في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل إلى شدّ الرحال نحو المسجد الأقصى خلال الأيام المقبلة، وذلك ردًا على دعوات جماعات المستوطنين لتنفيذ اقتحامات واسعة تزامنًا مع اقتراب الأعياد اليهودية، وسط تحريض علني من وزراء في حكومة الاحتلال.
 

حكومة الاحتلال تتصدر مشهد التحريض
الاقتحامات التي كانت توصف سابقًا بأنها أعمال فردية من متطرفين، باتت اليوم سياسة رسمية مدعومة من حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة.
وزراء مثل "إيتمار بن غفير" و"بتسلئيل سموتريتش" لم يعودوا يخفون دعمهم، بل يشاركون شخصيًا في الاقتحامات، في استعراض للقوة يهدف إلى فرض واقع جديد داخل المسجد الأقصى، وتقويض الوصاية الأردنية على الحرم القدسي.

مراقبون يرون أن هذا التحول يعكس مخططًا إسرائيليًا متسارعًا لتهويد القدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا، تمامًا كما حدث سابقًا في الحرم الإبراهيمي بالخليل.
 

الاقتحامات تتحول إلى انتهاكات ممنهجة
في الأسابيع الأخيرة، اقتحمت قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى مرارًا، اعتدت على المصلين، واعتقلت العشرات، بينما سمحت لعشرات المستوطنين بأداء طقوس تلمودية علنًا داخل الحرم، في انتهاك واضح للوضع القانوني والتاريخي القائم.

هذه الاقتحامات، التي كانت تتم على استحياء في الماضي، أصبحت اليوم تتم تحت حماية كاملة من الشرطة والجيش، ما يجعل المسجد الأقصى في عين العاصفة.
 

حماس تدعو للرباط والتصدي
في بيان حاد اللهجة، دعت "حماس" الفلسطينيين إلى الرباط في الأقصى وحمايته من مخططات التدنيس والتهويد.
واعتبرت الحركة أن ما يجري في القدس هو جزء من حرب شاملة يشنها الاحتلال على الهوية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية.

وأكدت أن "الرباط في الأقصى هو أبلغ رسالة للاحتلال بأن القدس خط أحمر"، محذّرة من أن استمرار الاعتداءات قد يؤدي إلى انفجار شامل تتحمل حكومة الاحتلال مسؤوليته بالكامل.
 

غضب شعبي وتصعيد ميداني
في الضفة الغربية والقدس المحتلة، شهدت الأيام الأخيرة مواجهات متفرقة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، احتجاجًا على الاقتحامات المتكررة.
ومع اقتراب الأعياد اليهودية، تتزايد المخاوف من موجة اقتحامات أوسع نطاقًا قد تشعل فتيل انفجار جديد في المدينة المقدسة.

على وسائل التواصل، تصدرت دعوات #شد_الرحال إلى الأقصى الترند، وسط دعوات للتعبئة الشعبية والضغط على المجتمع الدولي للتدخل.
 

صمت دولي يُغذي الاحتلال
رغم خطورة التطورات، لا تزال المواقف الدولية باهتة. بيانات خجولة من بعض الأطراف، وصمت كامل من جهات مؤثرة، بينما تواصل الولايات المتحدة دعم حكومة الاحتلال سياسيًا وعسكريًا.

هذا التواطؤ غير المعلن يفتح شهية الاحتلال للمزيد من التعدي على المقدسات، ويضع المنطقة بأكملها أمام احتمالات تصعيد أمني خطير.
 

الأقصى.. عنوان المواجهة القادمة؟
مع استمرار التحريض الرسمي، وتصاعد الاقتحامات، وتواطؤ بعض القوى الدولية، يبدو أن المسجد الأقصى مقبل على مرحلة من التصعيد غير المسبوق.
كل المؤشرات تدل على أن الأوضاع قد تنفجر في أي لحظة، خاصة مع سعي الاحتلال إلى فرض سيادة يهودية تدريجية على الحرم القدسي.

ويبقى السؤال الكبير:
هل يتحرك العرب والمسلمون والعالم لوقف هذا الجنون؟ أم أن الأقصى سيُترك وحده في مواجهة آلة الاحتلال؟