أشعلت مرشحة جمهورية يمينية متطرفة تدعى فالنتينا غوميز – مرشحة عن الدائرة الـ31 بولاية تكساس في انتخابات الكونغرس الأميركي المقبلة لعام 2026 – موجة غضب عارمة داخل الولايات المتحدة وخارجها، عقب نشرها إعلانًا انتخابيًا صادمًا ظهرت فيه وهي تحرق نسخة من القرآن الكريم باستخدام قاذف لهب، وسط وعود بـ”إنهاء الإسلام” في الولاية وإطلاق تصريحات شديدة التحريض ضد المسلمين والمهاجرين والأقليات.
الفيديو الذي بثّته عبر منصة إكس (تويتر سابقًا) لم يكن مجرد استعراض انتخابي، بل حمل خطابًا عنيفًا يصف المسلمين بـ”الإرهابيين” ويزعم أنهم يهددون حياة الأميركيين، حيث قالت غوميز بالحرف: “بناتكم سيُغتصبن وأبناؤكم ستُقطع رؤوسهم ما لم نوقف الإسلام نهائيًا”.
كما أضافت أن “أميركا دولة مسيحية، والمسلمون يمكنهم العودة إلى إحدى الدول الـ57 الإسلامية”.
إدانات واسعة وتحذيرات من العنف
ما إن انتشر المقطع حتى توالت ردود الأفعال المنددة. الإعلامي الأميركي براين ألين كتب على “إكس”: “هذا ليس سياسة، هذا تحريض مباشر على العنف. عندما تبدأ المساجد بالاحتراق، تذكروا أن الحزب الجمهوري في تكساس سلّمها الولاعة”.
كما وصف ناشطون الفيديو بأنه “دعوة إلى الكراهية والقتل”، مؤكدين أن الدستور الأميركي يكفل حرية المعتقد ولا يسمح بتجريم الديانة الإسلامية أو أي ديانة أخرى.
سجل طويل من الاستعراضات المتطرفة
هذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها غوميز الجدل. ففي ديسمبر 2024 ظهرت في مقطع مصوَّر وهي تطلق النار على دمية تمثل مهاجرًا مقيّدًا على كرسي، محاكية إعدامه علنًا، ما دفع الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إلى التنديد قائلًا: “هي ليست فاشية أميركية فقط، بل كولومبية أيضًا.
كمهاجرة، تريد التحريض ضد المهاجرين في حين أن معظم الجرائم تُرتكب داخل الولايات المتحدة على يد أميركيين”.
كما هاجمت غوميز الأميركيين من أصول أفريقية، ووصفت عيد جونتينث (Juneteenth) الذي يخلّد ذكرى نهاية العبودية بأنه “أكثر الأعياد ابتذالًا”، داعية السود إلى “مغادرة البلاد إذا لم تعجبهم”.
فشل انتخابي وصعود إعلامي
رغم حضورها الإعلامي القوي بفضل ممارساتها المثيرة للجدل، لم تحقّق غوميز نجاحًا انتخابيًا يُذكر.
ففي انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية عام 2024 لمنصب وزير خارجية ولاية ميزوري حصلت على 7.4% فقط من الأصوات، وحلّت في المركز السادس.
ويرى مراقبون أن ما تقوم به لا يعدو كونه حملات استعراضية لكسب الشهرة عبر استغلال خطاب الكراهية، في وقت تواجه فيه أميركا تحديات حقيقية تتعلق بالانقسام المجتمعي، وتصاعد العنف المسلح، وتنامي خطاب التطرف داخل الساحة السياسية.