أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، يتضمن في مرحلته الأولى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة مطلع الأسبوع المقبل، مؤكداً أن الاتفاق يمثل خطوة أولى نحو "سلام دائم" وإعادة إعمار شاملة للقطاع.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض إنه "ينبغي أن يتم الإفراج عن الرهائن يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبل"، مشيراً إلى أنه يعتزم حضور مراسم توقيع الاتفاق في مصر، والتي يُتوقع أن تجري بعد بدء تنفيذ بنود المرحلة الأولى. وأضاف: "سنغادر واشنطن الأحد على الأرجح. أتطلع لأن أكون هناك. سيكون يوماً مفعماً بالفرح".
وأوضح الرئيس الأميركي أن المفاوضات المكثفة التي جرت خلال الأيام الماضية، وأسفرت عن هذا الاتفاق، تمت برعاية مصرية وقطرية وأميركية وتركية في مدينة شرم الشيخ، واعتبرها "إنجازاً عالمياً سيؤدي إلى سلام حقيقي في الشرق الأوسط".
مرحلة أولى تشمل إطلاق الأسرى وانسحاب تدريجي
وكشف ترامب أن المرحلة الأولى من الاتفاق تنص على إطلاق سراح عشرين محتجزاً إسرائيلياً على قيد الحياة دفعة واحدة، بعد مرور 72 ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. وأضاف: "سنستعيد الرهائن يوم الاثنين أو الثلاثاء، وسيكون ذلك يوماً سعيداً للعالم بأسره".
وفي تصريح لاحق، أوضح أن المرحلة الثانية من الاتفاق ستتضمن "نزع السلاح والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بعد الإفراج عن الرهائن"، مؤكداً التزامه بما تم التوافق عليه بشأن حل الدولتين. وقال: "سنعمل على تأسيس شيء في غزة يمكن للناس أن يعيشوا فيه بسلام، وسنساعد على إعادة بناء القطاع تدريجياً بمشاركة دول المنطقة".
ورغم امتناعه عن تقديم تفاصيل محددة حول خطة الإعمار، أشار ترامب إلى أن الاتفاق يهدف إلى إعادة بناء غزة بشكل منظم وآمن، مؤكداً أن الإدارة الأميركية "ستتابع تنفيذ كل بند من بنود الاتفاق لضمان تحقيق استقرار طويل الأمد".
دور إيران في الاتفاق وموقف إسرائيل
وفي تطور لافت، ربط ترامب بين الاتفاق الحالي والهجوم الذي شنّته الولايات المتحدة وإسرائيل على منشآت نووية إيرانية محصنة في يونيو الماضي، قائلاً إن ذلك "كان له دور كبير في دفع طهران نحو خيار السلام". وأضاف: "إيران أبلغتنا بأنها تريد السلام، ونود أن نراهم يبنون بلدهم بدلاً من سباق التسلح".
وأكد ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز أن "إيران ستكون جزءاً فعلياً من معادلة السلام"، مشيراً إلى أن الاتفاق جاء بفضل "الموهبة والحظ وتضافر جهود العالم بأسره"، على حد وصفه. وقال: "لقد باركت إيران الصفقة، وهذا أمر هائل. سنحصل على السلام، وأعتقد أن إيران ستكون جزءاً من اتفاق السلام الأشمل في المنطقة".
وفي اتصال هاتفي أجراه ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب التوصل إلى الاتفاق، قال له إنه "لا يمكن أن تحارب العالم كله"، مشيداً بالدول التي ساعدت في إنجاز الاتفاق. ورد نتنياهو بإشادة علنية، إذ كتب عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": "امنحوا دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام، فهو يستحقها بحق."
كما أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في مقابلة تلفزيونية التزام بلاده بخطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، قائلاً: "نحن ملتزمون تماماً بخطة الرئيس ترامب وسننفذ ما تم الاتفاق عليه بشأن الانسحاب وإعادة الإعمار".
سلام مؤقت أم بداية جديدة؟
يأتي الإعلان عن هذا الاتفاق بعد حرب مدمرة استمرت قرابة عامين بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، خلفت دماراً واسعاً ونزوح مئات الآلاف. وتُعد هذه المرة الأولى التي يُعلن فيها ترامب عودته إلى المشهد السياسي الدولي كلاعب سلام منذ مغادرته البيت الأبيض عام 2021، حيث وصف الاتفاق بأنه "أعظم إنجاز دبلوماسي في القرن الحالي".
وقال الرئيس الأميركي إن "الشرق الأوسط سيكون أكثر أمناً بعد هذا الاتفاق"، مؤكداً أن ما أسماه "مجلس السلام" سيُنشأ للإشراف على تنفيذ الخطة وإعادة إعمار غزة، بمشاركة دول عربية وإسلامية، مشدداً على أن "الناس في غزة سيعيشون في مكان مختلف كلياً".
وختم ترامب تصريحه قائلاً: "لقد بدأنا فصلاً جديداً في تاريخ المنطقة. سنعيد الرهائن، سنعيد السلام، وسنُعيد بناء ما تهدّم. سيكون الشرق الأوسط مكاناً آمناً ومستقراً كما لم يكن من قبل."