سلطت وسائل الإعلام "الإسرائيلية"، الضوء على التقارب الكبير في العلاقات بين مصر وتركيا.
وأبرزت صحيفة "جلوبز" العبرية، تصريحات صباح تونج دميرتاش، الخبير السياسي في مركز الأبحاث التركي "سيتا"، لصحيفة "صباح" التركية، التي قال فيها "إن التهديدات المتزايدة من إسرائيل في شرق البحر الأبيض المتوسط وغزة تدفع مصر وتركيا نحو التقارب الاستراتيجي، مما يخلق الظروف لما يراه بعض المحللين الآن كاحتمال لمحور إقليمي جديد".
التعاون بين تركيا ومصر ضروري
وأوضح دميرتاش أن "التهديد الأخير الذي تشكله إسرائيل على مصر وتركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط وغزة ومناطق أخرى جعل التعاون بين تركيا ومصر ضروريًا".
وقال إن "تركيا وإيران ومصر، بالإضافة إلى سوريا ولبنان، شعرت خلال العامين الماضيين بالخطر الأمني الذي تُشكله إسرائيل في ظل سياستها التوسعية في المنطقة". وأضاف دميرتاش أنه "إذا نظرنا إلى تركيا ومصر على حدة، فمن الممكن أن يتشكل محور جديد بينهما".
ومنذ عام 2022، اتخذت مصر وتركيا خطوات ملموسة لتطبيع العلاقات التي انقطعت عام 2013 عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس الراحل محمد مرسي. ورافقت الزيارات المتبادلة والتعاون الدبلوماسي المتزايد تعاونٌ يمتد الآن إلى شرق البحر الأبيض المتوسط وليبيا والسودان وسوريا، حيث يسعى البلدان إلى تحقيق منافع متبادلة في مجالات الأمن والدفاع والاقتصاد.
العهد الجديد الذي يقلق إسرائيل
وتحت عنوان: "العهد الجديد الذي يقلق إسرائيل: هذه هي الرسالة المفاجئة التي وجهها السيسي لأردوغان"، نقلت صحيفة "معاريف"، تقريرًا نشرته صحيفة "الأهرام" حول العلاقات المصرية التركية وتأثيرها على المنطقة.
ووفقًا للتقرير، فإن ثمة ثوابت ثابتة في الشرق الأوسط في إدارة العلاقات بين دول المنطقة، لافتًا إلى أن من أهم هذه الثوابت مكانة مصر وتركيا كقوتين مؤثرتين في المنطقة.
وأوضح أن الدولتين تتميزان ليس فقط بحجم وقوة جيوشهما، بل أيضًا بحجم سكانهما واقتصادهما ومكانتهما الاستراتيجية على الساحة الدولية.
وأشار التقرير إلى أنه "بناءً على هذه الحقيقة، لن يكون من الصحيح أبدًا أن تنسيق المواقف والرؤى بين هاتين القوتين سينقطع".
وأضاف أن العلاقات بين القاهرة وأنقرة تتميز بـ"خصوصية مميزة" بدأت منذ قرون، وتتجلى، من بين أمور أخرى، في روابط الزواج، والروابط الأسرية بين العديد من العائلات المصرية والتركية".
التنسيق بين مصر وتركيا ضرورة حيوية
وقال التقرير إنه بينما كان التنسيق بين مصر وتركيا ضرورة استراتيجية في الماضي، أصبح اليوم - في ظل "الاضطرابات المروعة في الشرق الأوسط" - ضرورةً حيوية.
ووفقًا له، تتصدر القضية الفلسطينية قائمة الأولويات التي تتطلب التنسيق بين البلدين.
وأشار التقرير إلى أن قضية غزة كانت المحور الرئيسي لزيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى تركيا. وخلال الزيارة، استقبله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تسلم رسالة خطية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وفي المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان، أشار التقرير إلى كيف أكد عبد العاطي للجانب التركي أن تثبيت وقف إطلاق النار في غزة هو الأولوية القصوى لمصر، إلى جانب الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة وتحديد صلاحيات أي قوة دولية يتم نشرها للحفاظ على السلام.
وفي الختام، أوضح أن "العلاقات بين البلدين لا تقتصر على تنسيق المواقف بشأن غزة، بل تشمل كافة الصراعات في المنطقة".
المصدر:
https://www.globes.co.il/news/article.aspx?did=1001526237
https://www.maariv.co.il/news/world/article-1251926

