تشهد العلاقات المصرية السعودية توترًا ملحوظًا تجلّى في حملة إعلامية غير مسبوقة على منصات التواصل الاجتماعي، تتهم عبد الفتاح السيسي بـ"الخيانة" و"دعم إسرائيل"، في أعقاب إعلان صفقة ضخمة لاستيراد الغاز بين القاهرة وتل أبيب بلغت قيمتها نحو 35 مليار دولار وتمتد حتى عام 2040.
 

صفقة الغاز... بداية العاصفة
البداية كانت مع ما كشفته وكالة "رويترز" يوم 8 أغسطس الجاري عن اتفاق طويل الأمد بين شركتي بلو أوشن المصرية ونيو ميد إنرجي الإسرائيلية، يقضي بزيادة صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر لتصل إلى 1.2 مليار قدم مكعب يوميًا، في أكبر صفقة من نوعها بتاريخ إسرائيل، على حد وصف وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين الذي اعتبرها "إنجازًا سياسيًا واقتصاديًا وإقليميًا".

لكن ما فجّر الجدل لم يكن الإعلان بحد ذاته، بل ما تبعه من حملة سعودية رقمية منظمة، قادها حساب "أخبار السعودية" الذي يتابعه نحو 24 مليون شخص، واعتبر أن "أضخم دعم اقتصادي لتل أبيب منذ 7 أكتوبر جاء من مصر".
 

منصات سعودية تقود الهجوم
الحملة لم تقتصر على "أخبار السعودية"، بل شارك فيها حساب "كولومبوس" الشهير، والذي يُعتقد أن صاحبه هو المستشار الإعلامي السابق سعود القحطاني أو أحد المقربين منه. الهجوم ركز على محورين أساسيين:

  • خيانة القضية الفلسطينية عبر ضخ مليارات الدولارات لإسرائيل في وقت يتعرض فيه قطاع غزة للحصار والقصف.
  • تناقض الدور المصري مع ما وصفوه بالجهود السعودية الدولية للضغط من أجل وقف الحرب وإقامة دولة فلسطينية.

كما لم تخف التغريدات نبرة التهكم على اعتماد القاهرة على المساعدات الخليجية، واستدعاء أرقام رسمية من "منصة المساعدات السعودية" لتذكير المصريين بحجم الدعم المالي الذي تلقوه من المملكة خلال العقد الماضي.
 

خلفيات سياسية وإعلامية
الخلاف بين البلدين لم ينشأ فجأة، إذ جاءت هذه الحملة بعد احتكاكات إعلامية بين أذرع مصرية وسعودية، على خلفية انتقادات وجهتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية -المملوكة لجهاز المخابرات المصرية- لموسم الرياض ورئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ.
ردود سعودية قوية، من بينها تغريدات للإعلامي عمرو أديب، حملت نبرة تحذيرية من استمرار التصعيد.

ورغم محاولة السيسي تهدئة الأجواء بخطاب أكد فيه "متانة العلاقات" وضرورة "عدم الانجرار وراء الفتنة"، فإن الرد السعودي كان أكثر حدة، بل وُصف بأنه "الأقوى في تاريخ الحملات الإعلامية بين البلدين"، حيث تضمن اتهامات مباشرة بالخيانة ودعم إسرائيل.
 

شاهد:
https://www.youtube.com/watch?v=MRZzyeBFcHk