اللواء أبو المكارم عبد الحي احمد سعد وشهرته أبو المكارم عبد الحي ضابط ذو كفاءة عالية كان مدرسا فى الكلية الحربية وحاصلا على أعلى شهادة علمية فى القوات المسلحة فى ذلك الوقت، وكان من الإخوان المسلمين.

ولظروف مؤسفة فضل أبو المكارم أن يترك مصر ليعيش فى المنفى، كان أبو المكارم متزوجا فى ذلك الوقت من ابنة الشيخ أمين الحسيني مفتى القدس، وكان يقيم فى دمشق.

تنكر عبد الناصر لأبطال الثورة الحقيقيين الذين ما كانت الثورة لتقوم بدونهم, ومن هؤلاء: محمد نجيب, و أبو المكارم عبد الحي الذي حاصر قصر رأس التين ، وفيه أقوي قوة من الحرس الملكي, وأرغم «فاروق» علي التنازل عن العرش، وكذلك قام أبو المكارم عبد الحي بالقبض علي ضباط القيادة فى الجيش الملكي.

ولم تقف المسألة عند التنكر, بل هوت علي هؤلاء, وغيرهم من الوطنيين المخلصين, أقلام الكذب والإفك والعدوان والبهتان.


أبو المكارم عبد الحي فى سطور

اللواء أبو المكارم عبد الحي احمد سعد وشهرته أبو المكارم عبد الحي عضو مجلس قيادة ثورة يوليو 1952.

ولد بميت سلسيل عام 1/6/1920 وتربي بها ، تخرج من كلية الأركان عام 1950 م (الكلية الحربية حاليا ) وقد درس اثار الحرب العالمية الثانية علي ميادين القتال في انجلترا وألمانيا وفرنسا ، وقد نصب قائدا لمدرسة المدفعية

خرج من الخدمة لاختلافه مع الرئيس جمال عبد الناصر وقد صدر الحكم (الباطل ) علية بالإعدام في عهد عبد الناصر وصدر العفو عنه من الرئيس أنور السادات.

قد حصل علي العديد من الأوسمة والنياشين منها نيشان محمد علي ونجمة فلسطين علي سبيل المثال وقد قام بزيارة كل البلاد العربية وحظي بمقابلة جميع الرؤساء والملوك العرب.

نشاطه السياسي والوطني داخل الجيش قبل 52

يقول إليعازر بعيري، فى كتابه( ضباط الجيش في السياسة والمجتمع العربي) ، ت. بدر الرفاعي ،من إصدار سينا للنشر ، الطبعة الأولي ، القاهرة ، 1990. ويؤكد نفس كلامه المؤلف الأوربي ب.ج.فاتكيوتس، فى كتابه (جمال عبد الناصر وجيله)، ت. سيد زهران ، من إصدار دار التضامن ، بيروت ، 1992، الأتى:

أن الإخوان المسلمين هم الذين كونوا الضباط الأحرار، وهم الذين أطلقوا عليهم هذا الاسم، فإن حسن البنا كون نظاماً خاصاً للإخوان المسلمين يضم مدنيين وعسكريين يؤهلون تأهيلاً عسكرياً للقيام بأعمال فدائية يتطلبها نشاط الجماعة، فلما تكاثر عدد الضباط بدأ الأستاذ حسن البنا يفكر في تشكيل قيادة خاصة لهؤلاء الضباط وتكون مستقلة عن النظام الخاص وأسند رئاستها للصاغ أبو المكارم عبد الحي باعتباره ضابطاً بالجيش، وكان أبو المكارم عبد الحي يري أن يجعل لهذا النشاط اسماً حركيا بعيداً عن الإخوان المسلمين فسماهم (الضباط الأحرار).

كان لأبو المكارم عبد الحي دور بارز فى استقطاب الضباط داخل الجيش وضمهم لحركة الضباط الأحرار ، وخوفا عليهم من الفصل أو المحاكمات إذا ما عرف عنهم انتمائهم لكيانات سياسية داخل الجيش فقد اقترح أبو المكارم عبد الحي إلحاقهم بالنظام الخاص وتم اتصالهم بعبد الرحمن السندي، يقول عبد المنعم عبد الرؤوف:أنه في سبتمبر 1949 أبلغني جمال عبد الناصر أنه لا يستطيع تجميع الضباط حول مبادئ الإخوان المسلمين وإتباع هذا الأسلوب المتزمت في اختيارهم المتمثل في أن يشترط في الضباط الذين يُراد ضمهم للتنظيم اجتناب الخمر والميسر والنساء الساقطات، وضرب لي مثلاً بقوله: إن خالد محي الدين تركنا 1947واعتنق المبادئ الماركسية، وانضم إلى منظمة أسكرا الشيوعية.

ولما كان هناك خلاف في الرأي بين جمال عبد الناصر ومعه كمال الدين حسين من ناحية وبين عبد المنعم عبد الرؤوف ومعه أبو المكارم عبد الحي من ناحية أخري، فقد طلبوا عرض الخلاف على المرشد العام – الأستاذ الهضيبي– الذي رأي أن هذه مجموعة تريد أن تتحلل من التزاماتها كإخوان، وليس هناك بد من قبول ذلك وأنه ربما كان من الأصلح أن يستمر الإخوان في طريقهم وليستمر جمال في طريقه،وكان هذا هو ما أراده جمال فأجاب بأنه سوف يستمر صديقاً للإخوان.

كان الإخوان يحاولون تجنيد أكبر عدد من ضباط الجيش عن طريق كبار مندوبيهم، ومن هؤلاء المندوبين كان أبو المكارم عبد الحي و عبد المنعم عبد الرؤوفعضوا اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار، وعن ذلك يقول أنور السادات:

فوجئنا بالبكباشي أبو المكارم عبد الحي والبكباشي عبد المنعم عبد الرؤوف وهما يناديان بضم تنظيم الضباط الأحرار كله إلى الإخوان المسلمين هنا حدث خلاف في الرأي للمرة الثانية – على الأرجح– بين جمال عبد الناصر وكلا من أبو المكارم عبد الحي وعبد المنعم عبد الرؤوف، ولكن هذه المرة بخصوص تبعية هذا التنظيم السري – تنظيم الضباط الأحرار- للإخوان المسلمين، ورفض جمال عبد الناصر تبعية التنظيم للإخوان المسلمين ووافق باقي الضباط على رأي جمال فانسحب أبو المكارم عبد الحي و عبد المنعم عبد الرؤوف،كما تم إسقاط عضويتهما من اللجنة التأسيسية لالتزامهما وارتباطهما بجماعة الإخوان المسلمين بدلاً من تنظيم الضباط الأحرار.

يتضح لنا مما سبق الدور الكبير الذى قام بة أبو المكارم عبد الحي فى بناء كيان الضباط الأحرار كاسم حركى لحركة الإخوان المسلمين داخل الجيش ، حتى أن كثيرا من المنصفين قالوا بأن أبو المكارم عبد الحي هو البطل الحقيقي والقائد الحقيقي لثورة 23 يوليو 1952.

ومما يؤكد تأسيس أبو المكارم عبد الحي لحركة الضباط الأحرار ما جاء فى مذكرات الأستاذ المستشار الدمرداش العقالي أحد أبرز أعضاء الجهاز السري فى تنظيمالإخوان المسلمين ، بقلم الصحفى سليمان الحكيم :

فيقول عندما أقترح أبو المكارم عبد الحي أسم الضباط الأحرار بديلا عن حركة الإخوان إقترح عبد الناصر ضم الشيوعيين داخل الجيش مدعيا أنهم فى وقت لا بد فية من الوحدة والتلاحم لتنفيذ الهدف وهو القيام بالثورة وكان ذلك فى عام 1949م وافق أبو المكارم عبد الحي على ما قاله عبد الناصر، أما عبد المنعم عبد الرؤوففقد رفض ذلك قائلا إنه لا يمكن أن يضع يده إلا في أيد متوضئة وأنه أقسم يمين الولاء للعمل على المصحف، وأنه لا يمكن الوصول إلى الغاية النبيلة إلا بالوسيلة النبيلة، وبالتالي فإنه لن يضع يده في أيد الشيوعيين أو غيرهم ممن لا ينتمون إلى الإخوان المسلمين، وحاول عبد الناصر جاهدا إقناع عبد المنعم عبد الرؤوف بوجهة نظره لكنه حين فشل في ذلك قال له: إذا اعتزلتنا فلا تكن ضدنا، وإذا عملنا عملا واحتجناك فية فساعدنا، فوعده بذلك، وأفترقوا على هذا الوعد والاتفاق.

وعلى إثر ذلك شرع أبو المكارم عبد الحي وعبد الناصر في بناء تنظيم الضباط الأحرار ، وكان ذلك في عام 1949 وهو التاريخ الصحيح لبداية تنظيم الضباط الأحرار.
 

دور أبو المكارم عبد الحي فى نجاح الثورة

كان لأبو المكارم عبد الحي دو كبير جدا فى نجاح الثورة حيث أن مجلس قيادة الثورة قد أختلفوا فى تحديد ساعة الصفر ، ولم يحدث أى تنسيق بين بعض الوحدات ، فكان قد تم تكليف أبو المكارم عبد الحي وعبد المنعم عبد الرؤوفبمحاصرة قصر رأس التين ، وفيه أقوي قوة من الحرس الملكي, وأرغما «فاروق» علي التنازل عن العرش، وكذلك قام أبو المكارم عبد الحي بالقبض علي ضباط القيادة فى الجيش الملكي.

كل ذلك دون وصول الدعم الذى كان مقررا من سلاح المشاة والفرسان حيث أنة حدث خلاف فى التوقيت أدى إلى حدوث ثغرة قوية ، ولولا بسالة أبو المكارم عبد الحي لفشلت الثورة وأستطاع ضباط الجيش الملكى السيطرة على الأوضاع وإعدام كل من شاركوا فى الثورة وعلى رأسهم جمال عبد الناصر ومحمد نجيب .

ولما كان عبد الناصر متأكدا من دور الإخوان فى إنجاح الثورة على المستويين الشعبي وداخل الجيش ، فقد قرر جمال عبد الناصر التخلص من الإخوان المسلمين على المستويين ، بتأليف حادث المنشية الذى اتخذه ذريعة للتخلص من قيادات الإخوان على المستوى الشعبي وعلى رأسهم الأستاذ/ عبد القادر عودة ، وعلى المستوى العسكري بالتخلص من أبو المكارم عبد الحي ، حيث أنة كان القيادة الإخوانية الكبيرة داخل الجيش بعد التخلص من عبد المنعم عبد الرؤوف .


تمثيلية التخلص من أبو المكارم عبد الحي

يقول لويس جرجس فى كتابه (يوميات من التاريخ المصري الحديث من 1952 إلى 1975) من إصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 1998م ما يلى: إن أخطر ما حدث بعد حادث المنشية كان القبض على بعض عناصر الإخوان في الجيش.

وكشف هؤلاء عن انه كانت توجد خطة لنسف طائرة جمال عبد الناصر، فقد اعترف الضابط طيار محمد علي الشناوي بأنه تلقى امرا من البكباشي أبو المكارم عبدالحي قائد الجهاز السري للإخوان في الجيش بأن ينسف طائرة الرئيس جمال عبد الناصر التي سافر بها الى أسوان، وانه كلف الأومباشي فاروق حسن المسيريوالأومباشي سعيد ندا من قوة الطيران بوضع قنبلة زمنية داخل محرك طائرة جمال عبدالناصر!!

وكان على الطائرة مع الرئيس جمال عبدالناصر جمال سالم وصلاح سالم والدكتور أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف ونور الدين طراف وزير الصحةوالشرباصي وزير الأشغال وحسن مرعي وزير التجارة وحسني فهمي رئيس مجلس الإنتاج والبكباشي احمد أنور قائد البوليس الحربي وأمين حشاد قائد اللواء الجوي وسعد رفعت قائد السرب وعبد اللطيف الجيار سكرتير الرئيس .

وكان معهم ايضا الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل وأعترف الأومباشي سعيد ندا من سرب المواصلات بأن الطيار الشناوي كلفه بوضع قنبلة في طائرة الرئيسجمال عبد الناصر فسأله لماذا نقتل جمال عبد الناصر، قال له الطيار الشناوي لأنه عدو للإسلام ويحل دمه.

قال له الأومباشي: ما دام الأمر كذلك فلنقتل جمال عبد الناصر ولكن ما ذنب زملائه الذين سيكونون في الطائرة؟

قال له الطيار الشناوي: سوف أسأل المسؤولين في الجماعة عن الفتوى الشرعية في ذلك، وذهب الطيار الشناوي إلى الضابط أبو المكارم عبدالحي وسأله: ما ذنب الذين سيكونون في الطائرة وسيقتلون مع جمال عبدالناصر؟فأفتى له البكباشي أبو المكارم بأنهم سيكونون شهداء!!

وقال انهم سيدخلون الجنة وعاد الطيار الشناوي ليبلغ هذه الفتوى للأومباشي سعيد ندا لكن الأخير لم يستطع وضع القنبلة في طائرة الرئيس جمال عبد الناصر لأسباب خارجة عن إرادتة.

لم تكن هذه القصة مثيرة فقط لكنها كانت أيضا خطيرة، لأنها كانت المرة الأولى التي يتم فيها اتهام عناصر للإخوان داخل الجيش المصري غير الضابط المحكوم علية ظلما عبد المنعم عبد الرؤوف.

ومما يؤكد زيف هذه الرواية أنة لم تكن الشرطة العادية هي التي كشفت هذه القضية بل البوليس الحربي، وكان قائد البوليس الحربي هو أحمد أنور، والذي كان مفروضا أن يقتل في نفس الطائرة مع جمال عبدالناصر!!