شهدت محافظة الفيوم، حادثًا مأساويًا جديدًا على الطريق الدائري بمحيط مركز الفيوم، إثر تصادم سيارة ميكروباص بأخرى تاكسي، ما أسفر عن مصرع شخصين في الحال وإصابة 16 آخرين بإصابات بالغة ومتفاوتة.

وفور وقوع الحادث، تم الدفع بـ13 سيارة إسعاف تحت إشراف الدكتور عمرو عثمان، مدير مرفق الإسعاف، حيث جرى نقل جثماني الضحيتين إلى مشرحة مستشفى الفيوم العام، فيما توزّع المصابون على مستشفى جامعة الفيوم لتلقي العلاج اللازم، وسط حالة من الذعر والهلع بين أهالي الضحايا وذويهم.
 

تحذيرات تتجدد من "حوادث الموت"
الحادث الأخير يعيد إلى الأذهان سلسلة طويلة من حوادث الطرق الدامية التي تحصد أرواح المواطنين بشكل شبه يومي، لتصبح شوارع البلاد ـ كما يصفها البعض ـ "مسرحًا مفتوحًا للموت"، في وقت لا تزال الحكومة تؤكد أن قطاع الطرق والكباري يشهد "نهضة غير مسبوقة".

ورغم المليارات التي أُنفقت على البنية التحتية، تظل الطرق بحسب تقارير محلية ودولية، من بين الأكثر خطورة في العالم. حيث سجل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء مئات الحوادث خلال العام الماضي فقط، أسفرت عن آلاف الوفيات والإصابات.
 

خبراء: "النهضة المعلنة لا تحمي الأرواح"
في هذا السياق، قال خبير في السلامة المرورية ـ فضّل عدم ذكر اسمه ـ إن ما يُروَّج من إنجازات في قطاع الطرق "يظل حبرًا على ورق إذا لم يُترجم إلى أمان فعلي للمواطنين".
وأضاف: "المشروعات تُنفذ أحيانًا بمعايير فنية ضعيفة وغياب كامل للرقابة، ما يحوّلها إلى مصائد موت. غياب المحاسبة على الأخطاء الهندسية، وعدم إلزام شركات المقاولات بالمواصفات القياسية، يؤدي إلى شبكة طرق براقة المظهر لكنها تفتقر لأسس الأمان، ما يجعل حياة السائقين والركاب في خطر دائم".
 

صرخة أهالي الضحايا
أهالي ضحايا حادث الفيوم عبّروا عن غضبهم واستيائهم، مؤكدين أن الطرق تحولت إلى "شواهد دم"، وأنهم يفقدون أحبتهم دون أن يجدوا استجابة حقيقية من الدولة. فيما قال أحد ذوي المصابين: "نريد طرقًا آمنة لا مشاريع تجميلية.. حياتنا أغلى من أي دعاية إعلامية".