نشر الكاتب والإعلامي السعودي عصام أحمد مدير - الباحث في مقارنات الأديان - مقطع فيديو لجزء من كلمة شيخ أزهر الانقلاب، أحمد الطيب، في مؤتمر ما يعرف بمجلس حكماء المسلمين المدعوم من الإمارات. ويظهر مقطع الفيديو الطيب، وهو يشيد بالبوذية ويثني عليها، قائلًا: “إن البوذية دين إنساني وأخلاقي في المقام الأول وأن الحكيم الصامت بوذا من أكبر الشخصيات في تاريخ الإنسانية وأن أبرز صفاته كانت الهدوء والعقلانية وشدة الحنان والعطف والمودة وأن مؤرخي الأديان في العالم كله يصفون رسالته بأنها دين الرحمة الغير متناهية” - حسب قوله -.
وعلق “مدير” على مقطع الفيديو قائلًا: بغض النظر عن شخص القائل ولا يعنيني، نرد فيما يلي على الزعم الباطل بأن البوذية “دين الرحمة اللامتناهية” والجهل المركب بدينه وبه لدى من يردده.
وأضاف في تغريدات على حسابه بـ”تويتر”: “ظهر من كلام صاحب الزعم في مجلس احتفى به أنه أسس حكمه على البوذية بناء على كتاب الدامابادا المنسوب لبوذا فكال الدعي لشخصه المدائح بجهل فاضح وأن كل من درس ديانة البوذية يعلم أنه لا يمكن اختزالها في كتاب الداما بادا لأن بوذا نفسه لم يؤسس ديانة في حياته ولم يدعي الألوهية ولا النبوة”.
ولفت إلى أن الثابت الصحيح أن البوذية كديانة ظهرت بعد قرون على انتشار تعاليم لبوذا على يد كهنوت منظم للمترهبنين على طريقته وهم الذين أنشأوها وعليه، فإن النظر وحده في كتاب لبوذا لا يصلح للحكم على البوذية دون التعرف على نظام كهنوت رهبانها الذين أسسوها ويبسطون سيطرتهم على أتباعها.
وأكد ان البوذية في جوهرها ليست ديانة بوذا فهو لم يؤسس دينا جديدا ولكنها نظام سيطرة واخضاع كهنوتي أسسه رهبانها وهؤلاء في غالبيتهم من أخبث الناس وبالنظر في تاريخ المناطق التي نشأت فيها البوذية وانتشرت نجد على طول الخط تحالف كهنوت رهبانها مع ملوك دخلوا في دينهم وفرضوه بحد السيف قهرًا.
وأشار إلى أنه كلما سنحت الفرصة لرهبان البوذية حرضوا ملوكهم للانقضاض على جيرانهم المسلمين خشية توسع دعوة الإسلام فقضوا على مملكة فطاني الإسلامية بوحشية. وتابع “مدير”: “لعل غالبية من يقرأ هذه التغريدات يسمع لأول مرة عن مسلمي فطاني التي أبادها وهجر أهلها رهبان البوذية ولهم تاريخ حافل بالاجرام وشن الحروب، مشيرًا إلى أن تاريخ ممالك البوذية حافل بالحروب مع الهندوسية التي انشقت عنها وبين البوذيين بعضهم البعض”.
وأشار إلى أن المجال لن يتسع لسرد جرائم كهنوت رهبان البوذية وطغيانهم على اتباعهم ولا لذكر نظام الدعارة المقدسة بفتيات معابدهم يوظفوهن في البغاء تعبدًا، ولن يتسع أيضًا هنا لذكر اقتراف رهبان البوذية للسحر والزعم بتحضير الأرواح وممارسة الشعوذة والحيل لترسيخ معتقدات البوذية في نفوس أتباعها”.
ولفت “مدير” إلى تعذيب أطفال معابد البوذية من الأيتام واللقطاء والمنذورين للرهبنة واستغلال الرهبان لهم جنسياً وفي الخدمة والسخرة بلا مقابل.
وقال إن من دخل معابد البوذية شرقا وغربا كما فعلت وتحدث مع من اهتدى منهم للإسلام وخصوصا ممن كان راهبا عارفا بخبايا نظرائه أدرك بعدها الرحمة، أما المسلم الجاهل بتاريخ البوذية وعلى يد من نشأت ومن يديرها فيظن أن رهبان آراكان لا يمثلونها بسبب جرائمهم بحق مسلميها وكأنها حالة شاذة.
وأوضح الباحث في مقارنة الأديان، أنه لم يجد ديانة كلها قسوة ووحشية متناهية ولا رحمة فيها بعد الهندوسية كالبوذية التي خرجت من رحمها وتشترك معها في عدد من معتقداتها.

