شهدت إسرائيل يومًا استثنائيًا اتسم بالشلل شبه الكامل، بعد خروج مئات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع تل أبيب وعشرات المدن الأخرى، استجابةً لدعوة عائلات الأسرى لدى حركة "حماس"، للمطالبة بوقف الحرب على غزة وإبرام صفقة تضمن عودتهم.

وبحسب منتدى عائلات المفقودين، فقد شارك نحو 500 ألف شخص في الاحتجاجات، التي رفعت شعار: "أعيدوهم جميعًا إلى بيوتهم… أوقفوا الحرب".
وقد وُصفت التجمعات في "ساحة الرهائن" وسط تل أبيب بأنها الأضخم منذ بدء الحرب، حيث حذّر المنظمون من أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، وخطط السيطرة على مدينة غزة، يُعرّضان حياة نحو 20 رهينة محتجزين في الأنفاق للخطر.
 

إضراب شامل وشلل في المدن
الاحتجاجات ترافقت مع إضراب وطني عام شلّ الحركة في أنحاء مختلفة من إسرائيل، فأغلقت مكاتب، جامعات، طرق رئيسية، وحتى مؤسسات حكومية.
وأكدت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت أكثر من 30 شخصًا خلال عمليات قطع الطرق وإشعال الإطارات، بينما تجمّع آخرون أمام منازل وزراء بينهم وزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر.

كما أغلق ناشطون طريق مردخاي نمير في تل أبيب، والطريق السريع رقم 1 عند مدخل القدس، فيما قطعت مئات الناشطات شارع أيالون الحيوي، في خطوة شلّت حركة المواصلات لساعات طويلة.
 

انقسام سياسي عميق
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هاجم الاحتجاجات، معتبرًا أنها "تشدد موقف حماس وتؤخر الإفراج عن الرهائن".
وشاركه في ذلك وزراء اليمين المتطرف؛ إذ وصف وزير المالية بتسلئيل سموطريتش المظاهرات بأنها "حملة مشوهة وضارة تخدم حماس"، بينما قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إن الإضراب "يقوي حماس ويُضعف فرص عودة الأسرى".

في المقابل، دعم زعيم المعارضة يائير لابيد المتظاهرين، وردّ على اتهامات الحكومة بالقول: "لا أحد عزّز قوة حماس أكثر منكم".
وأضاف في منشور على منصة "إكس": "الشيء الوحيد الذي يقوي الدولة هو الروح الرائعة للشعب الذي يخرج اليوم متضامنًا من أجل مستقبل أبنائه"-على حد وصفه-.
 

تصعيد شعبي مستمر
عائلات الأسرى أعلنت أنها ستنصب خيمة اعتصام قرب حدود غزة، مؤكدة أن "النضال لن يتوقف حتى يعود الجميع".
كما أطلق ناشطون أسطولًا بحريًا في بحيرة طبريا، للتأكيد على مطالبهم بوقف الحرب وإعادة الأسرى.

وقالت زوجة الأسير عمري ميران إن "إضراب ومظاهرات اليوم مجرد بداية"، بينما شددت والدة الأسير ماتان إنغريست: "اليوم توقفت الدولة كلها من أجل إعادة المختطفين".
 

استطلاعات الرأي: انقسام في الشارع
أظهر استطلاع لصحيفة "معاريف" أن 16% من الإسرائيليين ينوون المشاركة في الإضراب، فيما يؤيد 40% أهدافه دون الانخراط فيه، في حين قال 29% إنهم لا يوافقون على الإضراب ولا على مطالبه.
 

سياق إقليمي ضاغط
تزامنت الاحتجاجات مع إعلان مصر عن جهود جديدة مع وسطاء دوليين لإبرام هدنة لمدة 60 يومًا تشمل الإفراج عن المحتجزين، بينما واصل الجيش الإسرائيلي قصفه العنيف في غزة، ملوحًا بخطة للسيطرة الكاملة على المدينة ومخيماتها.
 

الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=qUe3io94mb8
https://x.com/i/status/1957194507251814563
https://x.com/MarioNawfal/status/1956948043892154767
https://x.com/qudsn/status/1956935423860580752