29 – 4 – 2009

الإسكندرية – محمد صلاح

 

نظم مركز الشهاب للدراسات القانونية بالتعاون مع حركة مصريون ضد التعذيب بالإسكندرية ندة بعنوان عام على المحاكمة العسكرية وذلك أمس الثلاثاء 28 – 9 بمقر كتلة نواب الإخوان بسموحة بمشاركة أربعة من كوادر الإخوان بالإسكندرية كانوا قد حصلوا على أحكام البراءة فى القضية العسكرية وهم المهندس أحمد النحاس والمهندس أسامة شربة والأستاذ جمال شعبان والأستاذ محمود عبد الجواد كما استضافت الندوة الأستاذ أحمد الحمراوى أمين عام نقابة المحامين بالإسكندرية وأحد أبرز المترافعين فى القضية العسكرية بالإضافة إلى الأستاذة مريم الحداد ابنة المهندس مدحت الحداد القيادى الإخوانى الحاصل على الحكم بثلاث سنوات سجن فى المحاكمة العسكرية .

 

وأرجع الحمراوى هذه المحاكمات العسكرية المتكررة والتى تعرض لها الإخوان فى عهد هذا النظام وعددهم سبع محاكمات فيما عرفت بقضايا الانتخابات البرلمانية وحزب الوسط والنقابيين وأساتذة الجامعة وجامعة الأزهر أرجع كل هذا إلى أن الإخوان هى القوة الوحيدة التى باستطاعتها أن تنافس النظام منافسة شريفة تطيح به م مكانه على الرغم من كل المقومات التى يمتلكها النظام من أجل استقطاب رجل الشارع ولذلك عمد النظام إلى سياسة تكسير عظام الإخوان بين الحين والآخر .

 

وأشار الحمراوى أن المحاكمة العسكرية كلها بنيت على أساس واحد واهى وهى تحريات ضابط أمن الدولة وفى نفس الوقت تم الحكم بأحكام متفاوتة على نفس الأشخاص بنفس المركز القانونى بنفس التهم مما يؤكد على أنها محاكمة سياسية لا أكثر من ذلك وإلا كان النظام التزم بأربعة أحكام قضائية حصلوا عليها بإخلاء السبيل من سرايا المحكمة .

 

من جانبه أكد المهندس أحمد النحاس أنه حتى هذه اللحظة لم يشعر أنه خرج من السجن ولكن فارق الأمر أن السجن الآخر كانت مساحتى 50 متر أما هذا السجن الآخر فهو سجن بمساحى جمهورية مصر العربية حيث ما زالوا حتى الآن ممنوعين من السفر وشركاتهم مغلقة وأرصدتهم متحفظ عليها على الرغم من حكم البراءة فى حتى أن بعض الأعمال البسيطة التى تم سماح العمل بها لم تكن على أساس قانونى وإنما كانت بناءا على إذن من جهاز مباحث أمن الدولة مما يضيف دليل غير شرعية جديد على المحاكم العسكرية التى تعرض لها الإخوان ويؤكد على أنها سياسة إقصائية من النظام .

 

من جانبه طالب الأستاذ محمود عبد الجواد المحامى - أحد المفرج عنهم من العسكرية أن يتم معاملة الإخوان مثل القتلة وتجار المخدرات الذين يسمح لهم بالخروج بعد ثلاث أرباع المدة حسن سير وسلوك إلا أن الإخوان لم يسمح لهم بذلك فيما أشارت مريم الحداد أن والدها المهندس مدحت الحداد لأكثر من مرة يتم العرض عليه السفر والإقامة خارج البلاد خاصة وأن له إخوة أشقاء فى الخارج إلا أنه يرفض ذلك ويفضل البقاء فى بلده ومحاولة إصلاحها وتغيير الفساد فيها ويتحمل ف سبيل ذلك المتاعب الكثيرة والاعتقالات العديدة منها مرتين حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بنفس التهمة وهى الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين موضحة أن هذا لم يحدث فى تاريخ القانون أن يتم محاكمة نفس الشخص بنفس التهمة مرتين متتاليتين .

 

وأبكت مريم الحداد الجميع حينما ذكرت أن ابنها الطفل الصغير الذى لم يجازو الأربعة سنوات يسألها باستمرار " هو جدو عمل ايه عشان يودوه فى السجن .. مش السجن ده بتاع الناس الوحشين " مبينة مدى الحيرة التى هى فيها ومدى العذاب الذى تلقاه من هذا السؤال ما بين التأكيد على نزاهة والدها وظلم الدولة وبالتالى تربية طفل ساخط على وطنة أو ترسيخ معنى أن جده مجرم .

 

وعرض المهندس أسامة شربى أحد المواقف التى حدثت معهم فى الحبس حين تناقش الإخوان حول الدفاع عن أنفسهم أمام المحاكمة العسكرية لرد التهم أو الصمت لعدم الاعتراف بشرعية المحكمة حتى وصل النقاش وبعد التصويت بالأغلبية إلى الدفاع عن أنفهم لا لشخصهم ولكن دفاعا عن الإخوان الذين تم اتهامهم بتهمة هم آخر من يمكنه فعلها فى التاريخ وهى غسيل الأموال والإرهاب .

 

وتحدى الأستاذ جمال شعبان أن يقوم النظام بعض شريط الفيديو الذى كان يسجل داخل قاعة الجلسة لجهة مجهولة لا يعلم عنها أحد شىء على الرأى العام المحلى أو الدولى لأنه سيثبت بما لا يدع مجالا للشك نزاهة الإخوان وظلم النظام لهم مؤكدا على أن ما حدث من محاكمة عسكرية للإخوان كفيل بإسقاط حكوما وتغيير أنظمة .

 

على الجانب الآخر عرض الأستاذ خلف بيومى منسق هيئة الدفاع فى الإسكندرية لأحد المواقف التى حدثت أثناء الجلسات حين طلب المحامون من النيابة العسكرية قرارا بحبس الإخوان 45 يوما بدلا من 15 يوم قائلين له نحن نطلب هذا الطلب لأننا نوقن أنه ليس بإمكانك وأن التعليمات لديك هى إقرار الحبس 45 يوم ليأتى القرار بعد ذلك حبس 15 يوم .

 

وعلى هامش الندوة عرضت حركة مصريون ضد التعذيب لحالتين تعرضا للتعذيب على يد أحد ضباط مباحث أمن الدولة بمدينة رشيد وذلك بعد أن استدعاهما إلى مقر الجهاز وقام بصعقهما بالكهرباء وضربهما بشدة مما أحدث فيهم إصابات بالغة وأعلنت الحركة بالتعاون مع مركز الشهاب ونقابة المحامين تبنى الحالتين للدفاع عنهما والقصاص من الفاعل حتى لا تتكرر فعلته مرة وأشارت الحركة أنها بصدد إعداد مذكرة للعرض على النائب العام بشأن هذه الواقعة .