في صباح الأحد 7 سبتمبر 2025، استيقظ أهالي قرية البهنسا بمحافظة المنيا على مشهد غير مألوف: بحيرة كبيرة ظهرت فجأة في قلب الصحراء.
الحدث أثار دهشة الأهالي وقلق السلطات، خصوصًا بعد الإعلان أن المياه مالحة وغير صالحة لأي استخدام.
بينما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صور البحيرة باعتبارها “معجزة”، حذر خبراء جيولوجيا من أن الظاهرة تعكس اختلالًا في إدارة المياه الجوفية.
https://www.youtube.com/watch?v=_8O9Dd8NWb8
 

تفاصيل الظهور المفاجئ
أكدت محافظة المنيا في بيان رسمي أن البحيرة ظهرت نتيجة تجمع كميات كبيرة من المياه داخل منخفض صحراوي بالقرب من محجر رمال مهجور.
وأوضحت أن الفحوص الأولية بيّنت أن المياه عالية الملوحة ولا تصلح للشرب أو الزراعة. البيان جاء بعد تداول صور وفيديوهات واسعة للبحيرة، سرعان ما جذبت المئات من الفضوليين لزيارتها.
 

تحذيرات رسمية بعد غرق مواطن
أعلنت السلطات أن شخصًا لقي مصرعه غرقًا أثناء محاولته السباحة في البحيرة، ما دفعها إلى إصدار تحذيرات صارمة بعدم الاقتراب من الموقع.
وأكدت أن طبيعة التربة المحيطة والمياه المالحة تشكل خطورة على حياة الزوار. كما تم التنسيق مع أجهزة الأمن لتأمين المنطقة ومنع أي تجمعات عشوائية قد تعرض السكان للخطر.
 

تفسيرات الخبراء
قال الدكتور محمد يوسف، أستاذ جيولوجيا المياه بمركز بحوث الصحراء، إن الظاهرة ناتجة عن تسرب مياه جوفية إلى المحجر المهجور بفعل التشققات الطبيعية.
وأوضح أن “المنطقة تقع فوق خزان جوفي عميق، ومع الاستغلال العشوائي للرمال والأنشطة التعدينية، وجدت المياه منفذًا لتشكيل هذه البحيرة”. وأضاف أن ارتفاع الملوحة طبيعي نظرًا لطبيعة الصخور والتربة في غرب المنيا.
 

جدل شعبي بين “المعجزة” والكارثة
على مواقع التواصل الاجتماعي، تباينت ردود الأفعال؛ بعض الأهالي أطلقوا عليها اسم “البحيرة المباركة” استنادًا للرمزية الدينية لقرية البهنسا، فيما حذر ناشطون من التسرع في التعامل معها كوجهة سياحية.
كتب أحد المعلقين: “ليست بركة، بل جرس إنذار عن سوء إدارة المياه في مصر”. بينما دعا آخرون إلى استغلالها كمحمية طبيعية إذا ثبت استقرارها.
https://x.com/attar_0_0/status/1965399696664658277
 

خاتمة
ظهور البحيرة المفاجئ في المنيا يوم 7 سبتمبر 2025 يكشف مجددًا هشاشة التوازن البيئي في مصر، ويطرح تساؤلات حول إدارة الموارد الجوفية.
وبينما يراها البعض فرصة سياحية أو “آية ربانية”، يؤكد الخبراء أنها مؤشر خطر يستوجب الحذر والدراسة العاجلة.
الحقيقة الوحيدة حتى الآن أن الصعيد أضاف إلى تاريخه مشهدًا جديدًا يجمع بين الغرابة والخطر في آن واحد.