أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" موافقتها على المقترح الذي قدمه الوسطاء من مصر وقطر بشأن التوصل إلى صفقة لوقف الحرب في قطاع غزة. ويأتي هذا الموقف في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يواجهها سكان القطاع المحاصر، حيث تجاوز عدد الشهداء 62 ألف شهيد، غالبيتهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة التي تؤكد الأمم المتحدة دقتها.

أبرز ملامح المقترح
بحسب مصادر مصرية مطلعة على مسار المفاوضات، فإن المقترح الأخير يضع إطاراً متدرجاً لوقف شامل للحرب عبر مراحل تبدأ بوقف مؤقت للعمليات العسكرية لمدة 60 يوماً. وتتضمن المرحلة الأولى:

إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء.

تسليم نصف جثامين الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة (18 من أصل 36 جثماناً).

إعادة تموضع القوات الإسرائيلية بعيداً عن المناطق المأهولة في القطاع إلى مناطق محاذية للحدود، بما يتيح المجال أمام تدفق المساعدات الإنسانية بشكل أكثر سلاسة.

كما يشمل المقترح تبادل عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل نصف عدد المحتجزين الإسرائيليين، على أن يجري خلال فترة التهدئة (60 يوماً) فتح الملفات المتعلقة بالصفقة الشاملة، بما في ذلك وقف دائم لإطلاق النار ومعالجة القضايا العالقة بين الطرفين.

حماس: "أفضل الخيارات المتاحة"
المصادر أوضحت أن حركة حماس تنظر إلى هذا المقترح باعتباره مدخلاً للحل الشامل وأفضل الخيارات المتاحة في الوقت الراهن لحماية سكان القطاع من التصعيد العسكري المتواصل.
وترى الحركة أن تنفيذ هذه البنود يمكن أن يشكل أرضية مناسبة للانتقال إلى مرحلة أوسع من المفاوضات التي تفضي إلى وقف دائم للحرب ورفع الحصار المستمر منذ سنوات.

سياق إنساني كارثي
تزامنت هذه التطورات مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يعاني القطاع من أزمة غذاء ودواء ووقود خانقة، إضافة إلى الدمار الهائل الذي ألحقته الغارات الإسرائيلية بالبنية التحتية، ما جعل مئات الآلاف من السكان بلا مأوى.

وتؤكد منظمات دولية أن الحرب المستمرة منذ أكثر من 22 شهراً أفرزت واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في القرن الحالي، وسط تحذيرات من خطر المجاعة والأوبئة إذا لم يتم إدخال مساعدات عاجلة بكميات كافية.