شهدت محافظة المنيا وفاة الطبيبة الصيدلانية هند عاطف، خريجة كلية الصيدلة بجامعة المنيا دفعة 2021، أثناء تأدية عملها داخل مستشفى التأمين الصحي بالمدينة.

وبحسب التحقيقات الأولية، لفظت الصيدلانية الشابة أنفاسها الأخيرة نتيجة توقف مفاجئ في عضلة القلب مصحوبًا بنزيف في المخ. وأكد تقرير الكشف الطبي الصادر عن الدكتور عماد عزت، مفتش صحة المنيا، أن الوفاة طبيعية ولا توجد شبهة جنائية.
 

بيانات النعي
سارعت عدة جهات إلى نعي الراحلة، من بينها كلية الصيدلة بجامعة المنيا، ونقابة الصيادلة بالمنيا، وفرع التأمين الصحي بالمنيا، حيث عبّروا عن بالغ حزنهم لفقدان الطبيبة الشابة التي وُصفت بأنها كانت مثالاً في الالتزام والإخلاص في العمل.
 

ضغوط العمل وراء المأساة
لكن ما أثار الجدل والغضب على نطاق واسع، هو ما كشفته الدكتورة أمل كامل، وكيلة الدراسات العليا والبحث العلمي بكلية الصيدلة جامعة المنيا، عبر منشور على موقع "فيسبوك". حيث أوضحت أن الطبيبة الراحلة كانت تعمل 18 ساعة متواصلة دون أي راحة، داخل صيدلية الطوارئ بالمستشفى، في ظروف غير إنسانية.

وأشارت كامل إلى أن الطبيبة لم تكن تملك غرفة للراحة أو حتى فرصة لتناول الطعام والشراب خلال ساعات عملها الطويلة. وأضافت: "يعني إيه تعمل نبطشية 24 ساعة داخل الصيدلية بدون راحة؟"، معتبرة أن هذه الظروف كانت السبب المباشر وراء وفاة الصيدلانية الشابة.
 

“ماتت من القهر”
اتهمت الدكتورة أمل كامل إدارة المستشفى بالضغط غير الطبيعي على الصيادلة نتيجة نقص الكوادر البشرية، مما جعل الطبيبة الراحلة تتحمل فوق طاقتها.

وكتبت في منشورها: “الدكتورة ماتت من القهر... من الشغل الزائد، ومن الجرد المتكرر للصيدلية، ومن محاولة إيجاد أخطاء بأي شكل. ضغط المستشفى مش ضغط عادي، ده ضغط يموّت”.
 

غضب شعبي ودعوات للمحاسبة
أثارت الحادثة موجة كبيرة من الغضب بين زملاء المهنة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا أن ما حدث جريمة إدارية تستدعي فتح تحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين عن بيئة العمل داخل المستشفيات. وانتشرت على المنصات الإلكترونية تعليقات تطالب وزارة الصحة بإعادة النظر في نظام النوبتجيات والرقابة على ظروف عمل الصيادلة والأطباء.
 

قضية مفتوحة
رحيل الصيدلانية الشابة لم يكن مجرد حادث فردي، بل ألقى الضوء على واقع مرير يعانيه الأطباء والصيادلة في القطاع الحكومي. فقد تحولت المستشفيات – بحسب ناشطين – إلى أماكن تستنزف طاقات الشباب، بدلًا من أن تكون بيئة عمل آمنة تحفظ حقوقهم.