قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، إن الذين يفرضون الحصار على قطر لديهم بدلاً من الدليل عشرة على أن الدوحة بريئة من كل اتهاماتهم، متسائلا: "هل هو الغيظ، أو الكيد الذي يدفع رباعي الحصار إلى استهداف قطر على هذا النحو الهمجي؟ أم هو الغضب من أنها وقفت أقرب إلى أحلام الشارع العربي بالتغيير؟"


وأعرب قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الاثنين، عن ظنه أن أسباب الحصار، هي أن كل الأطراف التي تحاصر قطر إنما تفعل ذلك حلاً سهلاً للهروب من أزماتها الذاتية التي تكاد تخنقها، فقرّرت أن تهرب بأزماتها إلى الدوحة، في محاولةٍ للتخلص من حمولتها الزائدة من الفشل والارتباك في ملفاتها الداخلية والإقليمية، وتمرير كل ما هو غير طبيعي وغير معقول، محلياً، تحت سحابةٍ من غبار معركة خارجية، رأوها سهلةً ومنخفضة التكاليف.


وأضاف أن الاستبداد العربي، كان يختبيء في أحراش مواجهة إسرائيل كجزء من العلاج للبلادة الاقتصادية، وتوحش الممارسات القمعية، في حين أصبح عرب الحصار، عن بكرة أبيهم، على حجر إسرائيل، تدلّلهم وتربيهم وتنميهم، سلطوياً، وتُجلسهم على العروش، وتسدل عليهم ستائر المودة والإشادة، ولا تبخل بالدعم والتعاطف والتشجيع.


وأشار قنديل إلى أن أول من استخدم مفهوم"عرب الاعتدال"، في نهايات التسعينيات من القرن الماضي، كانت الميديا الإسرائيلية والأمريكية، تمييزاً لهم عن صنفٍ آخر من العرب، كان يمانع في الانقياد إلى حظائر "أوسلو"، وما تلاها، والتنعّم بالإقامة في كانتونات التطبيع الكامل، الأمر الذي منح تعبير"المعتدلين العرب" مدلولاً قبيحاً ومثيراً للاشمئزاز لدى الجمهور العربي، ولمّا لم تعد إسرائيل العدو، ولم يعد احتلال فلسطين القضية المحورية الأولى لدي أهل السلطة في الممالك والولايات العربية، كان لابد من استدعاء قطر، لتنهض بدور العدو والخطر الخارجي الذي يضع مصير الأمة الخالدة في مهبّ الريح، ويعرّض أمنها القومي للخطر.


وأكد ظهور تجربة أربع سنوات على قرصنة عبد الفتاح السيسي على الحكم، وفشله في كل شيء، حتى في استبداده وديكتاتوريته، فقدّم نموذجا هزيلا منخفض القيمة والحجم للمستبد الديكتاتور، حتى اعتبرته "إسرائيل" ابنا لها من الرضاعة، وتسخّر كل إمكاناتها الدبلوماسية لتسويقه ودعمه في الخارج، ولا تُخفي سعادتها باعتلائه الحكم، كما أنه شديد الوفاء لهذه الرعاية.
 

فيما اعتبر أنه في الحالة السعودية والإماراتية، ينهض اصطناع "العدو القطري" حلاً مريحاً للهروب بمشكلات ترتيب أوضاع السلطة هناك، وما تثيره من اضطراباتٍ في المناخ العام.. فضلاً عن الضروع المالية التي جفّت بعد أن حلبها الراعي الأمريكي واغترف.