بعد أيام قليلة فقط من إطلاق شركة آبل لسلسلة هواتفها الأحدث آيفون 17 في 9 سبتمبر الجاري، تحوّلت موجة الحماس العالمي إلى حالة من القلق والاستياء، بعدما ظهرت تقارير واسعة عن عيوب تقنية متكررة أثرت على تجربة المستخدمين وأعادت إلى الأذهان أزمات سابقة في تاريخ الشركة.
انقطاعات متكررة في الشبكات
أولى المشكلات التي فجّرت الجدل تتعلق بانقطاع شبكة الواي فاي بشكل متكرر، إلى جانب تأثيرات سلبية على تقنيات البلوتوث وAirPlay وCarPlay، حيث يفقد الهاتف الاتصال لثوانٍ ثم يعاود الارتباط تلقائياً.
المفارقة أن بعض المستخدمين لاحظوا أن المشكلة ترتبط أحياناً بارتداء ساعة Apple Watch، حيث يعود الاتصال لطبيعته بمجرد خلع الساعة أو قفلها، وفق ما ذكر موقع PhoneArena.
ورغم أن العطل يتركز في الطراز الأساسي من آيفون 17، إلا أن شكاوى مماثلة وردت من مستخدمين لنسخ آيفون 17 إير، برو، وبرو ماكس، ما زاد من القلق بشأن اتساع نطاق الخلل.
أزمة الكاميرا والـ LED
لم تتوقف الأزمات عند الاتصال، بل امتدت إلى الكاميرا في بعض الأجهزة مثل iPhone Air وiPhone 17 Pro.
حيث كشف موقع MacRumors عن حالات لظهور مربعات وخطوط بيضاء عند التقاط الصور في أجواء تحتوي على أضواء LED شديدة السطوع.
المراجع التقني هنري كيسي عرض صوراً التقطها أثناء حفل موسيقي لتوثيق الخلل، وهو ما دفع آبل إلى الاعتراف بالمشكلة، مؤكدة أنها تحدث في “حالات نادرة”، وأنها تعمل على طرح تحديث برمجي لمعالجتها، من دون أن تحدد موعداً رسمياً.
الخدوش ومتانة التصميم
وفي الوقت الذي روجت فيه آبل للتقنيات الجديدة في تصنيع الهيكل والشاشة، ظهرت شكاوى مبكرة من مستخدمين أكدوا أن شاشات iPhone 17 Pro وPro Max تتعرض للخدش بسرعة ملحوظة، خصوصاً في اللون الأزرق الداكن.
بينما أبلغ آخرون عن خدوش في النسخة السوداء من iPhone Air، رغم وعود الشركة بأن التصميم الألومنيومي المطور أكثر مقاومة للخدوش.
المثير أن بعض هذه الخدوش ظهرت بعد ساعات قليلة من الاستخدام فقط، ما يطرح تساؤلات حول جودة المواد الخام المستخدمة، ويعيد للأذهان فضائح قديمة مثل Scuffgate في iPhone 5، وBendgate في iPhone 6، ومشكلة الهوائي الشهيرة في iPhone 4.
تحديث قريب أم أزمة ممتدة؟
حتى الآن لم يتضح ما إذا كانت جذور هذه العيوب تعود إلى البرمجيات أم العتاد. إلا أن الإصدار التجريبي من iOS 26.1 لا يُظهر المشكلة، ما يعزز فرضية أن تحديثاً قادماً قد يعالجها.
ومع ذلك، تبقى المخاوف قائمة، خصوصاً مع انتشار الشكاوى عالمياً، وتزايد الضغوط على آبل لتقديم حلول عاجلة تعيد الثقة إلى أجهزتها.
خيبة أمل بين محبي آبل
الإحباط بدا واضحاً بين عشاق العلامة التجارية الذين انتظروا بشغف النسخة الجديدة من آيفون، ليتفاجأوا بسلسلة من الأخطاء التقنية والعيوب التصنيعية التي تهدد صورة الجهاز الأكثر شهرة عالمياً.
وبينما تتعهد آبل بالتحقيق وإصلاح الخلل، يترقب ملايين المستخدمين حول العالم التحديثات المقبلة، وسط قلق من أن تتحول آيفون 17 إلى واحدة من أكثر الإصدارات المثيرة للجدل في تاريخ الشركة.