أكد الدكتور فضل مراد، أستاذ الفقه في جامعة قطر، أن الجهاد في فلسطين ما يزال فرض عين على الأمة الإسلامية منذ أكثر من سبعين عامًا، مستندًا إلى إجماع الفقهاء وقرارات هيئات الإفتاء الكبرى، وعلى رأسها الأزهر الشريف.

وخلال مشاركته في برنامج "أيام الله" على قناة الجزيرة مباشر، أوضح مراد أن الأزهر الشريف أصدر منذ خمسينيات القرن الماضي فتاوى متتابعة بشأن القضية الفلسطينية، ولا تزال تلك الفتاوى تؤكد أن الجهاد في فلسطين من الفرائض الشرعية على الأمة، بل نص بعضها بشكل صريح على كونه فرض عين على المسلمين كافة.

https://x.com/ajmubasher/status/1961540794369667402

 

إجماع فقهي لا لبس فيه

وأضاف أن لجنة الاجتهاد والفتوى في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وهيئة كبار العلماء، والمجمع الفقهي، جميعها أقرت هذا الحكم.

وأشار مراد إلى أن “السؤال عن الحكم الشرعي للجهاد في فلسطين لا يختلف عن سؤال المسلم عن صحة صلاته”، موضحا أن واجب العلماء هو بيان الحكم الشرعي، في حين تتحمل الحكومات والجيوش مسؤولية الإعداد والتمكين”، مستشهدا بقول الله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل} [الأنفال: 60].

وأضاف “لذلك فالجهاد الآن فرض على الأمة كما أمر الله سبحانه وتعالى، يقول عز وجل {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} [سورة الأنفال الآية 73]”.

 

على مَن تقع مسؤولية الجهاد؟

وحول من تقع عليهم المسؤولية المباشرة في أداء هذا الفرض، بيّن مراد أن “إجماع المذاهب الفقهية يقضي بأنه إذا احتُلت أرض إسلامية، فإن الدفاع عنها واجب على أهلها أولا، فإن عجزوا انتقلت المسؤولية إلى من يليهم، ثم إلى بقية الأمة”، مضيفا أن “عجز الفلسطينيين عن دحر الاحتلال لا يسقط التكليف عن الأمة الإسلامية جمعاء”.

كما لفت إلى أن الفريضة لم تنشأ مؤخرا، بل هي قائمة منذ احتلال فلسطين عام 1948، وأن استمرار الاحتلال يبقي حكم الجهاد قائما على رأس الأمة كلها، داعيا إلى وحدة الصف الإسلامي في مواجهة الاحتلال.

وختم مراد حديثه بالتأكيد أن “الواجب الشرعي على الأمة ليس فقط الاعتراف بفرضية الجهاد في فلسطين، بل العمل الجاد على توحيد الجهود والإعداد لمواجهة العدو المحتل”، مضيفا أن هذا الموقف يمثل إجماعا فقهيا لا لبس فيه.

وتأتي هذه الفتاوى في سياق تاريخي شهد فيه العالم العربي صدمات متتالية منذ نكبة 1948 واحتلال الأراضي الفلسطينية، حيث شدد علماء الأزهر والاتحادات الفقهية في أكثر من بيان رسمي على أن الدفاع عن فلسطين واجب ديني لا يسقط بالتقادم.