يواصل الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبري كرم أبو سالم وإيرز بيت حانون منذ بداية العدوان على قطاع غزة قبل 14 يوماً، مما تسبب بخسائر فادحة للتجار ورجال الأعمال والقطاع الخاص، وينذر بكارثة إنسانية كبرى مع توقف حركة الصادرات والواردات بشكل كامل، ومنع إدخال أو خروج أي مرضى من القطاع.
ويلجأ الاحتلال إلى الضغط على فصائل المقاومة الفلسطينية عبر الإجراءات العقابية الجماعية المتمثلة في إغلاق المعابر واستهداف المصانع والشركات والمحال التجارية وتدميرها كلياً كما جرى في جولات التصعيد والحروب التي شنت على القطاع خلال السنوات الماضية.
وأدى القصف الإسرائيلي المتواصل للقطاع إلى تدمير عدد من المنشآت التجارية بشكلٍ كامل كان من بينها مصنع للثلج بحي الزيتون شرقي مدينة غزة ومصنع آخر شرق جباليا شمالي القطاع، وشركة للسيراميك، ومصنع للبلاستيك شرق حي الشجاعية شرق غزة.
وتسبب إغلاق الاحتلال للمعابر في توقف أحد مولدات محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل نتيجة منع إدخال شاحنات الوقود اللازمة لتشغيل المحطة، وهو ما من شأنه أن يؤثر بالسلب على جدول وصل وفصل التيار الكهربائي في القطاع الذي يعاني من هذه الأزمة منذ عام 2006.
وينعكس إغلاق البحر بالسلب على أكثر من 4 آلاف صياد فلسطيني، بالإضافة إلى 1500 عامل آخرين في قطاع الصيد الذي يشكل مصدر رزقهم الوحيد، ويعيلون من خلال عملهم فيه قرابة 50 ألف أسرة، إذ بات هذا الإجراء معتاداً في السنوات الثلاث الأخيرة.
مدير معبر كرم أبو سالم بسام غبن، قال إن سلطات الاحتلال مازالت تغلق المعبر أمام دخول المساعدات والمواد الغذائية والأعلاف لليوم الرابع عشر على التوالي.
وأوضح غبن صباح اليوم الاثنين، أن الاحتلال مازال يمعن في حصار غزة، ويمنع إعادة فتح المعبر التجاري الوحيد لقطاع غزة بشكل طبيعي، مبيناً أنه يسمح فقط اليوم بدخول الأدوية والمستلزمات الطبية.
وبين إنه كان من المفترض دخول 6300 شاحنة خلال الأسبوعين الماضيين بواقع إدخال 400-500 شاحنة يومياً، لكن الاحتلال يواصل إغلاق المعبر حتى اليوم.
وتراجع الاحتلال عن فتح معبر كرم أبو سالم أمس الأحد بعدما كان من المفترض أن يفتح أمام حركة البضائع.
وكان عدنان أبو حسنة، مستشار الإعلام في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، حذر من أن استمرار إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمعبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد في قطاع غزة، سيخلق أزمة حقيقية في غزة، ويدفع الأمور باتجاه كارثة أكبر.
تحذيرات
من جانبها؛ حذرت وزارة الزارعة في غزة من كارثة كبيرة سوف تصيب قطاع الإنتاج الحيواني بغزة، في ظل الظروف الراهنة، بسبب عدم توفر الأعلاف اللازمة لتغذية الحيوانات، مما أدى لنفوق الآلاف من الدواجن والحيوانات وذلك بسبب تعنّت الاحتلال ورفضه دخول الاعلاف من معبر كرم أبو سالم منذ بداية الحرب على قطاع غزة بتاريخ 10/5/2021م.
وناشدت الوزارة في مناشدة عاجلة اليوم، الجهات الدولية والمحلية بالضغط على الاحتلال للسماح بدخول الاعلاف والحبوب اللازمة لتغذية الدواجن والحيوانات.
في ذات السياق يقول مدير العلاقات العامة في غرفة تجارة وصناعة غزة ماهر الطباع، إن مواصلة إغلاق معابر القطاع يزيد من الخناق الاقتصادي على السكان، ويكبد القطاع الخاص المزيد من الخسائر نتيجة تعطيل النشاطات الاقتصادية، وعدم السماح لأعضائه بإدخال بضائعهم أو الخروج من القطاع لمتابعة صفقاتهم وأنشطتهم التجارية.
وبين أن حالة الإغلاق على حركة البضائع والتجار ورجال الأعمال المستمرة، تسببت بخسائر مالية عالية، أضيفت لخسائرهم الناتجة العدوان وتفشي كورونا، واستمرار الحصار الإسرائيلي، مطالباً جميع الجهات الرسمية والأممية بالضغط على إسرائيل لفتح المعابر في أسرع وقت لما تشكله من أهمية في دعم صمود الاقتصاد الغزي، ومنعه من الانهيار الكامل.
ويشير الطباع إلى أن الإغلاق حرم المنتجات الفلسطينية المحلية من فرص تسويقية، وعدم تمكين التجار من مراقبة الأسواق الخارجية عن كثب والتعرف على البضائع والماركات العالمية الجديدة عن قرب.
وتحيط بقطاع غزة سبعة معابر لا يدخل القطاع ولا يخرج منه شيء دون المرور بأحدها، وتخضع ستة منها لسيطرة إسرائيل والمعبر الوحيد الخارج عن سيطرة الاحتلال هو معبر رفح. ولكل معبر من المعابر الستة الأولى تسميتان، إحداهما عربية والثانية متداولة إسرائيليا.

