21/02/2010
نافذة مصر / المصريون / بر مصر
تابعت الصحف العالمية باهتمام عودة الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مصر مساء الجمعة، مع توقعات بأن تضفي عودته مزيدا من الزخم السياسي على حالة الحراك الراهن في مصر، رغم أنها استبعدت ترشحه للانتخابات الرئاسية مع استمرار الشروط الحالية التي تحول دون ترشح المستقلين.
كريستيان ساينس مونيتور
وفي إجابتها على تساؤلها في عنوان تقرير لها: "هل يستطيع المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يجلب الديمقراطية إلى مصر"؟، قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور"
الأمريكية إن "حقيقة أن البرادعي لم يعلن نفسه مرشحا في الانتخابات الرئاسية القادمة- بل وسيجد من شبه المستحيل أن يجد طريقة للترشح- لا تبدو هي القضية بالنسبة لأولئك الذين انتظروه ساعات في المطار للترحيب به".
وقالت الصحيفة إن الكثيرين يعتبرونه الأمل الوحيد للتغيير في مصر التي يرأسها حسني مبارك المسن منذ 30 عاما تقريبا، "لكن من غير المرجح على ما يبدو أن يدخل الحملة الانتخابية لأنه وضع شروطا ينبغي أن تتحقق أولا كي يدرس ترشيح نفسه، وهذه الشروط غير متوفرة في الانتخابات المصرية منذ الخمسينيات، والأهم- كما يقول- فإنه لن يترشح ما لم تكن الانتخابات حرة ونزيهة".
ورأت أن ما يجعل حركة الدكتور البرادعي متميزة أن هدفه- على ما يبدو- ليس أن يصبح رئيسا لمصر بل أن يجلب الإصلاح الديمقراطي إلى النظام السياسي المصري.
وقال عبد الرحمن سمير، أحد أعضاء "الحملة الشعبية المستقلة لدعم وترشيح الدكتور محمد البرادعي من أجل رئاسة مصر في 2011" إن البرادعي هو الخيار الوحيد المتاح لمنافسة جمال مبارك. وأضاف: "البرادعي هو الفرصة الأخيرة لتغيير الأوضاع بالنسبة للشعب المصري... إذا لم ينجح فلن توجد فرصة ولن يوجد بديل".
ماكلاتشي
أما صحيفة "ما كلاتشي" فقد قالت إن الأمين العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي يمثل أقوى التحديات أمام الرئيس الثمانيني حسني مبارك الذي حذرت من أن نظامه يبحث عن وسيلة لاحتواء البرادعي وإضعاف شعبيته المتزايدة.
واكدت صحيفة "ماكلاتشي" التي تعد من أبرز الصحف في الولايات المتحدة في تقرير لها أمس إن البرادعي الفائز بجائزة نوبل للسلام والأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "يصيب النخبة السياسية المتخندقة في القاهرة بالرعب بوضعه الترشح لرئاسة هذا البلد السلطوي نصب عينيه".
وأضافت ماكلاتشي أن "البرادعي باعتباره أفضل الوجوه المصرية العامة على الصعيد الدولي بلا جدال، يمثل أقوى التحديات للرئيس مبارك، 82 عاما، القابض على دفة أكبر دولة عربية على مدار السنوات الـ28 الماضية"، وتخشي الحركات الإصلاحية في مصر سواء من تمديد حكمه لفترة رئاسية سادسة أو تمرير السلطة لنجله جمال.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن البرادعي بات يمثل "رمزا للأمل في التغيير الديمقراطي" لدى الصحف المعارضة والنشطاء الذين يطالبونه بالترشح للرئاسة، وتابعت أن أكاديميين وكتاب بارزين اندمجوا مع البسطاء من المصريين في مسيرة استقبال البرادعي يوم الجمعة التي رغم أنها كانت صغيرة إلا أنها على حد قولها "انطوت عن خطورة كبيرة بالنسبة للمشاركين في بلد يتعرض فيه النشطاء والمعارضين من كل الأطياف إلى المراقبة وفي الغالب الترهيب أو السجن".
ونبهت إلى أن "حذر الجهاز الأمني من أن يبدو قلقا للغاية حيال البرادعي جعله يبقي على قوات مكافحة الشعب سيئة السمعة بعيدة عن المشهد ومن ثم لم يكن هناك أي عنف" أثناء استقبال المسئول الدولي السابق.
فورين بوليسي
بدورها، وصفت مجلة "فورين بوليسي" البرادعي بأنه "ثوري مصر المتردد"، وقالت على موقعها الإلكتروني إن عودة البرادعي تمثل صداعا للرئيس مبارك الذي يعتقد على نطاق
واسع أنه يجهز ابنه جمال لخوض انتخابات الرئاسة، وأضافت أن السؤال الذي يلوح هو ما إذا كان نظام مبارك سيوفر الفضاء السياسي للبرادعي كي يكون عاملا للتغيير في مصر وهو تغيير لن يصل إلى مرتبة التغيير الثوري المكتمل الأركان.
وقالت إنه إذا قرر البرادعي السير في طريق الترشح لانتخابات الرئاسة فسوف يجد عاملا واحدا على الأقل- لا تخطئه العين- يقف إلى جانبه وهو شهية المصريين للتغيير بعد قرابة ثلاثة عقود من حكم مبارك.
واشنطن بوست
أما صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فوصفت البرادعي الفائز بجائزة "نوبل" للسلام عام 2005 بأنه ربما يكون أكثر زعماء المعارضة مصداقية الذين برزوا على الساحة السياسة في مصر الحليف للولايات المتحدة التي تستعد لانتخابات الرئاسة في 2011، وقالت إن العديد من المصريين يأملون أن تجد الحكومة الحالية صعوبة في أن تضطهده لمحاولته جلب الإصلاح إلى البلاد بالنظر إلى الوضع الدولي الذي يتمتع به.
نيويورك تايمز
في حين قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الذين احتشدوا لاستقبال البرادعي- رجالا ونساء- تضمنوا أناسا من مناطق مختلفة قالوا إنه لم يسبق لهم المشاركة في الحياة السياسية ومنهم ممثلون وكتاب مشهورون وأعضاء بارزون من أحزاب وتنظيمات تدعو للتغيير الديمقراطي.
ونقلت عن منى عمر التي قالت إنها لأول مرة تشارك في السياسة فقالت: "نريد أن نرسل رسالة سواء إلى الشعب المصري أو إلى الحكومة أو إلى البرادعي نفسه تقول إننا نريد التغيير. من حقنا أن نختار الشخص الذي يمثلنا".
لوس أنجليس تايمز
من ناحيتها نقلت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية عن عبد الرحمن يوسف منسق الحملة المستقلة لترشيح البرادعي قوله من المطار إن "ثلاثة آلاف شخص على الأقل انتظروا البرادعي على الرغم من ترهيب السلطات لهم"، وأضف: "ما لاحظناه أن الاستقبال لم يكن مسيسا فهناك الفنانون والمؤلفون والسياسيون وأشخاص عديدون يمثلون مختلف فئات المجتمع المصري جاءوا إلى هنا لإظهار التأييد".
الفايننشال تايمز
بدورها، نقلت صحيفة "الفايننشال تايمز" فنقلت عن الدكتور جمال عبد الجواد مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ "الأهرام" قوله: إن البرادعي يبدو بلا شوائب جراء ركود السياسة المصرية "فهو له ميزة أنه قادم من الخارج، وجه جديد في مجتمع فقد فيه السياسيون- بشكل عام- المصداقية".

