السيرة الذاتية
كان من أكبر أعضاء مكتب الإرشاد سنًّا حتى يناير 2010، ورغم معاناته الصحية إلا أنه كان حريصاً على حضور كل اجتماعات مكتب الإرشاد، ويمتاز بروحه الشبابية وخفّة دمه وذاكرته القوية .
• وُلد الأستاذ "لاشين أبو شنب" في 25 يونيو 1927م في شبين الكوم- محافظة المنوفية.
• حصل على الثانوية الأزهرية ثم ليسانس دار العلوم جامعة القاهرة عام 1953م.
• حصل على دبلوم المعهد العالي للتربية سنة 1954م.
• التحق بـ(الإخوان المسلمون) عام 1941م.
• كان مسئولاً عن المعهد الأزهري بشبين الكوم، ثم مسئولاً عن (الإخوان المسلمون) بالزقازيق، كما شارك في الحركة العمالية.
• دخل السجن بعد حرب 1948م بين العرب والكيان الصهيوني.
• سافر إلى الكويت عام 1960م للعمل كمدرس لمادة اللغة العربية لمدة ثلاث سنوات، ثم إلى السعودية للعمل في جامعة (محمد بن سعود) لمدة أربع سنوات.
• قُبض عليه في سبتمبر 1981م متهمًا بالهروب من حكم غيابي بـ 15 سنة، وسُجِن ثم أُطلِق سراحه بعفوٍ عامٍ من الرئيس "مبارك" عن كل الشخصيات السياسية.
• تمَّ القبض عليه مرتين، حُوكم في أحدهما في المحكمة العسكرية التي حكمت ببراءته.
• اشترك في أنشطة الدعوة في دول كثيرة أهمها: أمريكا، كندا، فرنسا، النمسا، بريطانيا، ألبانيا، تركيا، اليونان، بالإضافة إلى دول عربية عديدة.
• له سبعة أبناء، وأربعة وعشرون حفيدًا.
قصة سبعة عقود مع الإخوان المسلمين
حوار سابق مع عن نافذة مصر
متي التحقت بالإخوان؟
فقال: كانت بداية معرفتي بالإخوان سنة 1940م تقريبًا، عندما كنت في الصف الثالث الابتدائي؛ حيث قابلت الإمام الشهيد حسن البنا ضمن جولاته التي كان يطوف فيها المدن في المناسبات المتعددة، واستمعت إليه، وكان ذلك في ذكرى هجرة الرسول- صلى الله عليه وسلم- ولم أكن في ذلك الوقت أستوعبُ كل ما قاله، لكني كنت معجبًا بأدائه ولباقته وقوته في العرض، وكان حريصًا بعد أن ينتهي من كلامه أن يستمع إلى كل شخص يسلِّم عليه وأن يتعرَّف به، وتعرفت عليه وذكرت له اسمي.
وفي العام التالي مباشرةً أعلن في معهد شبين الكوم الذي كنت أدرس فيه وقتها أن هناك محاضرةً للإمام حسن البنا ستكون في مدينة طنطا بجوار محطة القطار، فذهبتُ واستمعتُ إليه، وبعد ذلك استضاف الإخوان الإمام حسن البنا في مقر شعبة قسم ثاني بطنطا، وهناك التقيت به ووجدته يسلِّم عليَّ ويذكر اسمي، وأنّي في معهد شبين الكوم الديني، وأصابتني الدهشة لأن يظل متذكرًا اسمي، وغلبني البكاء!!
وكان معهد شبين الكوم يُعتبر شعبةً إخوانيةً قائمةً بذاتها، وكان أغلب من فيه من الإخوان المسلمين، فكان كل النشاط فيه إخوانيًّا، مثل الأسر الإخوانية والكتائب والمحاضرات، وكل الأنشطة الدعوية والرياضية، وكنت مسئولاً عن المعهد الأزهري في شبين الكوم، إلى أن تم تحويلي- وأنا في السنة الخامسة الثانوية- إجباريًّا إلى المعهد الأزهري بالزقازيق؛ بسبب انتمائي إلى الإخوان المسلمين، وأخذت شهادة الثانوية من معهد الزقازيق.
وماذا عن المحن والاعتقالات التي تعرضت لها؟
المحن كثيرةٌ لا أذكرها، إلا أن أكثر مرات الاعتقال غرابةً أنني فؤجئت بعد عودتي من الخارج سنة 1981م أنه حُكِمَ علي غيابيًّا بـ15 سنةً في حملة الاعتقالات التي قام بها أنور السادات واعتقل فيها 1000 شخص، وعرضت على أحد القضاة الذي قال لي: "أنت عليك حكم وكنت هاربًا منه"، فأكدت له أنني لم أعلم بهذا الحكم، ولم أكن هاربًا في يوم من الأيام، إلى أن تم الإفراج عني بعفو عام.
كنتَ من رحَّالة الإخوان المسلمين الذين جابوا العالم شرقًا وغربًا، فما هي ذكرياتك خلال هذه المرحلة؟
بالنسبة للبلاد العربية، فقد سافرت إلى الكويت والسعودية والإمارات وقطر واليمن، وكانت زياراتي لهذه الدول مندوبًا عن الإخوان المسلمين، وقد زرت الكويت قبل أن تتميَّز بما هي عليه الآن مما يدعونه بالحضارة، وكان أهلها من الذين يقومون بواجب الضيافة والإحساس بأخوَّة إخوانهم المسلمين كثيرًا؛ ولذلك كانت الدعوة هناك ثريةً، والإقبال عليها كثيفًا، وكان هناك الكثير من أعيان الكويت وكبار سكانها ينتمون إلى هذا الدعوة المباركة.
كما زرت اليمن كثيرًا كموفد من الإخوان، وزُرت معظم مدنها، وكان لي بها لقاءاتٌ مع مجموعات كبيرة من الإخوان، وكان نشاط الإخوان هناك يتسم بأنه كبيرٌ وقويٌّ ومتعدد المراحل، وكان التجاوب مع قيم الدعوة ونظامها وترتيبها ميسرًا وسهلاً.
وماذا عن زياراتك للدول الغربية أو الأوروبية؟
لقد زرت أمريكا وكندا وألمانيا والنمسا وفرنسا وإنجلترا واليونان وألبانيا وتركيا، وكنت زائرًا لكل هذه المدن موفدًا أيضًا من الإخوان، وتكرَّرت خلال هذه المرحلة زياراتي لأمريكا، وخلال زياراتنا لهذه البلاد كانت معظم لقاءاتنا بالإخوان.
ما هي انطباعاتك عن الشعب الأمريكي وعن الإخوان المسلمين هناك من خلال هذه الزيارات؟
الشعب الأمريكي بطبيعته شعب عملي، لا ترى فيه عاطلين يلفتون النظر، الكل هناك يعمل بجد، رجالاً ونساءً، أما الإخوان هناك فهم من أقطار شتى، لكنهم متعاونون ومتحدون، ويعملون لدعوتهم بإخلاص وجد، وكانوا يحتفلون بزوَّارهم، وينظمون البرامج الكثيرة على مستوى أمريكا كلها.
عاصرتَ ستةً من مرشدي الإخوان بعد استشهاد الإمام حسن البنا، فما هي ذكرياتك معهم؟
عندما أصبح المستشار حسن الهضيبي مرشدًا للإخوان المسلمين بعد اغتيال الإمام كان حريصًا على التواصل مع الإخوان في جميع القطر المصري، فأرسل مجموعات لمديريات كثيرة وكنت من ضمن المرسلين إلى مديريتي المنيا وسوهاج، وكان يحرص على أن يطلع على التقارير التي كنا نعدها عن زياراتنا هذه وعما تم من عمل.
أما الأستاذ عمر التلمساني فكان والدًا بارًّا حنونًا عطوفًا، وكنا نسعد بلقائه؛ لأننا نرى فيه هذا العنصر الفياض من الحب والمودة ولين الجانب؛ مما جعله نمطًا من أنماط الدعوي على أسمى صورها.
أما أيام الأستاذ محمد حامد أبو النصر فكنت وقتها عضوًا في مجلس الشعب وكانت السياسة "وخدانا"، وبصفة عامة فإن كل المرشدين- والحمد لله- كانوا على أكفأ مستوى من القيادة، وكانت آثارهم ظاهرةً وباديةً في الأجيال التي تتعاقب على هذه الدعوة، فهم خيار من خيار، وكلهم يمثلون جانبًا مهمًّا ورئيسيًّا من جوانب المعرفة الحقيقية والتجارب الحية النابضة بكل معاني الأخوَّة والحب والإخلاص في كل وقت.
يرى البعض أنك لم تكن راضيًا عن أداء الإخوان في برلمان 87، فما مدى صحة ذلك؟
لا.. لم أكن غير راضٍ عن أداء الإخوان، ولكن لم أكن راضيًا عن المجلس تحديدًا، وذكرياتي في مجلس الشعب من أسوأ الذكريات ولا أحب أن أتذكرها؛ لأنها كانت فترةَ امتحانِ قاسيةً؛ حيث كنا في مجلس الشعب بدعوى أننا نمثل الأمة ولم يكن لنا القدرة على التغيير؛ لأن الأمر كان بيد الأغلبية المصطنعة!
لو تحدثنا عن شهر رمضان، فهل هناك من تحب أن يكون مشاركًا معك في مائدة إفطارك؟
ليس هناك شخص محدَّد، فالإخوان جميعًا نسعد بهم في لقاءات رمضان على الإفطار أو غيره، وكل إفطار مع الإخوان يشكِّل جزءًا من ذكرياتي التي أعتز بها، وما زلت أعتز بها، وسأظل أعتز بها.
وبشكل عام فإن رمضان بالنسبة لي ولكل المسلمين شهر يعيش فيه المسلمون في عافية إيمانية، ويتعوَّدون فيه على المُثُل العليا والأخذ بالقيم الحميدة المجيدة العالية، ويستشعرون فيه جمال الخشية من الله عز وجل، وهو شهر العفة والمكرمات والخير، وشهر التزكية الحقيقية والتهذيب للنفس بكل أنواع التهذيب، فهو ميدان التزكية والإحساس بالمسئولية الذاتية عن إيمان الإنسان بربه وعن إقباله عليه وعن معرفته بما يجب أن تكون عليه مشاعر الإنسان المؤمن وطبيعته وأخلاقه.
وماذا كان يمثل رمضان لك في المعتقل؟
عندما يأتي رمضان ونحن في السجن فهو منحة ربانية، لا يستطيع الإنسان أن يحصلها في خارج السجن، فخارج السجن إخوة قلما يجتمعون ولكنهم في السجن يجتمعون على طعام واحد وعلى عمل واحد، يستشعرون فيه جمال الأخوَّة وحسنها، وما تؤتيه هذه الإخوة من ثمار ومن قوة، يستفيد منا الإنسان فيخرج بتجربة رمضانية في داخل السجن لا يخرج بها في خارجه، وتلك نعمة كبرى من الله عز وجل؛ ولذلك كنا نطمئن إلى قدر الله في أي صورة من صوره وأي شكل من أشكاله.