تشهد مدينة القدس المحتلة، منذ أيام تصعيدًا كبيرًا، ومواجهات مع شرطة الاحتلال التي تقتحم المسجد الأقصى المبارك، وتستفز المواطنين والأهالي في الأحياء المختلفة وأبرزها حي الشيخ جراح.
فقد أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن عدد الإصابات منذ مساء أمس وحتى فجر اليوم في القدس المحتلة بلغ 100، في حين أعلن الاحتلال إصابة 20 من عناصره في المواجهات ذاتها، أما مكتب إعلام الأسرى فقد قال إن الاحتلال اعتقل 17 مقدسيا منذ أمس وحتى اليوم، في حين سجلت عدة إصابات باستهداف الاحتلال الشباب الثائر شرق غزة.
مواجهات
أصيب عشرات المواطنين في مواجهات ضارية مع الاحتلال، الليلة، قرب باب العامود بالقدس المحتلة.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أفرغت المواطنين في ساحة باب العامود بالقوة بعد الاعتداء عليهم، واعتقلت ثلاثة منهم.
وامتدت المواجهات إلى شارع السلطان سليمان، ولاحقت قوات الاحتلال المواطنين في شارع السلطان سليمان وقرب باب الساهرة.
واستخدمت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" قوات الخيالة للاعتداء على المواطنين والمارة في باب العامود وشارع السلطان سليمان وقرب باب الساهرة.
وفي حي "الشيخ جراح" بالقدس المحتلة، فرّقت شرطة الاحتلال المقدسيين المعتصمين، مستخدمة المياه العادمة والرصاص المطاطي، ما أدى إلى وقوع 5 إصابات.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر في القدس أنها تعاملت مع 53 إصابة خلال مواجهات شديدة في محيط القدس، نقل منها 8 للمستشفى، مبينة أن معظم الإصابات بالرصاص المطاطي.
وأكدت أن قوات الاحتلال لم تسمح لسيارات الإسعاف بالدخول لمحيط باب العامود، مشيرة إلى وجود عشرات الإصابات لا تستطيع الوصول لها.
وقالت: "حتى اللحظة طواقم الإسعاف ممنوع تحركها من عدة حواجز داخل القدس، واعتدى الاحتلال على سيارة إسعاف بقنابل الصوت والمياه العادمة.
يأتي ذلك وسط تشديدات أمنية "إسرائيلية" في مدينة القدس، وخاصة عند أبواب "الأقصى"، تزامنا مع توافد عشرات آلاف الفلسطينيين لإحياء ليلة القدر في المسجد.
90 ألفا بالأقصى
وتمكن عشرات الآلاف من أبناء شعبنا من مختلف أرجاء القدس ومن أراضي الـ48، من الوصول إلى مدينة القدس المحتلة الليلة، لإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك.
وفرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تضييقا غير مسبوق على المواطنين، وأقامت حواجز على مختلف الطرق المؤدية إلى مدينة القدس، وأرجعت مئات الحافلات القادمة من أراضي الـ48 للصلاة في المسجد الأقصى، واحتجزت العشرات منها قرب معسكر عوفر شمال غرب القدس، وقرب قرية أبو غوش غرب القدس المحتلة.
وأفادت مصادر مقدسية، بأن الأعداد التي أحيت ليلة القدر في الأقصى قدرت بأكثر من 90 ألفا.
مواجهات الفجر
أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إصابة 10 مواطنين في باحات المسجد الأقصى المبارك، مع اقتحام الاحتلال واندلاع مواجهات شديدة هناك.
وتجددت المواجهات في باحات المسجد الأقصى المبارك، فجر الأحد، بعد اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي، على المصلين والشبان عند باب الأسباط.
كما اقتحمت قوات الاحتلال المسجد من جهة بابي المغاربة والسلسلة، في حين اعتلى قناصة الاحتلال الجدار الغربي للمسجد.
وقالت مصادر مقدسية، إن قوات الاحتلال أطلقت الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز على المصلين الخارجين من المسجد الأقصى.
وأوضحت جمعية الهلال الأحمر أن طواقمها لم تستطع نقل الإصابات نظرا لإغلاق باب الأسباط.
إصابة 20 شرطيًّا إسرائيليًّا
أما القناة الـ12 العبرية، فقد أفادت صباح اليوم الأحد، أن 20 شرطيا إسرائيليا أصيبوا الليلة الماضية، خلال المواجهات مع المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى.
وقالت القناة، إن حوالي 90 فلسطينيا من المصلين المحتشدين بالمسجد الأقصى، أصيبوا بجروح متفاوتة، نتيجة اعتداءات الشرطة الاحتلالية عليهم، ونقل 16 منهم للمشافي لتلقي العلاج.
وأضافت القناة العبرية، أن قوات حرس الحدود والشرطة الإسرائيلية، اعتقلت الليلة عشرات الشبان المقدسيين، بزعم مشاركتهم في المواجهات المندلعة داخل المسجد الأقصى.
اعتقالات واسعة
وأفاد مكتب إعلام الأسرى أن قوات الاحتلال اعتقلت 17 مواطنا، الليلة الماضية منذ صلاة التراويح وحتى صباح اليوم من القدس المحتلة.
ولفت مكتب إعلام الأسرى أن من بين المعتقلين أطفال وفتيات ونساء، واعتدي على عدد منهم.
وضيّقت قوات الاحتلال على الشبان وفتشتهم صباح اليوم من أمام أبواب المسجد الأقصى، حيث بدت شوارع القدس صباح اليوم ثكنة عسكرية، وتم توقيف وتفتيش للشبان.
إلى ذلك، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي نفذت على مدار الأيام القليلة الماضية عشرات الاعتقالات بحق المقدسيين، وسلّمت آخرين استدعاءات.
وبينت الهيئة أن ذلك يأتي ضمن هجمة شرسة تنفذها أجهزة وقوات الاحتلال بأوامر من المستوى السياسي الإسرائيلي بحق المدينة المقدسة وأهلها.
وذكرت أنه خلال عمليات الاعتقال اعتدي على الغالبية العظمى من المعتقلين بالتنكيل والضرب العنيف، ما تسبب لهم بجروح وكسور ورضوض في مختلف أنحاء أجسادهم.
ولفتت الهيئة إلى أن سلطات الاحتلال تشدد يوميا من إجراءاتها العنصرية بمنع دخول الفلسطينيين إلى مدينة القدس، والاعتداءات المتواصلة على المصلين بإطلاق قنابل الغاز، والصوت، والرصاص المطاطي، ووضع الحواجز أمام المواطنين والمصلين والمارة.
إصابات في استهدافات شرق غزة
وفي الأثناء، أصيب عدد من المواطنين، مساء السبت، بجروح واختناق، في استهداف الاحتلال للشباب الثائر شرق قطاع غزة.
وتجمع مئات الشبان في مخيمات العودة شرق القطاع، وشرعوا في فعاليات الإرباك الليلي نصرة للمسجد القدس وأهلها.
واستهدفت قوات الاحتلال المتظاهرين بالأعيرة المطاطية وقنابل الغاز والصوت، وأصابت 3 شرق غزة و2 شرق الشمال، و2 شرق خانيونس، فضلا عن إصابات بالاختناق.
وبدأ شبان فلسطينيون، فجر اليوم، إطلاق عشرات البالونات الحارقة من قطاع غزة، تجاه المستوطنات "الإسرائيلية" المحاذية، معلنين عن برنامج فعاليات يعاد خلاله استخدام جميع الوسائل الخشنة على الحدود الشرقية لقطاع غزة؛ نصرة للمسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة.
وباركت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، في بيان لها، دعوات الشباب الثائر والوحدات الميدانية لإعادة فعاليات الحدود؛ نصرة للمسجد الأقصى.
قصف غزة
كما قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، نقطة للمقاومة الفلسطينية شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأفاد شهود أن طائرات الاحتلال قصفت بصاروخين، مرصدا للمقاومة، شرق دير البلح، ولم يسفر القصف عن إصابات.
وزعم الناطق باسم جيش الاحتلال أن القصف جاء ردا على إطلاق صاروخ من غزة سقط في منطقة مفتوحة في مناطق الغلاف.

