قال باحثون أمريكيون، إن مرضًا لا تظهر عليه أي أعراض في كثير من الأحيان حتى يتطور بشكل خطير أصبح من بين الأسباب العشرة الأولى للوفاة في العالم .

 

وأظهرت الأرقام أن نحو 788 مليون شخص حول العالم يعانون من مرض الكلى المزمن، وهو أكثر من ضعف العدد قبل ثلاثة عقود- أكثر من 1 من كل 10 بالغين يعاتون من المرض الذي يتسبب في توقف الكلى عن العمل تدريجيًا، مما يجعل الجسم غير قادر على التخلص من النفايات والسوائل الزائدة من الدم.

 

وفيات مرضى الكلى المزمن


ويتسبب مرض الكلى المزمن في حوالي 1.5 مليون حالة وفاة سنويًا، مما يعني أنه دخل ضمن قائمة أكبر 10 أمراض مميتة لأول مرة. وقد ارتفع إلى المركز التاسع، متجاوزًا أمراض مثل السل، وسرطان الأمعاء، ومتقدمًا على مرض الكبد.

 

والأسباب الوحيدة التي تسبق ذلك هي السكتة الدماغية، ومرض القلب الإقفاري، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، والخرف، وسرطان الرئة، والسكري، والتهابات الجهاز التنفسي السفلي، وأمراض القلب الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم.

 

ويقول خبراء من مركز لانجون الصحي بجامعة نيويورك، الذي أعد الدراسة، إن ارتفاع حالات الإصابة بمرض الكلى المزمن يعود إلى حد كبير إلى نمو سكان العالم وعيشهم لفترة أطول، وبالتالي يصل المزيد من الأشخاص إلى أعمار تتدهور فيها

 

وظائف الكلى

 

ووجد الباحثون أن ارتفاع نسبة السكر في الدم (المرتبط بمرض السكري من النوع الثاني)، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم (السمنة) كانت عوامل الخطر الأكبر للإصابة بمرض الكلى المزمن.

 

وخلال الدراسة التي نشرت في مجلة لانسيت، حلل الفريق 2230 ورقة بحثية منشورة ومجموعات بيانات صحية وطنية في 133 دولة.

 

وأشارت النتائج إلى أن حوالي 14 في المائة من البالغين في جميع أنحاء العالم يعانون من مستوى ما من تلف الكلى، لكن معظمهم لا يدركون ذلك لأن المرض يتطور عادة ببطء وبصمت.

 

أعراض المرض

 

في المراحل المبكرة، لا يسبب مرض الكلى المزمن أي أعراض عادةً، وهذا هو السبب في أن العديد من الأشخاص لا يدركون أنهم مصابون به.

 

يمكن التحقق من وظائف الكلى عن طريق إجراء اختبارات بسيطة للدم والبول. مع ذلك، لأن المرض يتطور ببطء وبصمت، فإن العديد من الأشخاص لا يخضعون للاختبار إلا بعد أن يتطور المرض بالفعل.

 

وعندما تفقد الكلى وظيفتها، تتراكم الفضلات والسوائل في الجسم، مما قد يسبب الحكة والتورم وضيق التنفس والتعب الشديد. وفي حال تفاقم المرض، يحتاج المريض إلى غسيل الكلى أو زرع الكلى، حيث أن الفشل الكلوي يكون مميتًا بدون علاج.

 

اختبارات البول

 

قال البروفيسور مورجان جرامز، أحد مؤلفي الدراسة، إن "مرض الكلى المزمن لا يتم تشخيصه وعلاجه بشكل كافٍ. يؤكد تقريرنا على الحاجة إلى إجراء المزيد من اختبارات البول للكشف المبكر عن المرض والحاجة إلى ضمان قدرة المرضى على تحمل تكاليف العلاج والوصول إليه بمجرد تشخيص حالتهم".

 

ووجدت الدراسة الجديدة، التي تم تقديمها في أسبوع الكلى للجمعية الأمريكية لأمراض الكلى، أن ضعف وظائف الكلى يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، مما يساهم في حوالي 12 في المائة من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية في جميع أنحاء العالم.

 

وقال البروفيسور جوزيف كوريش، المؤلف المشارك الرئيس للدراسة: "إن مرض الكلى المزمن شائع ومميت ويزداد سوءًا باعتباره مشكلة صحية عامة كبرى".

 

وأضافت منظمة الصحة العالمية مرض الكلى المزمن إلى قائمة الأمراض ذات الأولوية التي يجب معالجتها قبل عام 2030.