يوم لم تشهد مصر مثيلاً له في تاريخها الحديث، يوم الخيانة العظمى الذي قلب الأوضاع في مصر رأساً على عقب، وأعاد البلاد إلى نقطة الصفر، بعد أن اختطف ثورتها، وغدر برئيسها الشرعي المنتخب، وقتل الآلاف من خيرة أبناء مصر وحول البلاد إلى سجن كبير زُج فيه بعشرات الآلاف من صفوة نساء وأطفال وشباب ورجال مصر، ويطارد عشرات الآلاف أيضا مثلهم، ودمر مقومات الحياة، الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية حتي أعلن قائد الانقلاب بكل فجور أن مصر شبه دولة، ولم يستحِ وهو يعلن تشككه في دينه وعقيدته، فماذا بقي ؟!
إن صمود الرئيس محمد مرسي، وإصراره علي التمسك بالشرعية معلناً: "ثمن الحفاظ على الشرعية هو حياتي" جرد هذا الانقلاب من أي شرعية، حتي وإن أعترف العالم به سعياً لمصالحه.
فتحية إكبار وإجلال للرئيس الصامد، ولكل الأبطال الصامدين خلف القضبان وخارج القضبان، وتحية لأرواح الشهداء، وتحية لكل الثوار الأحرار الذين أعجزوا الانقلاب بخروجهم للشوارع والميادين طوال ألف ومائة يوم دون انقطاع، ولن تتوقف ملحمة نضالهم حتى إسقاط هذا الانقلاب بإذن الله.
إن "الإخوان المسلمون" يؤكدون اليوم -ما سبق أن أعلنوه مراراً- أن أيديهم ستظل ممدودة لكل القوى الشريفة لاستعادة روح الثورة، وإشعالها في موجات متتالية حتى إسقاط ذلك الانقلاب ومحاكمة رؤوسه وإنزال القصاص العادل بالمجرمين.
يقينناً أن الحق سينتصر وأن الباطل -لا محالة- سيندحر.
"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ" {يوسف: ٢١}.
والله أكبر ولله الحمد.
د. طلعت فهمي
المتحدث الإعلامي باسم جماعة "الإخوان المسلمون"
الأحد 28 رمضان 1437هـ ، الموافق 3 يوليو 2016 م.

