27/10/2009

اتهم فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين النظام المصري، وعددًا من الأنظمة العربية والإسلامية؛ بالمسئولية التامة عما يحدث في القدس المحتلة، وما يتعرض له المسجد الأقصى من محاولات صهيونية لاستباحة حرمته، معتبرًا الصمت الرسمي عمالة معلنة للكيان الصهيوني والسياسيات الاستعمارية في المنطقة.

وقال فضيلته في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين حول الاعتداءات الصهيونية الأخيرة ضد المسجد الاقصي: إن حالة الفساد والاستبداد والتخلف السياسي التي أصابت عددًا من النظم العربية والإسلامية؛ سببٌ أساسيٌّ في الهجمة الصهيونية الأخيرة، والمستمرة منذ فترة طويلة ضد الأقصى، وأن التحرك الشعبي الجاد هو السبيل لإنقاذ الأقصى الشريف.

وانتقد دور المؤسسات الدولية المنوط بها حماية الإنسان ومقدساته، قائلاً: (إن استمرار الكيان الصهيوني في ضربه لقرارات المؤسسات الدولية عرض الحائط، بالإضافة للصمت العربي المخزي والمريب؛ يدفع بالأمور إلى الهاوية، ويكشف زيف تلك المؤسسات والأنظمة التي طالما تغنت بالشرعية الدولية).

وأضاف: إن القضية الفلسطينية ليست حديثة؛ ولكنها قديمة منذ تآمر الاستعمار على هذه الأمة، وحتى قبل وعد "بولفور"، وكل كان يستهدف زرع الجرثومة الصهيونية القذرة في قلب العالم العربي، وحتى اليوم كل قوى الشر في العالم يؤيدون هذا السرطان الذي يوقن الإخوان أن مآله لنهاية؛ لأن هناك شعوبًا تعرف واجباتها، وتعرف حقوقها رغم التفريط الرسمي، وهو ما يدفعني لأن أقول بكل قوة: (كل هذه القوى الاستعمارية إلى نهاية، ما دام في قلوب المؤمنين ثبات ووضوح، وتقرب إلى الله بخدمة هذا الدين بالعمل الجاد لقهر المجرمين من الصهاينة وأعوانهم وأذنابهم).

وهاجم المرشد العام تدني الحياة السياسية في مصر، وحالة الاستبداد والتخلف والانحطاط والفشل في كل الميادين، والانبطاح غير العادي أمام العدو؛ حتى امتد حصارهم لشعب فلسطين وغزة إلى مصر، وتحوَّل كل من يطالب بفك الحصار، أو يسعى لنصرة الشعب الفلسطيني، أو يقدم يد العون لجوعى غزة "محظورًا" عند النظام المصري، ومصيره السجن!.

وإن كنَّا اليوم محاصرين بالاستبداد، إلا أن عقولنا وقلوبنا ليست محاصرة، ومهما فعل المفسدون والمجرمون والمتردية والنطيحة؛ سيظل الإخوان رايتهم مرفوعة.

وأكد أنه لم يلب دعوة المؤتمر الصحفي التي وجَّهها له النواب؛ لكي يصدر بيانًا يشجب ويستنكر ويدين، وإنما لكي يطالب النواب وغيرهم من شرفاء الأمة ومصلحيها أن يعملوا في الشارع، ويلتصقوا به، ويوقظوا همم الناس؛ ليواجهوا الفساد والاستبداد كخطوة لكسر الحصار المفروض على حريتنا، وهو أولى خطوات تحرير فلسطين والدفاع عن الأقصى، مضيفًا: وليعلم الجميع أن الإخوان لن يسمحوا بأي حال من الأحوال بأن يستدرجوا للمواجهة في الشارع؛ حتى لا تتحول مصر إلى أفغانستان أو صومال أو عراق، وهو ما يريده المحتلون، ولن ينالوه إن شاء الله، ما دام في مصر من يحمل الخير والقيم من مصلحي هذا الوطن إخوانًا، وغيرهم من ألوان الطيف السياسي والفكري فالأمل باقٍ... والاستبداد والفساد والفشل إلى زوال.