30/06/2010م

في تعليقها على قيام أمريكا باعتقال أحد عشر شخصا بتهمة التجسس لصالح موسكو ، أصدرت الحكومة الروسية الثلاثاء بيانا وصفت خلاله هذا الإجراء بأنه عودة لأجواء (الحرب الباردة).

وكانت وزارة الخارجية الروسية ذكرت في وقت سابق الثلاثاء أن الاتهامات التي وجهتها واشنطن لأحد عشر شخصا بالتجسس لصالح موسكو "لا أساس لها من الصحة"، وأعربت الوزارة في بيان لها عن أسفها تجاه توقيت إعلان الاتهامات بعد حديث واشنطن عن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين.

ورغم أن الخارجية الروسية أقرت بأن الأشخاص الذين اعتقلوا في الولايات المتحدة هم مواطنون روس ، إلا أنها نفت قيامهم بأية أعمال تهدد الولايات المتحدة.

وطالبت الجانب الأمريكي بحسن معاملة المعتقلين والسماح للمحامين والدبلوماسيين بالسفارة الروسية في واشنطن بلقائهم.

وفي السياق ذاته ، أعلن سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أن موسكو تنتظر تفسيرا من الولايات المتحدة بشأن ضبط ما وصفته واشنطن بشبكة تجسس روسية ، وأكد أن واشنطن لم تفسر الموضوع وأنه يأمل أن تقوم بذلك.

وكانت السلطات الامريكية أعلنت الاثنين أنها كشفت شبكة تجسس روسية مهمتها تجنيد المصادر السياسية وجمع المعلومات لإرسالها إلى موسكو.

وذكرت وزارة العدل الامريكية في بيان لها أن السلطات وجهت تهما إلى 11 شخصا في القضية منهم عشرة اعتقلوا يوم الاحد في بوسطن ونيوجيرسي وفرجينيا ونيويورك فيما تلاحق السلطات مشتبها به مازال فارا.

وأضاف البيان أن ثمانية من المعتقلين كانوا ضالعين فيما وصف بـ"مهام سرية بدأت منذ أمد بعيد " ويقيم بعضهم في الولايات المتحدة منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي ويشتبه في أنهم تلقوا تدريبا على أيدي الاستخبارات الروسية على كيفية اختراق دوائر صنع القرار الأمريكي.

ويواجه الموقوفون أحكاما بالسجن لمدة تصل إلى 25 عاما بتهمة التجسس فضلا عن تبييض الأموال بالنسبة لتسعة منهم.

وبحسب لائحة الاتهام التي أعدها الإدعاء العام الأمريكي فإن المشتبه بهم كانوا مكلفين بجمع معلومات عن موضوعات مثل الأسلحة النووية والحد من التسلح والملف الإيراني والشائعات في البيت الأبيض والتغييرات في قيادة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية " سي أي إيه".

وأضافت لائحة الاتهام أن الموقوفين شغلوا وظائف مدنية في الولايات المتحدة كي لا يثيروا الشبهات وتم تدريبهم بواسطة جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي لاختراق دوائر صنع القرار الأمريكي وإقامة صداقات مع المسئولين الأمريكيين.

وحسب لوائح الاتهام أيضا ، فقد تلقى اثنان من المتهمين رسالة نصية تقول: "لقد أرسلتم إلى الولايات المتحدة في مهمة طويلة الأمد والغرض من تعليمكم وحساباتكم البنكية وسياراتكم ومنازلكم وغير ذلك شيء واحد : تأدية مهمتكم الرئيسية وهي ربط وتطوير علاقات مع صناع القرار الأمريكيين وإرسال المعلومات".

ومن جانبهم ، يقول المحققون في القضية إن عددا من المتهمين كانوا يعيشون في الولايات المتحدة بهويات مزورة منذ أوائل التسعينيات وأن أفراد المجموعة كانوا يتواصلون برسائل مشفرة ونفذوا عمليات حساسة بالكمبيوتر حيث دأبوا على نشر نصوص سرية مفصلة على الإنترنت مخفية وسط ملفات صور تبدو بريئة.

وأضاف المحققون أن أفراد الخلية استخدموا تقنيات "قديمة" مثل دفن مبالغ مالية في التراب إلى جانب علامة مميزة كقنينة بيرة فارغة أو لقاءات خاطفة في الحدائق العمومية .

وعلق مراقبون على التطور السابق بالقول إنه كان مفاجئا خاصة وأن العلاقات بين موسكو وواشنطن بدأت في التحسن خلال الاشهر الاخيرة فقبل أسبوع فقط من الكشف عن شبكة التجسس تناول الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف وجبة غداء مع نظيره الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض ، هذا فيما وصفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي " الأمر بأنه أشبه بقصة تجسس تعود لأيام الحرب الباردة لكن بتقنيات القرن الحادي والعشرين ، بينما ذهب البعض إلى أن ما يحدث هو مؤامرة من قبل الجمهوريين ضد أوباما للترويج بأن تقاربه مع موسكو يأتي على حساب الأمن القومي الأمريكي وأن روسيا لازالت عدوا للولايات المتحدة .

ـــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : محيط