أعلنت القوات المسلحة اليمنية التابعة لجماعة انصار الله الحوثية، أمس الجمعة، تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية نوعية استهدفت مواقع حيوية في فلسطين المحتلة بواسطة طائرات مسيّرة.
وأكدت في بيان رسمي أن الضربات أصابت بدقة مطار اللد في منطقة يافا، إضافة إلى هدفين استراتيجيين في مدينتي بئر السبع وعسقلان جنوب الأراضي المحتلة.
المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أوضح أن هذه العمليات الثلاث "حققت أهدافها بالكامل"، مشيراً إلى أنها تأتي "انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، ورداً مباشراً على جرائم الإبادة الجماعية والتجويع التي يتعرض لها أهالي غزة".
وأضاف سريع أن هذه الضربات تمثل رسالة واضحة بأن "اليمن حاضر بقوة في معادلة الردع، ولن يقف مكتوف الأيدي أمام ما وصفه بالمجازر الوحشية بحق المدنيين".
وخاطب البيان أبناء الأمة العربية والإسلامية بنبرة حادة، داعياً إلى موقف موحد في مواجهة ما يجري في فلسطين.
وجاء في نص البيان: "إذا لم تقفوا اليوم مع إخوانكم في فلسطين وهم يعانون التجويع، فمتى ستقفون؟ نحن أمام جريمة إبادة حتماً لن ينساها التاريخ، وبالتأكيد لن ينسى التاريخ مواقف المتخاذلين والمتآمرين في تنفيذ جريمة الإبادة في غزة."
كما تضمن البيان تحذيراً شديد اللهجة إلى جميع الشركات التي تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، مؤكداً أن سفنها ستكون عرضة للاستهداف "بغض النظر عن وجهتها"، ما لم توقف فوراً أي تعامل تجاري مع تلك الموانئ.
وأضاف سريع: "على الشركات التي تتعامل مع موانئ فلسطين المحتلة سرعة إيقاف أي تعامل معها حفاظاً على سلامة سفنها وسلامة طواقمها."
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي دخل مرحلة غير مسبوقة من القصف والحصار، وسط تقارير دولية متزايدة عن كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.
وفي حين تلتزم بعض الأطراف الإقليمية والدولية الصمت، يرى مراقبون أن اليمن، من خلال هذه العمليات، يسعى إلى ترسيخ حضوره كلاعب إقليمي قادر على التأثير في مسار الصراع.
وتعكس هذه الهجمات، وفق محللين عسكريين، توسع دائرة الاستهداف الجوي اليمني خارج نطاق البحر الأحمر والمحيط الإقليمي، لتصل إلى العمق الإسرائيلي، وهو ما قد يفرض معادلات جديدة على ساحة الصراع، ويزيد من تعقيد المشهد الإقليمي في ظل تداخل جبهات المواجهة في أكثر من ساحة.