22/02/2010
رجحت مجلة "تايم" الأمريكية أن الانتخابات الرئاسية المقبلة المرتقبة في مصر في العام 2011 لن تكون بأي حال من الأحوال أفضل من سابقتها التي جرت عام 2005، التي قالت إن جدلا كبير قد شابها وقال مراقبون دوليون إنها تعرضت للتزوير، لافتة إلى أن نظام الرئيس المصري حسني مبارك بدأ بالفعل التحضير لهذه الانتخابات بحملة ضد جماعة الإخوان المسلمين ـ الحركة المعارضة الأكبر في مصر.
وقالت "تايم" في تقرير أمس: "الانتخابات القادمة على الأرجح لن تكون أقل إثارة للجدل بأي حال من سابقتها".
وتابعت: "النظام شن بالفعل حملة ضد جماعة المعارضة الأكبر في مصر؛ الإخوان المسلمون".
ولفتت إلى أن الأمن المصري اعتقل اثنين من مؤيدي ترشح الأمين العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي عاد لتوه من الخارج، قبل أن يفرج عنهم مطلع هذا الأسبوع.
وقالت المجلة الأمريكية التي تحظى تحليلاتها بمصداقية عالمية واسعة إن "مصر لديها ما يبدو أنه عملية ديمقراطية، لكنه من الصعب اعتبارها ديمقراطية."
وأوضحت: "الرئيس حسني مبارك، 81 عاما، قبض على السلطة لمدة 28 عاما وخضع لانتخابات متعددة المرشحين لمرة وحيدة تلك التي عقدت في العام 2005، التي يقول المراقبون الدوليون إن التزوير وصمها".
وقالت "تايم" إنه على الرغم من أن مبارك لم يوضح ما إذا كان سيترشح في الانتخابات المقبلة المقررة في العام 2011، إلا أنه يعتقد على نحو واسع أنه يعد نجله جمال ليتولى مقاليد الأمور إذا لم يترشح."
وقالت: "تثير احتمالات انتقال ملكي للسلطة غضب الكثيرين في بلد الثمانين مليونا، حيث الرئيس لا يحظى بشعبية فيما يتم تضييق الخناق على المعارضة بشكل دوري".
غير أنها استدركت القول إنه إذا ترشح البرادعي للرئاسة، "فيمكن أن تكون تلك أول انتخابت يمكن للمعارضة أن تقدم مرشحا بديلا قويا".
ولفتت إلى أن الأمين العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية يحظى بقبول واسع إلى جانب كونه وجها عاما يحظى باحترام "ازدهرت سيرته العملية بعيدا عن حدود سياسات نظام فاسد".
وقالت إن البعض من مؤيدي البرادعي أقروا أن تأييدهم لعودته يعود بالأساس لمعارضتهم للرئيس الحالي.
ونقلت عن أيمن حلمان، مدير متجر للأقمشة قوله بينما كان يقف بين مستقبلي الدبلوماسي الدولي في مطار القاهرة: "نحن نحب مصر، لكننا نكره الحكومة. صدقني كل المصريين يكرهون حسني مبارك".
وعزا سامر شحاته أستاذ السياسات العربية المساعد بجاعة جورج تاون الأمريكية عدم تصدي دروع قوات مكافحة الشغب لمستقبلي البرادعي الذين هتفوا لإنهاء حكم الرئيس مبارك "في بلد تتطلب المظاهرات السياسية فيه الحصول على تصريح" على حد قول المجلة، عزا ذلك إلى أن "البرادعي شخصية دولية".
وقال شحاته: "رغم أنني لم أستبعد أن يفعلها النظام، لكنها كانت ستعد حماقة إعلامية لو أنهم استقبلوه بفرق من شرطة الشغب، وحاولوا منع المؤيدين من إظهار تقديرهم وترحيبهم بعودته لمصر".
وقالت "تايم": "واقع الأمر أن البرادعي غير عادي بمقايسس مصر السياسية. فهو غريب على النظام وهي حقيقة كانت الصحف التابعة للدولة سريعة في استخدامها ضده، لكنها تعمل في صالحه بنفس القدر تماما".
وقالت: "البرادعي رأس الوكالة الدولية بفيينا 12 عاما حاز خلالها تقديرا دوليا لتحديه مزاعم إدارة بوش حول حيازة العراق أسلحة نووية قبيل الغزو الذي جرى عام 2003".
وأشارت إلى أنه حصل في 2005 على جائزة نوبل للسلام عن عمله لوقف الانتشار النووي، ويقول مؤيدوه إنه "يحمل سجلا نظيفا".
غير أنها نبهت إلى أن "الدستور المصري بوضعه الحالي يجعل من المستحيل على البرادعي أن يترشح،" والبرادعي نفسه قال إنه سيرشح نفسه فقط إذا كانت الانتخابات عادلة ونزيهة وخاضعة لإشراف القضاء والمجتمع الدولي.
وتابعت: "ربما يكون إرث المشاركة السياسية المتواضعة مشكلة محبطة بنفس القدر."
وأشارت إلى أنه رغم أن الحكومة قالت إن نسبة المشاركة بلغت 23% فقط في السباق الرئاسي السابق، إلا أن محللين يؤكدون أن هذا الرقم مبالغ فيه على الأرجح.
وأضافت: "كثير من المصريين في الآن ذاته غير مبالين بالمشاركة في الانتخابات لأنه لا يعتقدون أن بمقدورهم إحداث تغيير في نظام فاسد".
وقالت: "البعض الآخر يقول إن لديه أشياء أخرى ليهتم بها، فالأمم المتحدة تقول إن 23% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر."
__________
المصدر : بر مصر

