تصاعدت حالة القلق والغضب عقب إعلان زوجة المحامي محمود جويلي—المرشح المستقل في انتخابات مجلس النواب عن دائرة القاهرة الجديدة والشروق وبدر—اختفاءه في ظروف وصفتها بأنها “تشير إلى واقعة اختطاف” من قبل جهة أمنية، مطالبة بالكشف العاجل عن مكان احتجازه ومصيره.
وقالت زوجته، مي جوهر، في مقطع فيديو نشرته على حسابها في “فيسبوك” إن زوجها تعرّض للاختطاف من أمام منزلهما في منطقة مدينتي بالتجمع الأول مساء السبت الماضي، مؤكدة أن الواقعة تمت “عقب استدراجه”، وأن كاميرات المراقبة تعطلت تزامناً مع لحظة توقيفه، وهو ما اعتبرته “دليلاً إضافياً” على أن العملية تمت بشكل منظم.
وفي تسجيل آخر، أوضحت الزوجة أن الأسرة “حررت ثلاثة محاضر رسمية” أمام الشرطة وإدارة التفتيش بوزارة الداخلية، تؤكد فيها اختفاء زوجها محمود سامي زكي أحمد جويلي في تمام الساعة الواحدة و15 دقيقة بعد منتصف الليل، مشيرة إلى أن أشخاصاً عرّفوا أنفسهم لزوجها عند توقيفه بأنهم من “المباحث” و“الأمن الوطني”.
خلفيات سياسية وانتخابية تزيد الغموض
ينشط جويلي، وهو محامٍ معروف في شرق القاهرة، بمنطقة مدينة نصر حيث يقع مكتبه في شارع كابول المتفرع من شارع مكرم عبيد. قبل الحادث بأيام قليلة فقط، نشر فيديو هاجم فيه جهات في الدولة متهماً إياها بتمزيق لافتاته الانتخابية في مدينة بدر، ووجّه اتهامات صريحة بالتضييق على حملته الانتخابية.
وقال في ذلك الفيديو، بصوت غاضب: “لم أتجاوز سقف الدعاية المحدد بـ500 ألف جنيه… البعض طلب مني 20 مليون جنيه حتى أترشح على قوائم معينة… أنا رجل شريف لا أبحث عن الحصانة… لماذا تقبضون على أنصار حملتي؟ كل الأجهزة تخدم مرشحاً واحداً… الناس خلاص كرهتكم”.
وأشار بشكل مباشر إلى دعم أجهزة الدولة لمرشح حزب مستقبل وطن، رجل الأعمال محمد الحناوي، وهو المرشح الوحيد الذي دفع به الحزب الحائز على الأغلبية في البرلمان داخل الدائرة، بينما تم سحب مرشحين آخرين لتسهيل فوز مرشح حزب العدل في المقعد الثاني.
اتهامات واسعة بالتلاعب في المرحلة الأولى من الانتخابات
تشهد الانتخابات البرلمانية الحالية موجة واسعة من الشكاوى بشأن “التدخلات والتلاعب”، إذ اتهم مرشحون مستقلون الهيئة الوطنية للانتخابات بإضافة أصوات غير صحيحة لصالح مرشحي أحزاب الأغلبية، وعلى رأسها مستقبل وطن وحماة الوطن، في محافظات المرحلة الأولى.
وفي محافظة البحيرة، طالب المرشح المستقل أحمد العرجاوي بإعادة فرز الأصوات في دائرة أبو حمص وإدكو، بعد إعلان فوز مرشحين بحصول كل منهما على ما يزيد عن 102 ألف صوت، رغم أن محاضر الفرز الرسمية التي بحوزته تشير إلى أن إجمالي الحضور لم يتجاوز 87 ألف ناخب.
وقال العرجاوي أمام حشد جماهيري إن عدد الحضور الحقيقي لا يمكن أن يصل إلى 212 ألف ناخب كما أعلنت اللجنة العامة، مؤكداً أنه يمتلك محاضر رسمية تُثبت تناقض الأرقام.
احتجاجات في سوهاج وقنا: “أصواتنا راحت فين؟”
امتدت حالة الغضب إلى محافظات أخرى؛ حيث تجمهر أهالٍ في مركز المراغة بسوهاج ومدينة قوص بقنا احتجاجاً على ما وصفوه بـ"تزوير واسع"، وردد المتظاهرون هتافات: “واحد، اتنين… أصواتنا راحت فين؟”، و“مش هنسيب حقنا”، و“باطل”.
ووثّقت عشرات الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل عمليات شراء أصوات بشكل علني أمام اللجان، مقابل مبالغ تصل إلى 500 جنيه للصوت، أو أكياس مواد غذائية، وسط وجود قوات الأمن والجيش المسؤولة عن تأمين اللجان.

