في خطوة تعكس موقفًا واضحًا تجاه القضية الفلسطينية، دعا بيب جوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي، سكان مدينة برشلونة إلى النزول إلى الشوارع والمشاركة في مظاهرات احتجاجية ضد الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة. وأكد جوارديولا في فيديو مصور على خطورة الوضع هناك، مضيفًا أن آلاف الأطفال قد ماتوا بالفعل في إبادة حقيقية، وأن قطاع غزة يعاني دمارًا شاملاً مع نقص حاد في المواد الأساسية كالماء والغذاء والدواء. وأضاف أن المجتمع المدني وحده هو القادر على إنقاذ الأرواح والضغط على الحكومات للتحرك بشكل حاسم وفوري.
 

هذه الدعوة جاءت في وقت يشهد فيه العالم موجة احتجاجات متصاعدة في عدة مدن أوروبية، حيث يلعب جوارديولا دورًا إنسانيًا ورياضيًا مهمًا في تسليط الضوء على المأساة التي يعيشها الفلسطينيون من خلال استخدام منبره العام كأحد أبرز المدربين في العالم.
موقف مخزي
في المقابل، يثير موقف النجم المصري محمد صلاح الكثير من التساؤلات والانتقادات، فهو الذي يُعتبر أحد أشهر الرياضيين العرب والعالميين، وفي الوقت الذي يتحدث فيه جوارديولا بصراحة وعلانية عن دعم الفلسطينيين ودعوة الناس للنزول إلى الشوارع، يقف صلاح بلا دور علني واضح في هذه اللحظة الحاسمة. فقد رفض خلال مباراة حديثة التوقيع على قميص يحمل علم فلسطين، وهو تصرف أثار جدلاً واسعًا وانتقادات وسخطًا بين المتابعين الذين يعتقدون أن القضية الفلسطينية هي قضيته قبل أن تكون قضيّة لأحد غيره.

يرى الجمهور أن صلاح، بحكم مكانته ونفوذه الكبير، كان من المفترض أن يكون في مقدمة من يدعمون حقوق الشعب الفلسطيني، خاصة أن الرياضيون مثل صلاح يمتلكون قدرة هائلة على التأثير في الرأي العام والضغط عبر وسائل التواصل وظهورهم الإعلامي. في حين يمكن تفسير موقفه بالحذر بسبب القيود التي يفرضها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي يمنع ظهور الرموز السياسية في المباريات الرسمية، إلا أن ذلك لا يعفي صلاح من تحمّل مسؤولية المواقف الإنسانية والوطنية العلنية.

د. خليل عبدالله العوضي " اللاعب المصري ونجم نادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح ، يرفض التوقيع على علم فلسطين. كابتن صلاح، القرار في النهاية حرية شخصية، توقّع أو لا توقّع. لكن تذكّر: حين يعيش الإنسان بلا مبدأ، فإن مكانته الرياضية وثروته لن تحميه من حكم التاريخ، ولا من نظرة جماهيره. خذ العبرة من أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي، الذي وقف ضد غزو فيتنام ودافع عن مبدئه، فدفع الثمن سنوات من عمره في السجن، لكنه كسب احترام التاريخ والناس."

 

وقالت مجلة ميم " لا مانع لديه من ارتداء قرون الأيل والظهور به في أعياد الكريسماس.. لكنه يشيح بوجهه عن قميص فلسطين.. سلوك محمد صلاح يثير استياء بالغا!".

 

وكتبت شبكة قدس " نشطاء يدعون لمقاطعة اللاعب محمد صلاح علي مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تجاهله التوقيع على علم فلسطين عقب مباراة فريقه مع غلاطة سراي في إسطنبول".

 

وقالت بوابة تونس " قميص فلسطين يفضح #محمد_صلاح.. نجم #ليفربول يتجاهل طلب مشجع بالتوقيع على قميص منتخب فلسطين ويُغضب متابعيه".

 

ونشر المركز الفلسطيني " #شاهد | بعد طلب مشجع تركي منه التوقيع على قميص فلسطين.. محمد صلاح يرفض ويهرب بعيدا!".

 

وأشار أحمد " محمد صلاح يرفض التوقيع علي علم فلسطين..ابن نجريج طلع يهودي اكتر من شمعون".
وعلقت زهراء " اكتر فيديو عصبني محمد صلاح رفض يوقع علي تيشيرت عليه علم فلسطين اقسم بالله ضفر اصغر طفل في فلسطين برقبتك".

 

هذا التباين الفج بين موقف جوارديولا الشجاع والداعم الواضح، وموقف صلاح المحتشم والمحافظ، يعكس تناقضًا في قدرة وصراحة الرياضيين العرب في التعبير عن قضيتهم أمام أعين العالم. يُنتظر من صلاح وغيره من الرياضيين العرب أن يكونوا أكثر جرأة وشفافية في مواقفهم تجاه فلسطين، خصوصًا في ظل التوترات المتصاعدة والمآسي الإنسانية التي تعيشها غزة.

وفي الختام، تظهر دعوة جوارديولا للنزول إلى الشارع والتظاهر كرسالة واضحة إلى العالم بأن القضية الفلسطينية تحتاج إلى كل دعم ممكن، بينما تبقى مواقف محمد صلاح محل نقاش ومساءلة، خاصة وأن القضية الفلسطينية ليست فقط قضية شعب آخر، بل قضية ملايين العرب والمسلمين الذين يتطلعون إلى رموزهم للتعبير عن الحقيقة والوقوف إلى جانبهم بكل وضوح لا لبس فيه.