20/01/2010
نافذة مصر / بر مصر
أكدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أن نظام الرئيس المصري حسني مبارك ضحى بشعبيته في الشرق الأوسط عبر الضغط على حركة حماس الفلسطينية، وتحجيم الفضاء أمام حركتها، وذلك مقابل نيل مباركة واشنطن لخطط القاهرة لنقل السلطة إلى جمال مبارك، نجل الرئيس، وأمين لجنة السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.
وقالت الصحيفة الأمريكية البارزة في تقرير لها أمس إن "الرئيس مبارك البالغ من العمر 81 عاما لم يعين إلى الآن نائبا له لكنه يعد نجله جمال لخلافته".
واستشهدت المونيتور بالبروفيسور فواز جرجس أستاذ الدراسات الشرق أوسطية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بلندن الذي قال إن النظام المصري بتهديده حماس بشكل علني، قد درس صفقة استراتيجية بالنسبة له طرفاها: "شعبية أقل في المنطقة مقابل احتمال متزايد لأن تبارك واشنطن زعيم مصر القادم".
وقال جرجس وهو محلل وأكاديمي بارز وضيف دائم على محطات تلفزيونية أمريكية وعربية، إن "القيادة (المصرية) تعتقد أن السبيل الوحيد لأن ينجح انتقال السلطة هو من خلال الحصول على رضا واشنطن".
وأكد المحلل اللبناني أن مصر ألقت رهانها مع واشنطن بشكل أكثر مباشرة في السنوات الأخيرة وبخاصة في جهودها لإضعاف حماس، مضيفا: "مصر تخدم الآن مصالح واشنطن وتل أبيب".
غير أنه لفت إلى أن المأزق الحالي الذي وقعت فيه مصر هو أنها "كلما تقربت إلى واشنطن وحسنت من رصيدها السياسي لديها، كلما زادت خطورة التهديد لدورها القيادي في الشرق الأوسط".
وقالت المونيتور إن الضغوط التي مارستها القاهرة على حركة حماس والتي أدت إلى تقليص الفضاء المتاح أمام الحركة، أغضبت الفلسطينيين على النطاق الأوسع، وكثيرون منهم يرون مصر كحليف للولايات المتحدة وإسرائيل، مما أوهن قدرتها على التصرف كوسيط نزيه في عملية السلام ومن ثم ثقلها كمفاوض إقليمي.
وأضافت إن سبب الضغوط التي تمارسها القاهرة على حماس هو أنها "فرع لجماعة الإخوان المسلمين، الجماعة المعارضة الأكثر شعبية ونفوذا في مصر".
وتابعت أن "نظام الرئيس حسني مبارك كان تواقا تماما مثل إسرائيل لرؤية الحركة الإسلامية وهي تفشل في غزة، مخافة أن تشجع مزيدا من المصريين على دعم الإخوان".
غير أن الصحيفة نبهت إلى أن "مصر تظل تواقة أيضا إلى المحافظة على دورها كصناع سلام محتمل لأن هذا يزيد من أهميتها لدى الولايات المتحدة، التي تقدم لها دعما سنويا بقيمة 2 مليار دولار أمريكي".
ونقلت الصحيفة عن عماد جاد خبير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام قوله إن "الورقة الوحيدة التي يمكن للسياسة الخارجية المصرية أن تتحدث بها إلى الأمريكيين والقول بأننا مهمون للغاية في أي عملية في المنطقة هي الورقة الفلسطينية..إنها الورقة الوحيدة التي يمكننا اللعب بها".
وأشارت الصحيفة إلى أن العداء بين مصر وحماس التهب في الأسابيع الأخيرة من العام الجديد بصفة رئيسية بسبب الجدار الذي يتردد أن السلطات المصرية تشرع في بنائه على حدودها مع قطاع غزة والذي ينظر إليه باعتباره جزء من الجهود الإسرائيلية لخنق القطاع.
ونقلت عن جرجس قوله إنه "بالنسبة لحماس، هذه ليست مجرد لعبة سياسية، إنها مسألة وجود إديولوجي وسياسي وديني وحماس ستفعل كل ما بوسعها لمقاومة أي نوع من الإملاءات من جانب مصر والولايات المتحدة".
وأكد أنه نتيجة لهذا فالعام 2010 سوف يكون عام التوتر والتصعيد في المنطقة.

