قد لا يتصور الكثيرون أن يحصل الظلم بين الزوجين اللذين أخذا من بعضهما ميثاقا غليظا ، وتعاهدا على المودة والرحمة .. لكن الحقيقة أنه يحصل ، وسواء أكان متعمدا أو خطأ ، فإن له صورا مختلفة ..
وغالبا يصدر الظلم من القوى إلى الضعيف , ورغم أن المرأة تعتبر ضعيفة بالنسبة لزوجها لكن في بعض الأوقات تتصف المرأة بصفات حادة الطبع خاصة عندما يتصف زوجها بضعف الشخصية ، فيتغير ضعفها ويتحول الى معاندة وشراسة وقد تقع في الظلم الذي قد يظهر في عدة أمور :
فقد تسىء به الظن ، وهو سلوك يقلب حياتها إلى جحيم ونكد دائم، يعود عليهم بالألم وعلى الابناء بالهموم والاحزان .
وقد تحمله فوق طاقته ، سواء أكان ذلك ماديا او من جهة مسؤوليات الحياة الاخرى ، خصوصا إذا قارنت نفسها بغيرها من الغنيات أو المرفهات ، فتعقد المقارنات الظالمة .
تقارن زوجها بغيره من الاغنياء ، وقد لا يكون بكلمات مباشرة ، بل بايحاءات وإشارات وكلمات عابرة كلها جارحة للزوج .
تعاتبه على أمور لايستطيع تغييرها ، كنقص في عائلته ، أو مشكلات في أقربائه ، أو أشياء من هذا القبيل ، فتصيبه بالندم على هذا الاختيار .
تصبحه وتمسيه بوجه عابس كئيب ، وهي تريه هذا الوجه عندما يرفض لها من الأمور ما ترغب فيه و تريد تحقيقه ، كمنعه من زيارة صديقات لايفضلهن أو أماكن لايريدها أو مثل ذلك
تكفر عشيره وتنسى فضله ولا تذكر له إلا ايامه الثقيلة وأعماله السلبية ، وهذا يصيب الزوج بألم شديد جدا وحسرة على مافات من أيام عشرته معها .
تسىء حديثه وتغلظ الكلام معه ، بينما ترقق صوتها وتحسن حديثها مع غيره ، فكانها تخفي القبيح عن غيره لتواجهه هو به ، إمعانا في سوء المعاملة .
تفضل أهلها على أهله ، كتفضيل استضافتهم وإحسان استقبالهم والمبالغة في إكرامهم ، بينما هي تهمل أهل زوجها وتعبس في وجوههم وتقتر معهم وتسىء الضيافة وكأن بينها وبينهم عداوة !..
تفشي سره ، وتبوح بأخطائه ، وتذيع خفاياه ، سواء أكان ذلك أمام أهلها او صديقاتها او غيرهم ، وكذا أسرار بيتها ، او مشكلاتهم معها ، او خصوصياتهم ، فتؤذيه ، رغم أنها اولى الناس بستر عيوبه وحفظ أسراره
تغفل عن تحسين نفسها ، وتهمل رائحتها ، وتغفل عن إصلاح شكلها ، وتنسى نصيحة الاعرابية الحكيمة لابنتها " لا تقع عينه منك على قبيح ولا يشمن منك إلا أطيب ريح " .. فينفر منها زوجها وربما تسببت في كراهيته لها ..
تظلمه عندما تعيش في كنفه وتأكل من كده ، وتسكن في بيته ، ومع ذلك ينشغل بالها بغيره ، فتخونه في نفسها وعقلها وخيالها ، متحججة بقسوته تاره وببخله تارة وبانشغاله عنها تارة اخرى ، والحق انها عديمة الوفاء خائنة العشرة ..
وتظلمه عندما تمنعه حقوقه منها ، بل ربما تتزين اذا خرجت للناس وفي الطرقات ، واذا اقترب منها تمنعت .. فتورث عنده البغضاء والرغبة في المفارقة فتهدم بيتها وتزلزل جدرانه ..
وتظلمه عندما تتفنن في بث الهم والقلق في نفسه ، برفض الحال ودوام الشكوى ، وكثرة التمارض ، والقلق من مستقبل الايام ..وغيرها
إن الحياة الزوجية السعيدة انما توجد عندما يسعى كل طرف فيها أن يغض الطرف عن عيوب الآخر ، ويتذكرا الخيرات والحسنات ، توجد بتقديم المحبة والمودة والعطف والاهتمام .
وعندما نعفوا ونصفح عن الاساءة ، ونذكر الوفاء .. وعندما نبتغي وجه الله تعالى في كل عمل نقدمه للطرف الآخر ، وهنا يبعد الظلم ويقترب العدل والإحسان ..