تشهد محافظات مصر الواقعة على ضفاف نهر النيل حالة من الاستنفار والتأهب، في ظل ارتفاع منسوب المياه خلال الأيام الأخيرة، وما يرافقه من مخاوف من غمر الجزر وأراضي طرح النهر بالمياه، وهو ما دفع السلطات المحلية إلى إصدار تعليمات عاجلة للإخلاء واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم.
 

تهديد مباشر في قنا والأقصر
قال المهندس محمد سعد، مفتش حماية النيل بمحافظة قنا، إن بعض الجزر وأراضي طرح النهر التي استُخدمت في التعديات السكنية والزراعية أصبحت مهددة بالغمر، مضيفًا أن لجانًا مشتركة من الإدارة العامة لحماية النيل والوحدات المحلية انتقلت إلى المواقع المعرّضة للخطر لمعاينة الأوضاع على الطبيعة، وإخطار واضعي اليد بضرورة الإخلاء الفوري.

وأكد سعد أن محاضر انضمامية حُررت بالوقائع، مع استمرار التنسيق بين أجهزة حماية النيل وغرفة عمليات المحافظة لمتابعة التطورات الميدانية أولاً بأول.

وكان اللواء خالد عبد الحليم، محافظ قنا، قد أصدر مساء أمس السبت تعليماته برفع حالة الطوارئ بكافة الأجهزة التنفيذية، مشددًا على إخلاء المنازل وحظائر الماشية ومخازن المحاصيل الزراعية المقامة على أراضي طرح النهر، تفاديًا لأي خسائر بشرية أو مادية محتملة.

وأشار المحافظ إلى أن منسوب النيل بمحافظة قنا سجل 68.8 مترًا، موضحًا أن الوضع ما يزال تحت السيطرة، لكنه يتطلب بقاء الأهالي في حالة يقظة تامة والالتزام الصارم بتعليمات الجهات المختصة.
 

مشاهد مأساوية في المنوفية
وفي سياق متصل، شهدت محافظة المنوفية يوم الجمعة الماضي كارثة حقيقية بعد ارتفاع غير مسبوق في منسوب مياه فرع النيل، ما أسفر عن غمر أكثر من 1000 فدان من الأراضي الزراعية بمركز أشمون. كما تسربت المياه إلى عدد من المنازل القريبة من المجرى المائي، مخلفة أضرارًا جسيمة بممتلكات الأهالي.

وأفاد بيان رسمي صادر عن محافظة المنوفية أن موجة الغمر تسببت في تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، فضلًا عن خسائر في المواشي والمخازن.