بسبب الإفراجات البنكية، لذا هناك تأخير فى الأعلاف، مما يهدد بانهيار صناعة الدواجن".
وقال "الزينى"إن اتحاد منتجي الدواجن استغاث بمجلس الوزراء، ووزارة الزراعة، والبنك المركزى، من أجل التدخل للإفراج الفوري عن الذرة والصويا الموجودة بالموانئ، مضيفا أنهم يحتاجون إلي 25 ألف طن من الذرة والصويا يوميا حتى تستطيع كل مزرعة إطعام الدواجن بالمزارع".
تمثل الأعلاف 75% من تكلفة كيلو اللحوم البيضاء، وتستورد مصر 65% من احتياجات المزارع من أوكرانيا والأرجنتين البرازيل والولايات المتحدة سنويا. وتوفر المصانع المحلية 35% من الأعلاف، بينما تحتاج إلى استيراد مكونات إضافية لا تنتج محليا، منها مضادات السموم وأملاح الخمير ومضاد كلوستريديا، لتكوين "عليقة" العلف التي تتكون من 70% من الذرة الصفراء و19.4% دقيق فول الصويا، و3.4% نخالة القمح، و1.9% مركزات أسماك ولحوم.
ارتفاع جنوني لأسعار الأعلاف
ووفقا لتصريحات صحفية لمحمود العناني رئيس منتجي الدواجن، فإن هبوط رصيد الأعلاف إلى "الصفر" بالمزارع، أدى إلى ارتفاع جنوني في الأسعار، تجاوز 20% خلال الأسبوع الماضي فقط. وزاد سعر طن العلف من 10 آلاف و700 جنيه إلى سعر يتراوح بين 11 ألفا و450 جنيهاً إلى 12 ألفاً و400 جنيه من الشركات، ويزيد بنحو 300 جنيه في المتوسط لدى صغار التجار.
أهمية صناعة الدواجن
صناعة الدواج من الصناعات المهمة جدا، حيث يعمل بها نحو 3 ملايين عامل، ويتجاوز حجم استثماراتها 100 مليار جنيه سنويًا، في حين تساهم بنحو 75% من توفير البروتين الحيواني فى مصر.
تمثل الأعلاف 75% من تكلفة كيلو اللحوم البيضاء، وتستورد مصر 65% من احتياجات المزارع من أوكرانيا والأرجنتين البرازيل والولايات المتحدة سنويا. وتوفر المصانع المحلية 35% من الأعلاف، بينما تحتاج إلى استيراد مكونات إضافية لا تنتج محليا، منها مضادات السموم وأملاح الخمير ومضاد كلوستريديا، لتكوين "عليقة" العلف التي تتكون من 70% من الذرة الصفراء و19.4% دقيق فول الصويا، و3.4% نخالة القمح، و1.9% مركزات أسماك ولحوم.

