نشر الدكتور علي القره داغي، رئيس اتحاد علماء المسلمين، على صفحته على موقع تويتر تدوينة هاجم فيها النظام في مصر، قائلاً: "الخبر الذي بين أيدينا عن  وكالة رويترز مفاده أن وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي صرّح بأن مصر وليست إسرائيل هي التي تعيق فتح معبر رفح أمام المساعدات إلى قطاع غزة".

واسترسل إذا كان هذا التصريح صحيحًا وثابتًا، فإنه يشكّل فضيحة أخلاقية وسياسية وإنسانية مدوّية، تتحمّل مسؤوليتها الكاملة الحكومة المصرية. ذلك أن معبر رفح هو المنفذ البري الوحيد غير الخاضع لسيطرة الاحتلال، والذي يمكن عبره إدخال الدواء والغذاء والوقود إلى أكثر من مليوني إنسان محاصر ومجروح ومشرد وجائع في غزة.

وتابع موقفي وفق فقه الميزان:

 

1. المسؤولية أمام الله والتاريخ

إننا، باسم علماء الأمة وضميرها الحي، وباسم إنسانية هذا العصر الذي يتفرج على مجازر علنية تُبثّ بالبث المباشر، نطالب الحكومة المصرية أن تفتح معبر رفح فورًا وبدون قيود. فالحساب هنا لا يكون فقط سياسيًا، بل أولًا أمام الله سبحانه وتعالى، ثم أمام الضمير العربي والإسلامي، ثم أمام الأجيال القادمة.

 

2. إن لم يكن صحيحًا

فإن على الدولة المصرية أن تخرج للرأي العام فورًا وتنفي هذا التصريح بشكل قاطع، وواضح، ورسمي، وتُحمّل الاحتلال مسؤوليته الكاملة عن الحصار والتجويع والإبادة. فالصمت هنا ليس حيادًا، بل تواطؤ بصيغة السكوت.

 

3. البُعد الأخلاقي والإنساني

إن فتح معبر رفح لم يعد قضية "سيادة" ولا "إجراءات تنسيق"، بل هو اليوم معيار للإنسانية، ومقياس واضح للكرامة والمروءة، ومرآة تظهر فيها المواقف الحقيقية من الشعوب لا من الإعلام الرسمي.

 

4. نداء لأهل مصر وعلمائها ومثقفيها

إن لم يكن النظام الرسمي في مصر على مستوى المسؤولية، فإن شعبها العظيم، علماءها، أزهرها، نقاباتها، يجب أن يرفعوا الصوت عاليًا، ويكسروا جدار الصمت. لأن الصمت على تجويع الناس في غزة خيانة لقيم العروبة والإسلام والمروءة.

 

5. إسرائيل كاذبة أم مصر متواطئة؟

إما أن إسرائيل تكذب — وعلى مصر أن تفنّد ادعاءاتها —

أو أن إسرائيل تقول الحقيقة — وعلى مصر أن تراجع موقفها وتُعيد حساباتها فورًا.

أرواح الأطفال، دماء الجرحى، صرخات الأمهات، والدموع الجارية في خيام الشتات، كلها مسؤولية… وكل دقيقة تأخير عن فتح المعبر هي طعنة إضافية في جسد غزة.

﴿وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾ ولا تكونوا عونًا للظالم، ولو بسكوتٍ يُفسّر تواطؤًا.

 واختتم باسم علماء الأمة، باسم ضمير الأحرار، باسم الإنسانية التي ما تزال حيّة فينا:افتحوا معبر رفح… الآن.