10/11/2009
- مسلم متدين يقتل 13 شخصا.
- طبيب نفسي يقتل 13 شخصا.
- ضابط مستاء يقتل 13 شخصا.
- حاصل على الثانوية العامة محبط يقتل 13 شخصا.
- ابن حزين يقتل 13 شخصا.
- شخص غريب الأطوار منطوٍ يقتل 13 شخصا.
- شخص مشوش يقتل 13 شخصا.
أي من العبارات السابقة يصلح كعنوان يعبر "بدقة" عن حادث إطلاق الرائد طبيب نفسي نضال مالك حسن الرصاص بشكل عشوائي في قاعدة "فورت هود" بولاية تكساس الخميس 5-11-2009 ؟.
هكذا تساءلت الصحفية والمؤلفة "سالي كوين" في مقالها بصحيفة "نيويورك تايمز" الثلاثاء 10-11-2009 الذي ركز على كيفية تناول الإعلام للهجوم، الذي ما أسفر عن مقتل 12 عسكريا ومدني واحد وإصابة 28 آخرين بجروح.
كل تلك "العناوين" اعتبرتها "كوين" دقيقة إلا الأول، مطالبة بعدم تحميل الإسلام المسئولية عما أقدم عليه نضال، داعمة رأيها بالتساؤل: "هل أطلق جيمس فون برين (88 عاما) الرصاص بشكل عشوائي في متحف الهولوكوست (المحرقة اليهودية) قرب البيت الأبيض في يونيو الماضي لأنه مسيحي أبيض؟!.
ما أكدت عليه "كوين" يأتي ضمن معالجة لحادث "فورت هود" من جانب الصحف الأمريكية البارزة وصفها نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية – الإسلامية (كير) في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت"، بـ"الموضوعية حتى الآن"، مقارنة بمعالجة الصحافة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.
يجب ألا نتسرع
ضمن هذا الخط، قالت "نيويورك تايمز" (ليبرالية) في افتتاحيتها السبت 7-11-2009: "إن الكثير من الأمريكيين أصيبوا بالصدمة والذهول؛ نظرا لأن الهجوم وقع داخل قاعدة عسكرية في الولايات المتحدة، بمعنى أن الجنود كانوا يشعرون بالطمأنينة والأمان ولم يتوقعوا حدوث أمر كهذا".
لكن بالرغم من هذا الوضع، شددت الصحيفة على أنه يجب عدم التسرع في الحكم على الموقف لكون مطلق الرصاص مسلمًا من أصول عربية، مضيفة أن الحادث ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير.
وأكدت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان محقا عندما قال للأمريكيين: "نحن لا نعرف جميع الإجابات بعدُ"، محذرا الجميع من "الانسياق وراء الاستنتاجات المتسرعة"، في إشارة أي محاولة لربط الهجوم بديانة مرتكبه.
تمييز عنصري
كذلك حذرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" (ليبرالية) من الربط بين الهجوم والإسلام، مضيفة أن مسلمي الولايات المتحدة محبطون وخائفون من ردة فعل بقية مكونات المجتمع الأمريكي بعد هذا الهجوم.
بينما اهتمت "واشنطن بوست" (يمين) برصد رواية أقارب نضال بشأن الدوافع وراء الحادث، حيث نقلت عن أحدهم قوله إن نضال أصبح متدينا إثر وفاة والديه، وأنه شكا من تمييز عنصري مورس ضده من جانب عسكريين عادوا من العراق وكان يشرف على علاجهم في القاعدة، وقالت الصحفية إن نضال أبعد ما يكون عن التطرف، مرجعة قيامه بالهجوم إلى قرار نقله إلى أفغانستان الذي كان من المقرر تنفيذه أواخر الشهر الجاري.
وهو ما اهتمت به أيضًا شبكة "فوكس نيوز" التليفزيونية (يمين)، حيث نقلت عن نادر حسن، وهو ابن عم نضال، قوله: إن قرار نقل ابن عمه إلى أرض المعركة في أفغانستان كان يمثل كابوسا بالنسبة لنضال.
ثلاثة أسباب
تلك المعالجة التي وصفها بـ"الموضوعية حتى الآن من جانب معظم وسائل الإعلام الأمريكية البارزة"، أرجعها المدير التنفيذي لـ"كير" إلى ثلاثة أسباب هي:
1- الخطاب التصالحي مع المسلمين الذي تتبناه إدارة أوباما، ومساعيها لتحسين العلاقات الأمريكية – الإسلامية التي تضررت بشدة خلال ثماني سنوات من حكم جورج بوش الابن.
2- أن كل المؤسسات الإسلامية سارعت إلى إدانة الحادث، وأعربت عن مواساتها لعائلات الضحايا، مؤكدة أن الإسلام براء مما أقدم عليه نضال.
3- أن الأمر خطير؛ إذ يتعلق بالمؤسسة العسكرية، وربما يكون له انعكاسات على المجندين المسلمين.
وقال عوض في تصريحاته لـ"إسلام أون لاين.نت": إنه "لم ترد المجلس أي شكاوى من جرائم كراهية بحق المسلمين منذ حادثة فورت هود"، لكنه شدد على أنه "المبكر القول بأن الأزمة مرت بسلام، خاصة مع موجود شبكات تليفزيونية تتربص بالمسلمين ومؤسساتهم؛ بغية ربطهم بالإرهاب والمطالبة بالتخلص منهم، على اعتبار أنهم طابور خامس في المجتمع الأمريكي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : اسلام اون لاين

